الله على الطقس هذه الأيام، رائع، مثير، لذيذ، يقدّر الحياة الزوجية. شكراً للحكومة، ولا يهون مجلس الأمة.
ووالله لو كانت هذه النسمة التي تداعبني الآن امرأة لكانت الأجمل بين النساء، والأبسق قواماً، والأكثر فتنة. ولو كانت صبية لأجلستها على حجري، وللثمت شفاهها، ولأشعلت لها الشموع، ولنقّلت خدها بين صدري وزندي ومواضع أخرى، ولغنّيت لها وهي تتفقد شفاهها بعد هدوء الزلزال ونقل المصابين: "أحرَقَت جمرة شفاهك شفّتي".
والحديث عن جمال الطقس يجرني بيدي إلى الحديث عن جمال النساء، وسأترك قلمي يتحدث نيابة عني، ويلقي أمتعة قلبي أمامكم على الأرض، فإن أغاظكم فاشتموه، تبّاً له، وإن راقكم فادعوا لصاحبه يرحمني ويرحمكم الله…
الجمال لملمَ أوراقه، ولوّح بيده مودعاً نساء الكويت وصباياها، إلا من رحم ربي. وشبّان الكويت أجمل بكثير من شاباتها. لذلك نشاهد هذه المبالغة في ماكياج صبايانا، وترعبنا رؤوسهن الممطوطة، ولا الصواريخ البالستية، في حين تتسابق صبايا الخليج "الهواويات" على شبان الكويت… كما ينقل لي الرواة الثقات، الذين أثق بهم كما أثق بنفسي.
والصبية الكويتية لا تفتقد الذوق في الماكياج فقط، بل في الغزل أيضاً… ويتغزل أحدنا بالصبية الكويتية: "كم التاريخ اليوم؟ ورودك تفتحت. هل داهمنا الربيع على غفلة منا؟"، فتقمعه وهي تطرقع علكتها وتغمز بعينها وتهز رأسها كالهنود: "يا سلام. كم واحدة غيري قلت لها هذا الكلام؟ أجبني بصراحة، فأنا أعلم أنك محاطٌ بالنساء"، فينقلب مزاجه، فإن قال لها "كثيرات"، أصبحت كلماته "ساكند هاند" مستعملة تفتقد لذة الجديد والخصوصية، وإن قال "لا أحد" لم تصدقه، لكنه على أي حال يرد عليها وهو يتلفت بحثاً عن كأس ماء تنقذه من حالة القرف: "حتى لو كنتُ محاطاً بالنساء… أنت واحدة منهن، أنت أجملهن… إلا إذا كنتِ (معلّم كاشي) دون أن أعرف"، ويواصل قصفه الانتقامي: "الصينيون كسروا سوقكم، يومية معلم الكاشي منهم أربعة دنانير. يا بلاش"… يقول لها ذلك ويغادر ويتركها تحك رأسها وتحسب تكلفة الأسمنت الذي ملأه.
والوضع في البحرين يُبكي، إن على مستوى الشابات أو الشبّان، والجمال عندما مر على صحراء العرب، سلك الطريق الآخر، فلم يمر على البحرين. والوضع في قطر كارثي، وماكياج بناتنا يُعتبر في الحد الأدنى مقارنة بماكياج بنات قطر، وأجزم أن شركات الماكياج تحسب لقطر ألف حساب، وشبان قطر يُرعبون الثعابين فتصرخ "يمّه"، وترفع التماسيح يديها: "الحمد لله الذي فضّلنا على كثير من خلقه". أما صبايا الإمارات وفتيانها فيسمعون عن الذوق لكن لم يسبق لهم مصافحته ولا السلام عليه، خذ مصاريف وماركات باذخة وسيارات فارهة، وخذ مقابلها "كندورة" صفراء ولا بقرة اليهود، منفوخة كالخيمة، وفساتين تلمع في عز الظهر، ورولز رايس.
وحدها السعودية، تحديداً منطقة "نجد"، سبقت الجميع وغرفَت من بئر الجمال ما يكفيها ويزيد. ووصلَ أهل شمال المملكة متأخرين فإذا البئر جافة، وتاه أهل الجنوب عن موقع البئر فكادوا يموتون لشدة الدمامة والقبح، أما أهل الغربية فشربوا من آبار مختلفة، فأثمرت بساتينهم يوماً "خوخ" ويوماً "حنظل"، في حين شرب أهل الشرقية من بئر البحرين وقطر والكويت، مياهاً ملوثة.
وإن خرجنا من صحراء العرب، وضربنا في عرض الوطن العربي، فلا جمال يفوق صبايا أهل سورية، سقاها الغيم، لولا فظاظة لهجتهن وغلظة تصرفاتهن.