سامي النصف

الرجوع عن الخطأ فضيلة!

لأسباب يصعب حصرها كثر الخطأ وندر الصح في كثير من التشريعات الصادرة من تحت قبة البرلمان والتي تمتاز بشكل متكرر بعدم مشاورة أهل الاختصاص وقصر النظر وطغيان قضايا العاطفة والدغدغة دون النظر لمصلحة الوطن والمواطنين، إضافة الى إصدار تشريعات فريدة لا مثيل لها في تاريخ الدول الأخرى الأكثر منا ذكاء وحصافة وحكمة، لذا فالأفضل لنا هذه الأيام ولأجل الكويت العودة عن تلك التشريعات المدمرة.

ثروة الكويت وبعكس دول العالم الأخرى قائمة على مورد وحيد ناضب، فكل قطرة بترول نبيعها ونحصد ثمنها لا يمكن تعويضها، لذا يفترض ان يرتكز الصرف في أعوامنا المقبلة لا على عمليات الإرضاء السياسي واستخدام ثروتنا الناضبة لحل اشكالات الإسكان والصحة والتعليم.. الخ، بدلا من صرفها على إيجاد موارد للنفط عبر إنشاء المصانع والمزارع وتنمية الثروة السمكية والتحول للمركز المالي والتجاري المستقطب للمستثمرين والسائحين قولا وعملا.

.. وأرض الكويت ليست خضراء ذات أنهر ومياه كي نبخل بها على المطورين والمستثمرين الذين لا يمكن ان يقيموا مشاريعهم في الهواء بل هي صحراء قاحلة فائدتها الوحيدة في تطويرها وجعلها مدنا خضراء دون كلفة إضافية على الدولة عبر تسليمها ـ بعد تعديل التشريعات المقيدة الخاطئة ـ للشركات المساهمة العقارية وللمطورين ودون ذلك ستستنزف ثروتنا الناضبة على بنى ومبان ومدارس ومستشفيات نصرف عليها بدلا من ان تصرف علينا، كما اننا سنورث لمن بعدنا وبسبب تشريعات مجلس الأمة رمالا متحركة يصعب على غير الزواحف العيش فيها.

كما أن على مجلس الأمة العودة عن التشريعات التي أوقفت مشاريع B.O.T منذ صدورها وهجرت الأموال الكويتية لتعمر بلدان الآخرين ومعها إعطاء الشركات العقارية والاستثمارية حق تطوير الأراضي وإنشاء المساكن وبيعها بالأقساط طويلة الأمد على الشباب وهو ما يحتاج الى إلغاء شرط تحديد مدة القروض بـ 15 عاما وهو ما ألغى نظام «المورغج» المعمول به في جميع الدول الأخرى، إن تجربة المدن الجديدة في مصر الواقعة شرق القاهرة وفي محافظة 6 أكتوبر جديرة بزيارتها ودراستها وتقليدها وإلغاء أي تشريعات تقيد وتكبل مساهمة القطاع الخاص في حل مشاكل الإسكان والتعليم والصحة.. الخ.

كررنا في أكثر من مقال ومنذ عام 2007 حقيقة الخطأ الفادح والجسيم لخطأ مسار خصخصة «الكويتية» الذي رسمه وزير المواصلات الأسبق بدعم من بعض أعضاء مجلس الأمة وقلنا ان الخصخصة في العالم أجمع المقصود منها تخفيف العبء المالي عن الدولة لا زيادة الأعباء عليها، كما ان طريق الخصخصة في جميع التطبيقات الناجحة يمر بتحديث الأساطيل والتحول الى الربحية لا بإلغاء صفقة الطائرات ومضاعفة الخسائر كما جرت العادة ان تكون شركة الطيران هي آخر ما يتم خصخصته، هذا إذا خصص أصلا في وقت دفع بـ «الكويتية» لأن تكون أولى المؤسسات التي تجرى خصخصتها رغم حاجة مشروع كويت المركز المالي لشركة طيران وطنية تحقق أهدافه الإستراتيجية كحال جميع المراكز المالية في العالم عدانا (السنغافورية، الإماراتية، القطرية، الاتحاد، العربية، الميدل إيست، المصرية، الأردنية.. الخ).

آخر محطة:

بعد إسقاط لجنة القيم في الكونغرس الأميركي عضوية النائب الديموقراطي جيمس ترافكنت بتهمة التكسب غير المشروع، بدأت هذه الأيام اللجنة التحقيق على الهواء مع نائب ولاية نيويورك الشهير شارلز رانجلر الذي يبلغ من العمر 80 عاما والذي يكمل هذه الأيام 50 عاما من العمل النيابي المتصل ومع ذلك لم يشفع له ذلك التاريخ الطويل من المحاسبة على مخالفات تتصل باستخدام الأموال العامة لخدمة حملته الانتخابية ولا تتجاوز المبالغ المتجاوز عليها أو المستفاد منها الـ 50 ألف دولار أي 14 ألف دينار، وهو مبلغ فكه أو فراطة في جيب بعض المشرعين. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

احمد الصراف

في مرض الهوية الجنسية!

في عام 2007 اصدر البرلمان الكويتي قانونا يعاقب فيه بالحبس سنة وبغرامة مالية لكل من يتشبه بالجنس الآخر! ويقصد بهذا القانون أن كل من تبدو عليه مظاهر الأنوثة وهو ذكر يحبس ويغرم ماليا، والعكس يسري على الجنس الآخر! ولو افترضنا أن القانون طبق مرات عدة على شخص محدد حاول التشبه بغير جنسه فهل غيرت سنوات السجن أو الغرامة المالية من ملامحه الجسدية أو تصرفاته؟ لا طبعا! وبالتالي، وكما ورد في واحدة من اهم مطبوعات مجموعة «صوت الكويت» الوطنية، فإن هذا القانون يفتقد للدستورية، ويفتقد لأبسط حقوق الإنسان، فهؤلاء في غالبيتهم العظمى لا ذنب لهم في ما أصابهم، فكيف نعاقب بالسجن والغرامة شخصاً غير مذنب؟
يتطلب الإيمان بالعقيدة الإسلامية التستر على المعاصي. لكن، هل فعلا ساعد ذلك في اختفاء تلك المعاصي أو حتى التقليل منها في حياة المسلمين؟ وهل فعلا أن الغرب المسيحي، أو اي مجتمع آخر غير مجتمعاتنا، غارق في شذوذه الجنسي لنقص إيمانه، أم أن للأمر جانباً آخر؟
تقول وفاء سلطان، عالمة النفس السورية الأميركية، ان نسبة «اللواطيين» في مدينة سان فرنسيسكو لا تزيد مثلا على نسبتهم في دول الخليج العربي! فالدراسات دلت على أن نسبة اللواط هي واحدة في كل زمان ومكان، وهناك استثناء واحد لتلك الحقيقة عندما تزداد النسبة بشكل كبير تحت بعض الظروف التي يتم فيها الفصل بين الجنسين (بشكل حاد). وقد رأينا تطبيقات ذلك في افغانستان، حيث زادت النسبة بشكل واضح تحت حكم «طالبان» القمعي عما كانت عليه الحال قبلها! وتزيد وفاء سلطان على قولها أن تقارب نسبة اللواط في كل الأزمنة يعني أن سبب الظاهرة بيولوجي أكثر منه بيئي، بالقول ان العلماء والأطباء في الغرب «الإباحي» انكبوا على البحث عن الأسباب البيولوجية التي تلعب دورا في تحديد ميول الإنسان المثلي، ودفعتهم النتائج الى وقف اعتبار الظاهرة شذوذا جنسيا، وبالتالي حذفوها من الكتب الطبية كظاهرة مرضية.
وهنا يتطلب الأمر قيام الحكومة الكويتية أو أي برلماني واع، رجلا كان أو امرأة، بالطعن في مدى دستورية المادة رقم 198 من القانون رقم 1960/16، وإلغاء عقوبة السجن والغرامة المالية من القانون لمخالفته مواد الدستور ذات العلاقة، وتوفير العلاج المجاني المناسب لهؤلاء، فليس من المعقول أن نعامل من يقوم بإطالة شعر رأسه ووضع الكحل في عينيه وصبغ لحيته بالحناء.. بطريقة عادية، ونتقبل وضعه، ويكون تصرفه عند الكثيرين مستحبا، لكن ما ان نجد أن شخصا آخر يمتلك ثديين كبيرين فإننا نقفز لوصفه بالمتشبه بغير جنسه ونهدده بالسجن والغرامة المالية!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

الكويت دولة إسلامية

«دين الدولة الإسلام».
هذا نص المادة الثانية من دستور دولة الكويت، بمعنى ان الدولة وهي الكويت لها دين وهو الاسلام، وهذا النص الدستوري يغلق الباب على من يحاول اضفاء صفة العلمانية على الكويت، فقد اكد هذا النص اكثر من معنى: الاول ان للدولة ديناً، اي انها ليست دولة لادينية (علمانية)، والثاني ان هذا الدين هو الاسلام وليس غيره!! بل ان النص الدستوري ذهب الى ابعد من ذلك عندما حدد المنهل الذي يؤخذ منه التشريع لهذه الامة، فقال تصريحا لا تلميحا: «… والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، فحدد الشريعة الاسلامية (الكتاب والسنة والاجماع والاجتهاد) بأنها المصادر التي يؤخذ منها التشريع، وقال «مصدر رئيسي»، بمعنى ان لا تذهب الى غيره الا اذا لم تجد فيه ما تريد!! وما محاولات التعديل على هذا النص الا لقطع الطريق لمن يحاول التلاعب بالالفاظ والتحريف للمعنى.
واليوم نجد الرفاق من بني علمان يطالبون باحترام الدستور والمحافظة عليه والتزام نصوصه، وفي الوقت نفسه يطالبون باعلان الكويت دولة علمانية!! تناقض عجيب. والاعجب ان احد دعاة العلمانية كتب بالامس يطالب ببناء مساجد اكثر لطائفته وهو في كتاباته ما فتئ ينتقد الظاهرة الدينية بكل اشكالها!!
اقول لهؤلاء الرفاق.. ان الكويت كانت ونشأت واستمرت وستظل دولة دينية اسلامية شئتم ام ابيتم.. ان استندتم على الدستور والقانون فهي دولة دينية اسلامية، وان استندتم على الشعب والتاريخ فهو شعب مسلم يعتز بانتمائه الديني وتاريخ يؤكد هذه الحقيقة. اميرها يبدأ خطاباته بالتأكيد على ذلك.. ويلقي خطابا سنويا في العشر الاواخر.. مناهجها اسلامية في مدارسها مع محاولات يائسة لتغييرها.. برلمانها يحترم هذه الحقيقة ويحافظ عليها.. عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي.. مآذن مساجدها تنتشر في كل زاوية.. دعاتها يعملون ليل نهار لكبح جماح من تسول له نفسه الدعوة الى الكفر او الزندقة. لذلك نقول لهؤلاء: ان لم تعجبكم هذه الدولة الدينية فلكم في شيبانكم اسوة حسنة، هاجروا الى اي دولة علمانية وعيشوا فيها كما تشاؤون ومارسوا حياتكم ومجونكم كما يحلو لكم واعتبوا علينا ان شرهنا عليكم.

***
• لفتة كريمة
نهنئ الاخوة في جمعية الاصلاح الاجتماعي ع‍لى حصولهم على جائزة الريادة في العمل الخيري وهذا دليل على نقاء مسيرة هذه الجمعية الرائدة رغم محاولات التشويه من قبل خصومها. ويا جبل ما يهزك ريح.

مبارك فهد الدويلة