محمد الوشيحي

ختنوا نساءهم…وعقولهم

هذه الأيام فرصة لا تعوّض للمطرب الفاشل، للوقوف على خشبة المسرح أمام أي جمهور مهما كبر حجمه، فقد اختفت الطماطم من الأسواق، لذا فهو في مأمن ما لم يستبدل الناس الطماطم بالأحذية.

واختفاء الطماطم بلاء من رب العالمين، تماماً مثل "سيول جدة" التي أرسلها الله عقاباً للشعب الجداوي "كي ينتبهوا ويرعووا ويعودوا إلى المنهج الرباني القويم"، بحسب أحد مشايخ التبرير. على اعتبار أن جدة على وشك أن تصبح "شارع بيغال"، الشارع الفرنسي الأشهر عالمياً في خدمات الدعارة. ومن يخالف قول شيخ التبرير فهو ضال مضل تغريبي داعر. طيب وماذا عن القاضي، رجل الدين، الذي تلقى رشاوى بمئات الملايين من الريالات ليسمح بالتلاعب في الأراضي والخدمات؟ هذا ملبوس من جني فاسد، نسأل الله السلامة.

وفي إيران، تضرر البسطاء الأميون، في قراهم النائية الملقاة في كوع الخريطة، من سوء الخدمات، فلا شوارع، ولا عيادة طبية تنقذهم من جزاري الطب الشعبي، ولا أمن يحمي غنيماتهم من السرقات التي لا تنقطع، ولا ولا ولا، فاشتكوا، فأرسلت إليهم السلطة معمماً يفهم عقليات القرويين الأميين البسطاء ونفسياتهم، فخطب: "أنتم تعلمون أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تطبق تعاليم آل البيت عليهم السلام (لاحظ، ابتدأ بالتخدير قبل إجراء العملية)، وكلما قرر الرئيس تخصيص ميزانية لخدمات قريتكم والقرى المجاورة، جاءته في المنام رؤيا ربانية: إني أختبر صبر عبادي من شيعة آل البيت، وإني أعددت لأهل هذه القرية نعيماً ليس كمثله نعيم، وإني أخشى أن تُضلهم مطامع الدنيا عن نعيم الآخرة، فإن كانوا يحبون آل البيت فليصبروا صبراً جميلاً"، فتعالت صيحات كبار السن المساكين واختلطت مع نشيجهم البريء الساذج: "صلوات على محمد وآل محمد" وراحوا يمسحون دموعهم ويستغفرون ربهم من وساوس الشيطان التي كادت تحرمهم نعيم الآخرة.

هذا ما نقله أحد شباب هذه القرى المتعلمين، المقيم في طهران، في مدونته التي ختمها متسائلاً: "لماذا تحرص حكومتنا على رصف شوارع الضاحية الجنوبية في لبنان، لمَ لمْ يصبر أنصار آل البيت هناك ليعوضهم الله الجنة مثلنا؟ وماذا عن حماس التي استنزفت جزءاً من ميزانيتنا، وهي ليست من أنصار آل البيت؟ وماذا عن ملياراتنا التي تنثرها حكومتنا هنا وهناك في أرجاء الأرض؟ وهل استبدل كبار الملالي الجنة بالمستشفيات والطرق والمشاريع الضخمة؟ يبدو أننا الوحيدون الذين سندخل الجنة. ستكون موحشة"… هذا الشاب تم اعتقاله واختفى عن أنظار أهله الذين أهملوه وتركوا أمه وحيدة تبكيه، بعد أن "أغضب آل البيت".

وقبل أربعة أيام، نشرت جريدة جنوب إفريقية اسمها "ميل اند غارديان" خبراً مرعباً: "نسبة النساء اللواتي تم ختانهن في مصر تجاوزت التسعين في المئة". وفي الصعيد الجواني، في سبعينيات القرن الماضي، تحدث أحد الشبان المثقفين عن أن ختان النساء لا يجوز (طبعاً الهدف من ختان المرأة هو حرمانها من الرغبة الجنسية على اعتبار أنها خُلقت لمتعة الرجل، أما هي فلا متعة لها)، ووصف الشاب الختان بأنه ظلم وتخلف، فثار عليه الناس واتهموه أنه يأكل لحم الخنزير الذي قتل الغيرة فيه، وصرخوا في وجهه: "يا ديوث، يا منحل، أتقبل أن تخرج أختك أو بنتك او زوجتك إلى السوق بشهوتها؟"، فانسحب يتلمس رقبته لا يرجو إلا السلامة.

وسابقاً في السودان، كان كل من يعارض النظام، يتم بث الشائعات عنه بأنه يتبع اليهود والنصارى ويعارض ختان النساء، فيتكفل به أهل قريته. وقيل إن بيت أحد معارضي الختان، تعرض لاقتحام من مجموعة من "الصيّع" بحثاً عن النساء فيه، على اعتبار أن رب البيت لا غيرة عنده، فنساؤه غير مختونات، لذا فهن يتحرقن شوقاً لأي رجل عابر.

ولو كنت أنا مسؤولاً كبيراً في الدولة، أي دولة عربية، لما احتجتُ إلا إلى "رجال دين" يصرفون عني عيون الناس، ويختنون عقولهم، فأتفرغ للهبش والهبر والاستحواذ. جزاهم الله خيراً.

سامي النصف

من قتل أول عالم ذرة عربي؟!

كرر قبل مدة الزميل أحمد المسلماني في برنامجه الشائق «الطبعة الأولى» ما كتبه عدد من كبار الكتاب المصريين كالأستاذ عادل حمود وغيره من أن عالم الذرة المصري يحيى المشد الذي اغتيل في باريس عام 1980 لم يكن أول عالم ذرة عربي يتم اغتياله بل سبقته عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التي توفيت في حادث سيارة بالولايات المتحدة عام 52 وتم الادعاء بأن للموساد يدا في قتلها.

والحقيقة أن سميرة موسى لم تكن عالمة ذرة بل كانت رغم تفوقها مختصة بالأشعة السينية في مستشفى القصر العيني، أما عالم الذرة المصري والعربي «الأول» والذي يحتاج الى إعادة النظر في أسباب وفاته الغامضة وهو لم يتجاوز الـ 29 من عمره فهو د.إسماعيل أحمد أدهم المولود عام 1911 من أب مصري ذي أصول تركية وأم ألمانية والذي حاز عام 1931 وهو في العشرين من عمره الدكتوراه في الفيزياء الذرية من موسكو وقام بالتدريس في جامعاتها وكان عضوا في مجمع علومها ثم مدرسا في جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر في مصر منتصف الثلاثينيات ويعرفه الناس عبر العديد من مؤلفاته الأدبية والعلمية.

وفي عام 1940 بدأ جمع كبار علماء الذرة في العالم للبدء في مشروع «منهاتن» الأميركي لصنع القنبلة النووية وفي نفس العام كانت طائرات هتلر تغزو بريطانيا وقوات رومل تكتسح شمال افريقيا وتدق أبواب الاسكندرية التي هجرها أهلها وانتقل اليها بالمقابل الدكتور الشاب إسماعيل أدهم ليستقبل كما قيل الجنرال رومل حال وصوله وينتقل من هناك إلى برلين التي كان على تواصل معها للمشاركة في المشروع النووي النازي.

وفي العدد 366 من مجلة «الرسالة» المصرية الشهيرة الصادر في 8/7/1940 ينتقل د.أدهم من الكتابة الأدبية المعتادة الى مقال احتل 4 صفحات مليء بالمعادلات الفيزيائية المعقدة والمعلومات العلمية أسماه «الذرة وبناؤها الكهربائي» وقد كتبه الدكتور ـ لسوء حظه لربما ـ بالإنجليزي كذلك THE ELECTRICAL STRACTURE OF THE ATOM ذكر ضمنه أن ما وصل إليه العالم الألماني «هينزنبرغ» قد أثبته هو في معامل البحث العلمي في موسكو قبله بسنوات، وأن ما أعلنه البروفيسور الروسي «سكوبلزن» عام 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التي أثبتها د.أدهم عام 1933.

لم يمر على ذلك المقال «القاتل» إلا أيام قليلة حتى أعلن عن وفاة د.إسماعيل أحمد أدهم غرقا على ساحل «جليم» بالاسكندرية وهو لم يبلغ 29 عاما، وقيل انه وجدت في جيبه رسالة يعلن فيها انتحاره ويطلب حرق جثته وتشريح مخه، ومعروف أن دعوى الانتحار هي أقدم وأشهر وسائل الاغتيال المخابراتي وكان الغريب أن الرسالة لم يبللها ماء البحر وهي في جيب معطفه كما أن من يريد حرق جسده وتشريح دماغه لا يلقي نفسه في البحر حيث قد تختفي الجثة أو تأكلها الأسماك وقد أعلن شقيقه د.إبراهيم أدهم أن جميع أوراق وكتب وأبحاث د.إسماعيل ومنها 3 كتب في الفيزياء والذرة قد اختفت في ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.

إن عدم تسليط الضوء على مقتل أول عالم ذرة عربي قد تكون له أسباب عدة منها أن انتحاره أو قتله قد تم قبل 5 سنوات من إلقاء القنبلة الذرية على اليابان، لذا لم يعلم أحد في مصر أهمية علوم الذرة التي كتب عنها د.أدهم، كذلك كان د.أدهم قد أصدر كتابا أسماه «لماذا أنا ملحد» فيما بعد كتب الفيلسوف البريطاني برتراند رسل كتابا بنفس العنوان – مما جعل كثيرين يرون في فاجعته وهو شاب صغير عقابا ربانيا له لا يصح النقاش حوله..

آخر محطة:

 (1) المعلومات السابقة لم يتطرق إليها أحد في مصر من قبل، لذا نرجو أن يعاد فتح ذلك الملف للحقيقة وللتاريخ.

(2) أتى في نفس عدد مجلة الرسالة الصادر عام 1940 مقال مترجم لمستشرق بريطاني تحدث فيه عن وحدة أمة العرب التي لم يبلغ عدد سكانها آنذاك 54.5 مليونا مقسمة كالآتي ولاحظ نسبة عدد سكان الكويت على سبيل المثال مقارنة مع البحرين وقطر وعمان: مصر (15 مليونا)، السعودية (5 ملايين)، العراق (3.5 ملايين)، سورية (3 ملايين)، لبنان (900 ألف)، الكويت (50 ألفا)، البحرين (120 ألفا)، قطر (150 ألفا)، عمان (500 ألف)، الأردن (300 ألف)، فلسطين (1.5 مليون).. الخ

حسن العيسى

إعلامنا المُغتصَب

"إن مسألة تدهور الإعلام هي التي تطرح نفسها على الساحة السياسية"، بهذه العبارة لـ"بيار ريمبير" فتحت مجلة "لوموند دبلوماتيك" في عددها الأخير ملف "زواج القُربى بين الصحافة والسلطة والمال"، ومضت المجلة لتنبش دور الإيديولوجيا المسيطرة في المجتمع في تكريس ذاتها حين تهيمن على الإعلام، حتى لا يسبب الأخير الإزعاج لأي شخص، طبعاً هذا الشخص يُفترَض أن يكون من رموز السلطة أو صاحب المال، أو من حراس العقيدة…، والتعبير الأدق من زواج القُربى بين الصحافة والسلطة والمال هو اغتصاب حريات الضمير (حرية التعبير والاعتقاد والنشر…)، من السلطة السياسية أو من سلطة المال أو من سلطات اجتماعية، فلا يوجد هنا زواج قُربى، بل سلطةٌ غاصبة -من دون تحديد نعتها- ورأي مُغتصَب، والسلطة ليست بالضرورة أن تكون سلطة الحكم الرسمية، فهي أحياناً تكون سلطة المال، حين يُسخِّر صاحب الجريدة أو القناة التلفزيونية أو أي وسيلة إعلام أخرى يملكها جريدتَه أو قناتَه، لمصالحه الخاصة مصوِّراً فسادَه على أنه العدل ويحقق المصلحة العامة…! أو يستغل ملكيته للطعن في خصومه، وهنا يصبح الكاتب أو مُعِدُّ البرنامج مخلبَ القط لأصحاب الملكية.

وقد تكون السلطة اجتماعية مثل سلطة الجماعات الدينية في الكويت على سبيل المثال، فتلك الجماعات وإن لم تمتلكْ وسائل الإعلام، فالأخيرة تتواطأ معها لتكريس حال الغيبوبة العقلية في الدولة، فهناك الصفحات الطويلة لتفسير الأحلام للفقيه ابن الأوهام، وهناك صفحات الترويع والزجر للحرية، تُلبَّس عبارات الأخلاق والعادات والدين… ولا بأس أن تنشر الصحيفة أخباراً رخيصة مثل: الأمن يكشف وكراً للدعارة، القبض على وافد مع مواطنة في وضع "مثير"، أو الأمن يقبض على ثلاثة بنغاليين يصنّعون الخمور المحلية، فهنا الخبر اللاهث خلف "الإثارة" على تفاهته يروِّج لسلطة الدولة الرسمية ومسؤولها الأمني، وفي الوقت ذاته يخدم أصحابُ الخبر -بقصد سيّئ أو ببلاهة السبق الصحافي- القوى المحافظة الدينية حين تتم المبالغة في تصوير الفساد الأخلاقي في الدولة، ولابد حينها من تدخل حراس القيم والعادات لحفظ ثوابت المجتمع… فتبدأ الأسئلة البرلمانية الجوفاء… ويهرول نواب القيم لتقديم الاقتراحات بقوانين لقبر ما تبقى من الحريات الشخصية في الدولة.

صور اغتصاب الحريات من قِبَل السلطات السياسية والاجتماعية عبر وسائل الإعلام لا حصر لها… إذ يكفي أن تفتحوا صفحات بعض جرائدنا اليومية أو تتفرجوا على بعض القنوات التلفزيونية، لتتأملوا كيف يدسُّ آسياد المال والسلطة السُّمَّ في الدسم.

احمد الصراف

دعاة أم مكتشفون؟

تساءل الزميل القطري عبدالحميد الأنصاري، في مقال له بعنوان «دعاة جدد أم رجال أعمال جدد؟»، عما قدمه الدعاة من أمثال عمر عبدالكافي وسلمان العودة، وعمرو خالد، الأكثر غنى بينهم، لمجتمعاتهم؟ ليجيب بأنهم لم يقدموا شيئا حقيقيا ولا معالجة معرفية نقدية للقضايا الرئيسية التي تشكل تحديا لنا جميعا. وقال ان الكويتي طارق سويدان مثلا تباهى بالقول ان الدعاة اليوم يديرون دعوتهم كما يدير التجار أعمالهم!
وقد اتفق اني في يوم اطلاعي على مقال الأنصاري شاهدت محاضرة «جماهيرية» للداعية المصري وجدي غنيم (الجزيرة 2010/8) تحدث فيها عن بعض آداب التصرف التي يجب أن يتحلى بها المسلم في ما يتعلق بالأكل والشرب ودخول الحمام والتثاؤب. وقال ان من المهم ألا نمكث في الحمام طويلا، ليس لأن الجلوس على كرسي التواليت مثلا له مضار صحية وتأثير سلبي على البواسير، وليس بسبب التعرض لروائح ملوثة، بل لأن الحمام، حسب قوله، هو بيت الشيطان ويجب ألا نمكث في بيت الشيطان طويلا، وأن نسارع بالخروج منه، مع الحرص على تقديم الرجل اليمنى عند الخروج(!)
وعندما تكلم عن كيفية التثاؤب طالب جماهير محاضرته بضرورة قيامهم بتغطية افواههم بأيديهم، وهذا أمر جميل، ولكن السبب الذي أعطاه افتقر للمنطق والذوق والأدب، فبدلا من أن يكتفي بالقول ان من آداب التثاؤب تغطية الفم لكي لا يرى من هو أمامك ما بداخل فمك، وما ينتج عن التثاؤب من دفع خارج الفم لهواء قد لا تكون رائحته طيبة، فإنه برر سبب طلبه تغطية الفم بالكف عند التثاؤب بمنع الشيطان من أن يبول في الفم المفتوح! وقدم دليلا علميا على «اكتشافه» بالقول اننا نرى أن من يتثاءبون من غير تغطية افواههم يقومون بعدها مباشرة بتحريك فمهم…. لأنهم يقومون ساعتها بمضغ… البول وبلعه!!
هذه بعض اكتشافات «الدعاة الجدد» وهذه وسائلهم في تحقيق الثروات ومنافسة نجوم السينما والتلفزيون وخلق نجومية لأنفسهم. والحقيقة أنهم لا يلامون على فعلهم بقدر ما تلام الحكومات التي تسمح لاصحاب مثل هذه العقليات والمنطق الفاسد بإلقاء الخطب وإفساد عقليات مستمعيهم، وغالبيتهم من الشباب، بتوافه الأمور التي تفتقر الى المصداقية. والعجيب أنك عندما تنظر لوجوه «جماهير» هذه الندوات تجد أفواه الكثيرين منهم فاغرة من شدة الدهشة والاعجاب، ولكنك لا تجد بينهم من يقوم بأي عملية مضغ.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

ردة الفرسان

حاولت ان أتجنب الخوض في موضوع مقابلات قناة الوطن مع مؤلف كتاب «ردة الفرسان» على مدى أربع حلقات، لاعتقادي أن المؤلف قادر على الرد على الانتقادات الموجهة اليه، خاصة ان الموضوع شخصي بالنسبة إليه، وعسكري بالنسبة الى المؤسسة التي يتحدث عنها. لولا مقالة للأخ المبدع الدكتور عبدالمحسن الخرافي في صحيفة القبس قبل عيد الاضحى، عتب فيها على عائلة المؤلف التي لم تتدخل لوضع حد لما أسماه بمهزلة الاستخفاف بدور الجيش الكويتي اثناء الغزو الغاشم ومعركة التحرير!
ولأنني معني بهذا الانتقاد الأخوي من هذا الكاتب الملهم في كل مقالاته، أجدني مضطرا لأن أبدي رأيا في هذا الموضوع، وهو رأي شخصي لا يمثل إلا من يكتبه الآن ولا يتعداه الى سواه.
أولا: لا أخفيكم أننا كنا نحاور الأخ مؤلف الكتاب قبل وبعد كل حلقة تقييما وتوجيها، وكانت معظم ملاحظاتنا على صمته على مقدم البرنامج الذي اتبع معه اسلوب الاستخفاف بالانجازات والاستهزاء بالارث التاريخي للعائلة في بعض الأحيان، وكان رد الأخ المؤلف أن هذا الانتقاد يوجه الى مقدم البرنامج ومعده ومخرجه، وليس له شخصيا، فإن كان من تقصير في أسلوب الحوار فمن جهة المقدم وهو لا يتحمل أخطاءه.
ثانيا: استنكرنا عليه وضع خارطة لمنطقة الخليج تظهر احتلال الكويت لمناطق شاسعة من إيران والعراق، وهذا ما «يدش العقل»، فأجاب أن الخارطة من تصميم مقدم البرنامج ومعده وليس له دخل في رسمها أو عرضها، وان ما تم احتلاله من ايران والعراق ذكره بالاسم مثل خرم شهر وأم الرصاص وعبادان وغيرها مما ذكرته بعض المراجع التاريخية التي كشف عن اسمها واسم مؤلفها، وناقل الكفر ليس بكافر. وأضاف ان هذا اللبس مثل حادثة سقوط صاروخ على المؤلف دون أن يصاب بأذى، والحقيقة التي ذكرتها أن الصاروخ سقط على مركبة بعض الجنود وليس علي! فالعلة في فهم ما يقال ونقله بشكل مشوه.
ثالثا: استنكرنا عليه تشويه أداء بعض قيادات الجيش وقطاعاته اثناء الغزو ويوم التحرير، فأجاب ان السبب يرجع الى التشويه المتعمد طوال الفترة الماضية لأداء اللواء الخامس والثلاثين من قبل بعض القيادات العسكرية وبعض الاقلام الصحفية، وانه سكت طوال الفترة الماضية ينتظر من المعنيين التعليق وانصاف رجال اللواء، ضباطا وافرادا، كما أن الفترة التي تحدث عنها مر عليها اكثر من عشرين عاما، يعني ما عاد فيه شيء مستور أو كشف أسرار، وما ذكرته حوادث لا تسيء للمؤسسة كمؤسسة، بل تبرز جانبا مضيئا من اداء احد قطاعات هذه المؤسسة العسكرية. فذكر أداء الأبطال يشرف ويرفع الرأس، وليس كما يتصوره البعض تشويه أداء جيشنا الباسل!
رابعا: قلنا له ان هناك من يحاول الغاء المناظرة حتى لا تحدث فتنة أو بلبلة، فأجاب أن المناظرة ستكون بين فريقين.. فريق يعتقد أن ما ذكره المؤلف في كتابه ومقابلاته محض كذب وافتراء، وفريق يرى أن لديه الدليل القطعي على أن كل ما ذكر صحيح ومثبت. اذاً المسألة لا تعدو كونها مظهرا من مظاهر الممارسة الديموقراطية، وسواء نجح هذا الفريق أو ذاك، فالفائز هو المواطن الذي سيعرف حقيقة غائبة عنه لاكثر من عشرين عاما، وستكون تاجا على رؤوس أصحابها. اذا المؤسسة العسكرية غير معنية اليوم بهذا الحوار الديموقراطي الراقي.
ومنا الى الدكتور عبدالمحسن وعشرات الزملاء الذين اتصلوا يستفسرون!

***
«لفتة كريمة»
في النهاية.. ما يصح إلا الصحيح.. ولا تبوق.. لا تخاف.

مبارك فهد الدويلة