محمد الوشيحي

طارط للربع

باسم الله والله أكبر، ودّعوا أطفالكم، سأتحدث عن الاقتصاد، تحديداً عن صفقة بيع 46 في المئة من أسهم زين. وخيشة الحرية عندنا تتسع لكل ذي رأي، خصوصاً أن للمال العام نصيباً من هذه الصفقة، ولصغار المستثمرين كذلك.

ويا عيني على صغار المستثمرين الذين يشترون الطماطم بالأقساط، والذين قسّموا أنفسهم، ما بين متأهب للسكتة القلبية، ومنتظر للسكتة الدماغية في المحطة. وكان الله في عون الجهات الحكومية المعنية؛ هيئة الاستثمار، هيئة سوق المال، وزارتي المالية والتجارة، إدارة البورصة، سعدون حماد (يقال إن الفاضل سعدون ليس جهة حكومية خالصة، هو جهة تشارك فيها الحكومة). وسابقاً كانت هيئة الاستثمار – على طريق المثال – تجد نفسها بين خصمين؛ المال العام من جهة، وعمنا وعم الحكومة ناصر الخرافي حفظه الله من الجهة الأخرى، فترجح كفة عمنا لعدم تكافؤ الخصوم، فالمال العام سلتوح، قزم، شعره منكوش وعهنه منفوش، تخدّر قفاه وتمدد «من كثر اللسع»، أما ناصر فعملاق كقوم عاد، أو كثمود الذين جابوا الصخر بالواد.

هذا ما كان يحدث سابقاً، وهذا هو المعتاد، أما اليوم فالمعركة مختلفة، كان الله في عون الجهات الحكومية، فالمعركة بين عملاقين: عمنا وعم الحكومة ناصر الخرافي، والشاب العصامي خليفة علي الخليفة، وكلاهما «شبكت» له الحكومة أصابعها، فوضع قدمه، ثم أرخت له منكبها، فصعد واخترق الغلاف الجوي. وكلاهما أصدر بياناً (عليّ النعمة لا أدري أيهما أسوأ صياغة. أمرٌ عجاب. تقرأ البيانين فتتذكر حصة التعبير «إننا ذهبنا إلى البر، وإن البرّ شاسع جميل، إنه ممتع، والشمس ساطعة»، شنو هذا؟ ليت كاتبي البيانين يتعلمان الصياغة من «جمال الدين» مستشار غرفة التجارة، اهب يا قلمه، حتى وأنت ضده تصفق إعجاباً بصياغته)، المهم، كلاهما أصدر بياناً أعلن فيه خوفه على صغار المستثمرين، وكلاهما يضم المال العام على صدره ويمسح رأسه ودموعه، وكلاهما حساس، و»كلاي» أنا تأثرَت كما تأثرت «كلاهما»، فبكيت. وكان أسهل من ذلك وأصدق أن يعلنا أنهما يسعيان إلى الربح من دون تجاوز القوانين، وكنا سنصدقهما فوراً، لكنها الرقة المفرطة سامحها الله.

والتقى الجمعان، وارتفعت البيارق، لكن قبل الصدام بلحظات، وصل الإمداد وبانت طلائع الجيش الثالث بقيادة أبناء سمو الشيخ سالم العلي وحامل البيرق السيد علي الموسى، لينضم إلى الجيش الثاني، جيش الشاب العصامي خليفة العلي، لا حباً في زيد بل كرهاً لعبيد.

وهنا دعونا نحلل الأمور من الناحية النفسية… الجيش الأول، جيش ناصر الخرافي، لم يعتد الهزيمة، عاش حياته كلها يتنقل من انتصار إلى انتصار، حتى إنه لم يعد يحتفل بانتصاراته، كذلك الحال بالنسبة إلى الجيش الثاني، جيش الشاب العصامي، ذي الإمبراطورية الإعلامية الفاحشة، لم يُهزم في معركة قط، أما الجيش الثالث فالانتصار والهزيمة بالنسبة إليه كالليل والنهار، يتقلب بينهما، ولا مانع لديه من هزيمة جديدة، سيتدبر أمره، لكنه يريد أن ينتقم، خصوصاً والفرصة مواتية، والظروف ترقص له وتغمز بعينها.

وها هو جيش ناصر يتراجع، وفرسانه يتساقطون تحت حوافر خيل أعدائه، ويبدو أنه سينسحب تكتيكياً ليعيد تجميع جيشه وترتيب صفوفه، ولا ضير في ذلك، فهو يحارب ليكسب أرضاً، لا ليدافع عن أرضه كما يفعل خصماه.

والخشية و»الموت الحمر»، وهو ما أتوقعه، أن يتبادل الجيشان الأول والثاني الرسائل السرية أثناء نوم الجيش الثالث، فيتّحدا تحت بيرق واحد، وينضم إليهما سعدون حماد وبقية الجهات الحكومية، فيفتحا الخزينة ويجمعا كل ما فيها، ويحصل صغار المستثمرين على طارط، كل مستثمر صغير له طارط كبيرة… أي «تورتة» باللهجة المغربية.

ومع أنني لا أفهم سر «نزع» ناصر الخرافي ثيابه الاستثمارية في مجال الاتصالات، قطعة وراء قطعة (يبدو أنه يرى شيئاً لا يراه الآخرون) إلا إنني أصلي كي تتم الصفقة وينتصر، لسببين؛ كي يتم احتساب المكالمات بالثواني، وكي يتمكن الناس من الاحتفاظ بأرقامهم والتنقل من شركة اتصالات إلى أخرى، كما في غالبية دول العالم التي ليس فيها ناصر، ولا حكومة تخشى ناصر، عمنا وعم الحكومة، الذي تتكسر وعود الحكومة على صخرته.

سامي النصف

نفحات من لجنة الدستور

المذكرة التفسيرية لدستور دولة الكويت ـ التصوير العام لنظام الحكم.. العمود الفقري لهذا الدستور هو الحفاظ على وحدة الوطن واستقراره، وقد اقتضى الحرص على وحدة الوطن واستقرار الحكم ..الخ، ان يكون صلب الدستور هو وحدة الوطن لا تفتيته.

سعادة وزير العدل حمود الخالد: «لماذا قيدنا الدستور بمضي خمس سنوات حتى يمكن تعديله؟!» سعادة رئيس المجلس عبداللطيف الثنيان: «المقصود ان يطبق الدستور وتبان نقاط ضعفه حتى تأتي التعديلات على ضوء التجربة العملية لا قبلها»، الآباء المؤسسون بحكمتهم يدعون لتعديل الدستور بعد مرور 5 سنوات على تطبيقه ومن يدعي أبوة الدستور دون حق هذه الأيام يكفر من يدعون لتنقيحه وتعديله ليواكب العصر بعد مرور نصف قرن على تجربته في وضع مزرٍ وفريد في العالم.

وزير الداخلية الشيخ سعد العبدالله تعقيبا على من طالب بجعل حرية الاعتقاد مقصورة على الأديان السماوية الثلاثة: من الأحسن ألا يقتصر معنى حرية المعتقد على الأديان السماوية فقد سمحت الحكومة للوثنيين الهنود بحرق جثث موتاهم فهل سيحرمون من هذا الحق؟! تقلّص مفهوم حرية المعتقد هذه الأيام حتى شمل الأديان الانسانية والسماوية الأخرى التي حرم منضووها من حق التجنس وبناء دور العبادة فهل في مثل هذه القرارات فهم لمقاصد آباء الدستور الخيرة؟

وزير العدل: «يجب ان تختار بين العمل في تجارتك أو المجيء الى المجلس، وإذا كنت تفضل تجارتك فلماذا تأتي للمجلس؟!» د.عثمان خليل «نعم قد تستغل عضوية الشركات في تعيين أعضاء مجلس الأمة في ادارتها حتى تضمن الحماية لنفسها وتستغل نفوذهم في المجلس وخارجه»، الممارسة هذه الأيام وأرواح الآباء المؤسسين تطلب تشريعا يمنع الجمع بين النيابة والتجارة بعد ان تفشت ظاهرة الإثراء غير المشروع في المجلس دون حياء أو خجل.

الخبير محسن عبدالحافظ «الحصانة لمنع خوف الأعضاء من اتخاذ السلطة اجراءات ضدهم وبالمقابل يجب ان يطمئن الشعب كذلك بتأمين عدم إساءة استخدام الحصانة الممنوحة لهم»، الحصانة تستخدم هذه الأيام لحماية نواب الشعب من دعاوى أبناء الشعب ضدهم.

د.عثمان خليل عثمان «طلب وزير الداخلية اضافة فقرة جديدة تنص على الا يجوز لعضو مجلس الأمة ان يتدخل في اعمال السلطتين القضائية والتنفيذية، وأعتقد ان ذلك شيء محق ولا مانع من اضافته حتى لا تفتح الأبواب للوساطات واستغلال النفوذ»، التدخل في اعمال السلطتين القضائية والتنفيذية اصبح من صميم العمل اليومي لبعض النواب الأشاوس.. وعفيه!

آخر محطة: وزير الداخلية «أنا لم أطالب بتشكيل الوزارة الآن من عشرين وزيرا، أنا قلت ان ظروفا مستقبلية قد تستوجب تأليف الحكومة من عشرين وزيرا لذا فليكن التحديد بهذا الرقم»، هذه الأيام هناك حاجة لـ 60 وزيرا ويا الله يلحقوا على الطلبات والواسطات والاستجوابات!

مبارك الدويلة

النائب المظلوم

كما توقعت، تم تكذيب خبر نشرته الصحف تتهم فيه النائب الفاضل محمد هايف بالتوسط للافراج عن متهم باغتصاب قاصر وهتك عرضه!! منذ ان قرأت الخبر وطريقة صياغته ادركت الكيدية في هذا النشر والخبث والابتعاد عن المهنية في اسلوب عرضه بالصحف، مع ان اكثر من صحيفة نشرت الخبر، لكن.. واضح من الصياغة ان مصدره واحد وقصده واحد.. تشويه صورة نائب متدين!! ولم اكلف نفسي مؤونة الاتصال بالنائب المحترم لعلمي بأنه سيبادر الى توضيح الحقيقة التي شوهتها اقلام خالفت مبدأ النقل بأمانة.
واليوم.. وبعد تأكيد النائب المظلوم أن مسعاه لم يكن للافراج عن المتهم المحتجز بالمخفر لتهديده احد اقربائه.. ولم يكن لديه علم بأي تهمة اخرى مسجلة ضده.. بل كل مراده كان لاعطاء اهله فرصة زيارته في المخفر بعد ان ترددت انباء عن تعذيبه، كما انه اراد التأكد من سبب عدم تطبيق القانون بعدم جواز حجز اي متهم في المخفر اكثر من اربعة ايام!!
هذا الحادث يؤكد ما طالبنا به سابقا من اهمية وجود ميثاق شرف بين العاملين في الحقل الاعلامي، يحفظ للناس حقوقهم وكراماتهم وينزه العاملين بالصحافة والاعلام من الوقوع بالخطأ.
***
نعيش هذه الايام لحظات مباركة وايمانية.. هي الايام العشرة الأُول من ذي الحجة وموسم الحج وعيد الاضحى المبارك.. ويفترض بجميع المسلمين ومن يعيش معهم على ارضهم احترام قدسية هذه الايام.. والتقرب الى الله عز وجل بالطاعات والابتعاد عن كل ما يغضب الرحمن!! صحيح قد تكتب كلمات ترضي بها طموحك وغرورك وجلساءك، لكن كلمة واحدة قد تحقق سخط الله عليك، ولذلك عندما سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: او نؤاخذ على ما نقول يا رسول الله؟ فكان الرد النبوي الصاعق: ثكلتك امك يا معاذ!! أفلا يكبّ الناس في النار على وجوههم الاّ حصائد ألسنتهم؟! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
***
«لفتة كريمة»
نقول للقارئ الكريم: كل عام وانتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وعساكم من عواده.
ونقول للحجاج: حفظكم الله في حلكم وترحالكم، وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا.

مبارك فهد الدويلة