علي محمود خاجه

نريد رجلاً واحداً فقط


إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ. قد لا يرى البعض ما سأكتبه مهماً وسط كل تخبطات البلد، ومن كل الجوانب برعاية رشيدتنا العزيزة وأداء بعض أتباع الرشيدة من داخل المجلس وخارجه، إلا أن ما سأكتبه، وإن كنت أشرت إليه بفقرة صغيرة مسبقا، أعده أكثر أهمية من الحكومة والمجلس مجتمعين. فبعد أقل من أسبوعين ستقام دورة الخليج الـ20 في اليمن الشقيق، وسيغادر 25 لاعباً من خيرة شبابنا الرياضيين بالإضافة إلى «كوكش» إداريين طبعاً لا نحتاج إلا إلى أربعة أو خمسة منهم والبقية لزوم التطبيل والتهليل. بمعنى أن ما لا يقل عن خمسين كويتياً سيقيمون في اليمن لمدة أسبوعين، وتحديداً في عدن التي شهدت خلال الثلاثين يوماً السابقة أكثر من خمسة أعمال إرهابية وعنف استهدفت المنطقة نفسها التي تقام فيها البطولة، على الرغم من استنفار القوات اليمنية التي تم تخصيصها في تلك المنطقة، والتي تفوق الـ30 ألف مقاتل على حد تعبير الرئيس اليمني، لذا فإنه على الرغم من كل هذا الاحتراز الأمني، فإن اليمن الشقيق ومنطقة البطولة تحديداً لم تسلم من التفجيرات! إلى اليوم لم يجرؤ كويتي واحد ذو منصب أو قرار على رفض المشاركة في هذه التهلكة شبه الحتمية لشبابنا، فمن لا يتوانى عن الإرهاب والعنف والتفجير قبل البطولة لن يجد فرصة أفضل من لفت الانتباه العالمي له أكثر من بطولة يجتمع فيها شباب أغنى دول العالم فضلا عن الأمراء والشيوخ. الجميع منشغل بـ37 مليار دينار ويتناسى الإنسان وهو الأساس، فبعد أن ألغوا لجنة الشباب والرياضة بالمجلس ها هم يسعون إلى قتل الشباب فعلياً من خلال إشراكهم قسراً في بطولة مساوئها أكثر من منافعها، وأنا هنا لا أقصد بطولة الخليج بشكل عام بل تلك التي ستقام في اليمن تحديداً. أين المنادون في كل المناسبات بالشباب، وأنهم أساس بناء الوطن، وجيلنا الصاعد، وأملنا الواعد، ها هم أمام ناظرينا يُقدَّمون قرباناً لمجاملات بعض الشيوخ بحجة أواصر الإخاء والصداقة، هل كان أي عاقل خليجي سيرضى بإقامة بطولة الخليج في الكويت في فترة حرب تحرير العراق مثلاً والأخطار التي كانت تهدد الكويت حينها؟ نحن بحاجة إلى رجل صاحب قرار يوقف ما قد يعرّض أبناءنا للخطر قبل أن نبكيهم ونردد «يا ليت اللي جرى ما كان». خارج نطاق التغطية: على لسان طلال الفهد: «أنا ابن الأسرة الحاكمة ومن ذرية مبارك الكبير وأجدادي حكام الكويت وسأترك اتحاد القدم لأتولى منصباً أكبر». الشيخ طلال واثق من توليه لمنصب أكبر، بل قد يتم استحداث وزارة من أجله، والرسالة واضحة، اكسر القانون تحصل على منصب.

سامي النصف

مقال قد ينقذ حياة

قبل الدخول في مقال اليوم الذي نعتقد انه من المقالات التي يجب أن تُقرأ ويُحتفظ بها كونه قد يساعد على إنقاذ حياة كثيرين، بودي أن أشكر الأخ عبدالعزيز البابطين ومؤسسته والأخ عبدالعزيز السريع على تبني المقترح الذي طرح في مقال يوم السبت وقرارهما الكريم بتوجيه ضيافة دورية للأدباء والشعراء والمختصين العرب لزيارة نجد والاطلاع على حضارتها وتاريخها المجيد ومرابع شعراء المعلقات فيها، فجزى الله أبوسعود خيرا على أفعاله الطيبة وكرمه الحاتمي وما يقوم به من جهد لرفع شأن الشعر والأدب والتاريخ العربي.

الكويت هي إحدى أكثر دول العالم إصابة بأمراض السكر والضغط والسمنة وارتفاع الكوليسترول ومعروف ان تلك الأمراض لا تقتل بشكل مباشر بل عبر تسببها في النوبات القلبية التي يمكن متى ما تعاملنا معها بشكل صحيح أن تمر على خير وتنقذ الأرواح، أما إذا لم نثقف أنفسنا بالنهج الصحيح في التعامل معها وخاصة في الثواني والدقائق التي تعقب الإصابة القلبية حينها ينتهي الأمر بفقدان من نحب وتبدأ الفاجعة.

لذا فعلى كل بيت به مصاب بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والكوليسترول ان يثقف قاطنيه ببرنامج إنقاذ الحياة الذي تقوم به مجانا جمعية الهلال الأحمر الكويتية والذي وافق مجلس الوزراء إبان عهد الوزير الفاضل محمد الجارالله على نشره بين المواطنين إلا أن التغيير السريع للوزراء تسبب في وقف تطبيقه والمرجو من الدكتور الفاضل هلال الساير إعادة تفعيله.

أول الأمور التي ينصح بها المصابون بالأمراض المزمنة لحظة شعورهم بألم خفيف بالصدر أو تنمل في اليد الشمال أو صعوبة بالتنفس أن يتجهوا فورا لأقرب مستوصف أو مستشفى بعيدا عن الثقافات الخاطئة المتوارثة التي ترى ان المرجلة في الصبر والتحمل لا في الشكوى وان «الصباح رباح» و«من أصبح أفلح» و«ماكو إلا العافية» فتلك المقولات قد تجعل منام المصاب هو المنام الأخير.

والأفضل أن تكون في كل بيت وعلى مقربة من فراش النوم حبوب G.T.N المتوافرة بالصيدليات العامة والخاصة ولا أعراض جانبية لها حيث قد يحتاج المصاب لها مع الأعراض الأولى للجلطة التي تحدث كثيرا أثناء النوم، كذلك يجب أن يدرَّب أحد في البيت على الإسعافات الأولية اللازمة كتدليك القلب كون الجلطة تتسبب في توقفه عن ضخ الدم، والحاجة كذلك لإعطاء الأوكسجين الذي يمكن الاحتفاظ بقنينة له مع القناع بالبيت أو القيام بعمليات تنفس صناعي حيث تتوقف الرئة فور توقف القلب، في الوقت ذاته يجب أن يقوم شخص آخر بالاتصال بالطوارئ أو أقرب مستشفى أو مستوصف وهو أمر يحتاج إلى إعداد مسبق كي يتم إحضار سيارة الإسعاف المجهزة بدلا من تحريكه ونقله حيث يفقد المصاب 10% من فرص الحياة مع كل دقيقة تمر.

آخر محطة:

(1): الوقاية خير من العلاج والمشي لمدة نصف ساعة يوميا في بلد مسطح مليء بممرات المشاة يقيك من الإصابة بالجلطة القلبية فابدأ من اليوم بممارسة المشي والرياضة دون عناء أو كلل.

(2) مسؤولية مريض الأمراض المزمنة ان يحافظ على صحته كي لا يفجع أهله، كما ينصح من يصاب بأول أعراض الذبحة الصدرية أن يبدأ بالكح المستمر كي تمر الأزمة بسلام.

احمد الصراف

أسئلة مير رحمن (1/2)

كان السؤال عبر مختلف العصور، والنابع من الشك أحياناً، القوة الدافعة للعقل لكي يتعرف ويستنبط ويكتشف. وإيقاف آلية السؤال أو منعه بنص ديني نتج عنه تجميد العقل والحكم بالتخلف، ولهذا كانت أغلبية الشعوب المتخلفة الأكثر تسليماً بما ورد في نصوص أوليها، والإيمان بما جاء بها من دون نقاش أو سؤال!
في حفل توزيع جائزة «روبرت كنيدي للخدمات العامة»، الأكثر تميزاً في العالم، التي تمنحها جامعة هارفارد سنوياً لشخصية ذات إنجاز عظيم في ميدان الخدمة العامة، ألقى الإعلامي ورجل الأعمال الباكستاني مير إبراهيم رحمن وهو أول مسلم وثاني شخصية من منطقة جنوب آسيا يفوز بهذه الجائزة المرموقة، الكلمة التالية في الحفل. وجدير بالذكر أن مير رحمن يعتبر من القلة التي ما زالت في باكستان، فلا يزال يعمل هناك في أكثر من نشاط تجاري وإعلامي، بعد أن أرهقت الانقلابات والصراعات المذهبية والقبلية بلاده وجعلتها واحدة من أقل الدول بروزاً في جميع ميادين الإبداع البشري، بالرغم من عمق تاريخها السابق على انفصالها من الهند، وشعبها الذي يزيد تعداده على 170 مليوناً.
يقول مير رحمن: عندما كنت صغيراً سألت جدي، وهو مؤسس أكبر صحيفة تصدر بلغة الأوردو في العالم، عن سبب إلحاقي بمدرسة أميركية، وهو ما كان شبه مستهجن، ومحل رفض الكثيرين، فابتسم جدي وقال: لأن المدرسة الأميركية ستزودك بأفضل طرق التعلم التي تحتاجها، ألا وهي كيفية توجيه الأسئلة، أما بعدها فالأمر مناط بك! وأضاف جدي أن أفضل مدرسة في العالم يمكن أن تعلمني كيف توجه الأسئلة هي «هارفارد»!
وأنتم هنا في أميركا سبق أن وجهتم سؤالاً عما إذا كان من حق الملك فرض ضرائب من دون مشاركة في الحكم، وهو السؤال الذي قادكم في النهاية لأن تتحرروا وتصيغوا وثيقة استقلال وطنكم، وقوانين الحقوق اللاحقة! كما أن السؤال الذي طرحته مواطنتكم السوداء روزا باركس عندما تساءلت: لماذا لا يمكنني الجلوس في الجانب الآخر من الحافلة؟ كان بداية حركة حقوق مدنية جبارة نتج عنها في النهاية اختياركم لرجل من أصل أفريقي ليكون رئيساً عليكم. ومثل هذه الأسئلة وغيرها جعلت أميركا عظيمة كما هي الآن، وجعلت الكثيرين من الأفراد والجماعات وحتى الدول تعتمد عليكم في وجودها.
وأنا هنا اليوم لأطرح بعض الاسئلة التي ربما رغب جدي في أن أطرحها عليكم في هذا المكان بالذات.
وإلى مقال الغد وأسئلة مير رحمن.

أحمد الصراف