يقول الشاعر الإنكليزي ماثيو أرنولد: إن جميع المعجزات التوراتية (وغيرها) ستختفي في نهاية الأمر مع تقدم العلوم!
* * *
ورد الخبر التالي بتاريخ 10/23 في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية الإنكليزية الواسعة الانتشار:
قامت محكمة دينية مكونة من حاخامات يهود تابعين لمنظمة «شوفار» بالحكم على المطرب «ياشيل» بـ39 جلدة وتنفيذ الحكم لقيامه بالغناء أمام جمع مختلط من النساء والرجال! وورد على لسان «الراباي أمنون يتزهاق»، أو اسحاق، Amnoun Yitzhak، مؤسس شوفاز، والذي يشبه في شكله وتصرفاته وعقليته بعض نوابنا ومفكرينا، أن منظمته تهدف لنشر الفضيلة والعودة بالناس للدين (هل سبق أن سمعتم ما يماثل ذلك عندنا؟) وقال ان منظمته ستكافح فكرة قيام «الذكور» بالغناء أمام «الإناث»، أو العكس! وأن المحكمة التابعة له والراباي بن متسافي وعضوا آخر، هي التي حكمت على المطرب بالجلد لتخليصه من ردن ذنوبه! (وهذا يشبه الجريمة التي اقترفها أحد متخلفي عالم الصحافة عندنا عندما قام قبل سنوات بضرب مريض حتى الموت لتخليصه من الجن الذي تلبسه!).
وورد في فيديو كليب نشر على موقع المنظمة على الإنترنت، وعلى لسان الراباي «بن زيون» أن من يدفعون الناس لارتكاب الذنوب والموبقات، مثل ذلك المطرب الذي سمح لمن من غير جنسه بالاستماع لغنائه والرقص على إيقاع عزفه وغنائه، ليس لهم مكان في عالم اليوم! وقام الراباي بعرض سوط من الجلد قال ان والده صنعه من مؤخرة ثور، وأنه السوط نفسه الذي استخدم في توقيع العقوبة.
وصرح المطرب «ياشيل» بأنه تقبل الجلد تكفيرا عن ذنوبه، وأنه طلب منه الوقوف أمام عمود خشبي، بعد أن تم ربط يديه خلف ظهره برباط لازوردي اللون، كرمز للرحمة أو الرأفة، وأن يدير وجهه باتجاه الشمال، حيث يعتقد أن الوحي الشيطاني يأتي عادة منه! (وهذا يشبه ما سبق أن كتبه زميل في الكويت من أن المسيح الدجال سيأتي يوما إلى الأرض من السماء من منطقة السبخة القريبة من مطار الرياض!).
لا نود الإطالة في التعليق على رمزية الخبر وما يحمله من معان ودلالات، ولكن ما نود تأكيده أن من غير المعقول أن تسلم الشعوب مصائرها لمن يمتلكون مثل هذه العقول الصغيرة لكي يتحكموا بها، ويقرروا نيابة عنها ما هو صالح لها، فهم في أحسن الأحوال ليسوا اقل جهلا من غيرهم، إن لم يكونوا أكثر جهلا بسبب محدودية أفكارهم وتطرفهم الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم!
أحمد الصراف
[email protected]