قسماً بالله لم أضحك منذ سنين كما ضحكت، قبل يومين، على المشعوذ الكويتي الجميل، الذي بدأ نجمه يرتفع في سمائنا الغراء. ولولا الخشية من أن يرفع ضدي دعوى قضائية (كما هي الموضة الآن) لذكرت اسمه، ولولا الخشية من أن تقع المقالة في أيدي الأطفال، لكان عنوان المقالة (+18)، كي آخذ راحتي وأنقل حرفياً ما يقوله هذا المشعوذ الكوميدي. لكنني سأنقل ما خف وزنه وغلا ثمنه من مفردات مشعوذنا الجميل، مصحوبة بترجمة ما يصعب منها على غير الخليجيين.
وسابقاً كان المشعوذون، أثناء تمثيلية إخراج الجني من الإنسي، يختارون كلمات مثل "اتق الله واخرج يا عاصي"، أو "اخرج يا عدو الله، قبل أن أحرقك بقراءة القرآن"، وما شابه، لكن حبيبنا هذا تميز عن غيره، وها هو يصرخ وهو يهدد الجني: "آنا سوبرمان فلان الفلاني بو فلان، ما قالوا لك عني؟ اسأل عني قبيلتك الينانوة (جمع "يني" أي جني)، يا النذل، يا عديم المروّة (المروءة)، تف عليك يا النغـ…".
يقول ذلك وهو يضرب المرأة "الملبوسة" فتبكي وتصرخ: "آآآآي عوّرتني" (أي أوجعتني)، فيصرخ بدوره مهدداً الجني: "لا تتكلم بصوتها يا ابن الكلب، ما تمشي علي هالحركات (أي لن تنطلي عليّ هذه الخدعة) تكلّم بصوتك مو بصوتها لا أعضّك وأزنطك وأنا أبوك" (أي أخنقك)، ولم أفهم كيف أدخل جملة "وأنا أبوك" هنا. على أنه كررها أكثر من مرة وهو يخاطب جناً آخرين، مسبوقة في العادة بجملة "اطلع يا وليدي"، أو "تكلم يا وليدي وأنا أبوك… أنت عاشق أو مبعوث؟ أنت مينون؟".
وتتصفح الموقع الإلكتروني للمشعوذ، فتقرأ عناوين "جني سوري درزي طيّار"، و"جني كويتي من عمار المنازل"، ولا أدري هل يقصد أنه جنّي معماري أم ماذا، أنا لم أفهم مسماه الوظيفي، قد يكون عاطلاً عن العمل، ويكفل على إقامته عدداً من الجنّ من جنسيات عربية وعدداً من جن الهند وبنغلاديش، يتلبسون البشر نيابة عنه، وقد يكون لديه مكتب محاماة وشريك من النواب الجن، هو يتعاقد مع الجن المجرمين بمبالغ خيالية، وشريكه يساوم الوزير. أو قد يكون معمماً متفرغاً لجني الزكوات، ولا عمل له إلا إرسال بيانات طائفية عبر "الفاكس" إلى الصحف. لا أدري.
وكم من مسكين ومسكينة عذبهم هذا المشعوذ. وغالبية من يتلبسهم الجن هم كبار السن معدومو الثقافة. شوف الصدفة. فالجنية الشابة اللهلوبة تتعلق بغرام شايب لم يبقَ من أسنانه إلا واحد يبكي على الأطلال، وتترك شبّان الكويت ذوي البلاك بيري والحسن والوسامة! والجني الشاب العفيّ الذي يرقص التيس على زنده، يترك صبايا الأفينيوز ومجمع (360) ذوات الرؤوس الممطوطة والأجساد الشمحوطة وألوان الماكياج المخلوطة، و"يتولّج" عجوزاً مقعدة، تلخبط كمبيوترها فتداخلت عطستها وكحّتها.
عموماً، "شمّروا" عن أيديكم وتفرجوا على "جمال" هذا المشعوذ، ولا تنسوا أن تكتبوا وصاياكم لأبنائكم قبل أن تموتوا من الضحك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدو أن صحافتنا ملبوسة، فقد توقف زميلنا المثقف المبدع، علي الذايدي، الكاتب في جريدة "عالم اليوم" عن الكتابة. والذايدي كاتبٌ تفرغ لتوزيع أطباق الأناناس على المارة وعابري السبيل ومحبّي عموده الصحافي… يا للذة أناناس ذلك الذايدي.
له أقول: عد يا ذا الأناناس. عد كي لا يتجرأ الطقس السياسي الملوث على إفساد بقية الفواكه. عد واكتب عن الثقافة، مثلاً، أو أي مجال تشتهيه إذا كنت لا تريد إدخال السياسة إلى بيتك مرة أخرى. المهم أن تعود، كي لا نفتقد طعم الأناناس.
اليوم: 2 نوفمبر، 2010
سامحونا!
كتب سيد أحمد مهدي في موقع «سودان أون لاين» التابع لجماعة الاخوان المسلمين في السودان مقالاً بعنوان: كيف خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ اعتمد فيه على 18 مرجعاً من «أمهات الكتب» ليثبت صواب تساؤله. وقد عدد تلك الخسائر كالتالي:
1 ـ الاسترقاق سبيل للدعوة، فالعبد الكافر سيسلم هو أو ذريته، ولو بعد حين، ولو لم يتم أسره واسترقاقه لبقي على ضلاله وكفره.
2 ـ الاسترقاق سبيل من سبل الأجر! فكلما ألمت بالمسلم مصيبة يقوم بعتق رقبة، فيحصل على الأجر!
3 ـ العبودية سبيل من سبل الاستعفاف! فالزواج بنظر الكاتب معضلة عصرية، فليس أمام الشباب إلا الزنا إن لم يقدروا على الزواج، ولكن الأمر كان غير ذلك في السابق عندما كانت الإماء متوافرات للنكاح.
4 ــ الرق سبيل من سبل التفرغ للعبادة! فنحن، بنظر الكاتب، خلقنا في هذه الدنيا للعبادة ، وعمل العبد لخدمة سيده يجعله أكثر تفرغاً للعبادة!
5 ـ الرق سبيل من سبل الرزق . فالتجارة بالعبيد كان يعمل بها الكثيرون، عملاً ومتاجرة، وبإلغائه فقد الكثيرون تجارتهم وعملهم!
6 ــ الرق سبيل من سبل إكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين! فمن كان يحارب الإسلام، كان يؤسر ويصبح عبداً، وهذا ما لا يحصل الآن!
7 ــ الرق سبيل من سبل علو الهمة والمروءة! فالمساواة تخل بناموس الحياة، وبالتالي يجب أن يكون هناك أرقاء وأحرار لتعلو همم المسلمين وتكون لديهم مروءة!
8 ـ الرق سبيل من سبل التخفيف في التكاليف. فالرق سببه الكفر، ولكن هؤلاء الأرقاء مشغولون بأداء أعمالهم، ولا علم لهم بالواجبات ولا وقت لأدائها، وبالتالي وجب التخفيف عنهم عند توقيع الحدود والإعفاء من دفع الزكاة وعدم حضور صلاة الجمعة!
***
وهنا نطالب الحكومة بالتوقف عن ملاحقة والقبض على ومحاكمة وسجن مروجي المخدرات واللصوص، حيث إن ذلك يتسبب في إشغال قوى الأمن والجهاز القضائي بما هو أهم! كما أن الحكم عليهم بالسجن سيخلق مشكلات كثيرة لأهاليهم الذين لا معيل لهم غيرهم. وإعدام تجار المخدرات سيزيد عدد الأيتام بيننا، كما أن محاربتهم والتضييق عليهم سيفسدان تجارة المروجين الأكبر، ويتسببان في كساد زراعة المخدرات، وما يعنيه ذلك من خسارة آلاف العمال لوظائفهم، وإفلاس وسائل نقل المخدرات، وانخفاض الدخل غير المنظور لبعض رجال الأمن والجمارك المرتشين، على قلتهم… وهكذا!
سامحونا، فهذا فكر الاخوان في السودان، وجماعتهم في الكويت في المكان نفسه!
أحمد الصراف