سامي النصف

الرأي الآخر وحاكم كويتي لمصر!

أسوأ ما يمكن أن ينتهي إليه وضع أمة هو أن تعتمد على أذنها لا عقلها فتجري مع الجارين وتقف مع الواقفين كحال البقرة الشهيرة «شقرا» التي كلما انطلقت الخيل انطلقت معها حتى قيل «مع الخيل يا شقرا» ومن ذلك:

معروف أن الكويت مجتمع محافظ وقد جرت العادة منذ عقود طوال عند القبض على فتاة كويتية أن يؤخذ عليها «تعهد» ولا تسجل بحقها قضية تطبيقا للمبدأ الإسلامي الذي يحث على الستر لا الفضح وما قد ينتهي الأمر فيه بالقتل كما حدث مؤخرا في المملكة العربية السعودية عندما قبض على فتاتين تجلسان مع شابين في سيارتهما على هامش أحد الأفراح.

سجلت بحق الفتاتين قضية واستدعي والدهما في الصباح لتسلمهما فلحقه شقيقهما وأطلق عليهما النار وقتلهما عند باب المخفر وانهار الأب بعد فقدانه ابنتيه وابنه ومعرفته بالفضيحة الكبرى التي ستمس شرف العائلة إلى الابد، لقد تحرى رجل الأمن الكبير في الكويت بحكم خبرته وسنه المصلحة العامة والمفهوم الإسلامي بالستر بينما بحث آخرون عن المصالح الشخصية والبطولات الفارغة فانتهى الأمر بالفضيحة القائمة والإخلال الصارخ بالانضباط العسكري بعد استقواء الرتب الأقل بالنواب على الرتب الأعلى.

وسؤالنا للناخبين الكويتيين من إناث وذكور وهم المسؤولون عن تصرفات نوابهم: هل يرضون بترسيخ مبدأ «تسجيل» القضايا على الفتيات الكويتيات عند أي زلة ومن ثم فضحهن وتدمير سمعة عائلاتهن دون ذنب، أم الأخذ بمبدأ «التعهد» والستر الذي استفادت منه فتيات كثيرات خلال السنوات الماضية حتى أصبح البعض منهن الآن زوجات وأمهات وربما جدات؟! وشخصيا لم اهتم بالسؤال حتى عن أسماء أطراف القضية من ضباط ومتهمين، فالقضية أكبر من المتاجرة السياسية والتصيد والمزايدة.

تتميز إدارة المعهد التطبيقي ممثلة بالدكتور يعقوب الرفاعي وطاقمه المساعد، بالكفاءة الشديدة وطهارة اليد المتميزة، وقد سكب د.الرفاعي الماء البارد على من أراد الصيد في الماء العكر عندما أعلن الدكتور أنه لا مناقصة تتم في المعهد دون الشفافية المطلقة وعرضها على الجهات الرقابية وبذلك سحب البساط من الباحثين عن البطولات وخلق الأزمات.

الوضع الحالي في إدارة الجامعة لا يقبله أحد، وقد كان الواجب إما التمديد لأربع سنوات للدكتور الفهيد خاصة أنه لا مأخذ عليه فيما يخص كفاءته أو أمانته عدا أنه لا يخضع لضغوط بعض النواب، أو أن يتم في المقابل إخباره قبلها بوقت كاف بعدم التمديد وإعطاؤه تفرغا علميا كحال نوابه واختيار البديل له لتتم عملية التسلم والتسليم المعتادة، الأمران لم يتما وقد يكون الخيار الأفضل ضمن المعطى القائم أن يمدد للفهيد أربع سنوات مع طلب وضع استقالته تحت تصرف الوزيرة لتفعيلها في الوقت الذي تراه مناسبا وهذا أضعف الإيمان.

آخر محطة :

 1 ـ أتتني ردود كثيرة على سلسلة مقالات الأستاذ هيكل وسأحاول تخصيص أحد المقالات المستقبلية لتلك الردود.

2 ـ بعيدا عن ترهات هيكل التاريخية فقد تعرضت مصر قبل 6 عقود لحالة من الاختلاف الشديد وعدم الاستقرار السياسي وكان أحد الاقتراحات التي طرحت آنذاك لتوحيد الصفوف وترسيخ الاستقرار، مفاتحة شخصية كويتية معروفة كملك على مصر وسنتناول تلك الحقيقة التاريخية واسم تلك الشخصية في مقال قادم.

3 ـ وإلى الحاضر فقد اقترب عام 2011 ولم يتصاعد الدخان الأبيض فوق أرض الكنانة حول القيادة القادمة التي نتمنى أن تكون تمديدا للرئيس مبارك كي يستخدم خبرته وحكمته ونفوذه واتصالاته الدولية لحل معضل مياه النيل الخطير الذي يهدد الشعب المصري بالعطش والمنطقة بالحروب والتشتت والانقسام.

احمد الصراف

الهيلق والفكر الخرب (2 – 2)

ورد عن الشيخ يوسف بن عيسى في كتابه «صفحات من تاريخ الكويت» ص 65: الهيلك: ليس لهذا الاسم اصل بالعربية، وانما هو اصطلاحي ومعناه ان خلقا من اهل فارس اصابتهم مجاعة وجاء عدد كبير منهم الى الكويت وسموا بهذا الاسم (!!) وهذه المجاعة حدثت سنة 1285هـ، وانتهت سنة 1288هـ. وقد قام اهل الكويت بالاعمال الجليلة من اطعام المساكين وانقاذهم من التهلكة. وقد بلغت الحالة ببعض اهل فارس ان باعوا بناتهم، وشربوا الدم، وممن صارت لهم شهرة طيبة بالاطعام، سالم بن سلطان، وعبداللطيف العتيقي، ويوسف البدر، ويوسف بن صبيح، وبيت ابن ابراهيم.
ثم جاء المرحوم حمد السعيدان ليقول في موسوعته ص 1610 «سنة الهيلك»: سنة ارّخ بها الكويتيون حدوث مجاعة عظيمة في فارس والجزيرة العربية (!) حيث عمت المجاعة المنطقة ثلاث سنوات عجاف، من 1868 حتى 1871 (!) وهاجر كثير من ابناء فارس والقحطان الى الكويت، وقام المحسنون هنا بنثر الطعام في الاسواق والطرقات، وقد اشتهر من اولئك المحسنين يوسف البدر، يوسف الصبيح، عبداللطيف العتيقي، سالم بن سلطان وبيت معرفي وبيت ابن ابراهيم وغيرهم.
وهناك مراجع أخرى عديدة تتداخل وتتضارب أحداثها وتواريخها مع ما ذكرناه أعلاه، وفيها تتنوع أسماء المحسنين والمناطق التي قدم منها «الهيلق»، فتارة تذكر مناطق نجد والجزيرة العربية، وتارة فارس أو إيران أو المنطقتين.. وهكذا!
فإذا كنا بكل هذا الضياع والاختلاف وعدم الدقة في رواية أحداث جسام وقعت قبل أقل من 150 عاما بكثير، وتمثلت في مجاعة مخيفة ضربت الكويت ومناطق مجاورة عدة لأكثر من 1000 يوم، فكيف يمكن أن نصدق أن هناك من يمتلك المعرفة والحقيقة عن أحداث أكثر جسامة وضبابية وقعت قبل 1500 عام، في زمن لم يكن يعرف القراءة فيه الا قلة القلة، ومن قرأ منهم لم يكن بكاتب ومن كتب فليس بالضرورة صادقا وخالياً من المآرب؟ وكيف يمكن أن نصدق أن هؤلاء الذين اختلفوا اليوم على ما سبق أن اختلف عليه الملايين ممن سبقوهم بقرون وقرون، على أحداث شديدة التضارب والاختلاف هم فعلا حسنو النية خالون من كل هدف خبيث، وعجبي لمن يصر على السير وراءهم ويصدق اقوالهم.

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

رضيتم أم أبيتم.. شعبنا متديّن ومحافظ

بعد إعلان وزارة الاعلام عن اسباب منع 25 كتابا من دخول معرض الكتاب العربي وجب على الجميع ان يسكت ويغلق ملف الاعتراض على هذا المنع – هذا بالنسبة الى المتطرفين من اصحاب الفكر الليبرالي – اما عقلاء الناس وعامة المثقفين فعليهم ان يقفوا للوزارة وقرارها اجلالاً واكباراً واحتراماً.
ذكرت الوزارة في بيانها ان الكتب الخمسة والعشرين منعت للاسباب التالية: إما تطاولت على الذات الالهية او تعرضت للانبياء والصحابة!! او انها كتب اباحية!! واخيراً فيها اساءة لدولة الكويت او الدول الشقيقة!! اذا كانت هذه مبررات المنع فما الذي يزعج البعض من ذلك؟!
رابطة الادباء رابطة لم يدخلها عضو مجلس ادارة ملتزم بالفكر الاسلامي الحركي منذ تأسست الى اليوم، بل كانت بيتا للقوميين والعروبيين منذ سنوات طويلة!! اصدرت بيانا اوضحت فيه ان الاساءة الى الكويت في بيان اتحاد الكتاب العرب ليس لها ما يبررها، لان قرار المنع لم يكن واسعا او مقصودا فيه كتاب بعينه، فكل كاتب ممن ذكرت اسماؤهم منع له كتاب واحد واجيزت له عشرات الكتب!! اذن الكاتب بحد ذاته غير مقصود، وجاء بيان رابطة الادباء انتصاراً لاحدى المؤسسات الحكومية الكويتية (وزارة الاعلام) وانطلاقا من واجبها المهني وليس لان «الافكار المتحجرة مسيطرة عليها» او انها تخضع لتيار ديني معين!!
المتطرفون من اصحاب الفكر الليبرالي لم يعجبهم قرار وزارة الاعلام التوضيحي ولا بيان رابطة الادباء المنطقي، فشنوا هجوما لاذعا على الجميع وفي جميع الاتجاهات، ووجدوها فرصة لاستمرار النيل من التوجهات الاسلامية والمحافظة في هذا البلد.
واقول للزملاء الخصوم من اصحاب هذا الفكر: ان الكويت مهما قلتم عنها ومهما رأيتم منها تظل بلداً اسلامياً محافظاً بأغلبية اهله وساكنيه!! قد تشاهدون هنا وهناك بعض مظاهر التحلل من بعض السلوكيات لكنها تظل شاذة ونادرة، اما اغلبية سلوكيات اهلها فتنطلق من موروثهم الديني والاجتماعي، ولعل ما حدث في الايام الماضية من احداث اظهر المعدن الاصيل لهذا الشعب المحافظ المتدين.
ان مواقفكم من منع الكتب فضحت لديكم نفسية الحقد الدفين على الظاهرة الدينية والكره الشديد للارث التاريخي للتقاليد الاسلامية وثوابت العقيدة، فاستروا على ما تبقى لديكم من سمعة طيبة واحترام الاخرين لكم.

***

لفتة كريمة
«اذا لم تستح فاصنع ما شئت».
(حديث شريف)

مبارك فهد الدويلة