الهيلق كلمة محلية كويتية، تطلق أحيانا على نوعية المساكين والجياع، كما تطلق على السنوات العجاف التي مرت على الكويت والمناطق المحيطة بها في عام 1867، والتي قاسى منها الجميع لفترة طويلة، وكان الكويتيون يؤرخون أحداث يومهم ومواليدهم بما قبل أو بعد سنة الهيلق. وبالرغم من أهمية الحدث فإن مراجع تاريخية مهمة لم تتطرق اليه، كما نجد تضاربا واضحا في مراجع أخرى. ففي كتاب «تاريخ الكويت» لأحمد أبو حاكمة، لم يرد للحادثة ذكر، بالرغم من أهميتها. وكذلك الأمر في رد المؤرخ حمد الجاسر على أبو حاكمة. ولكن المؤرخ عبدالعزيز الرشيد ذكر الهيلق في كتابه «تاريخ الكويت» ص 95 في معرض حديثه عن الحوادث الشهيرة. وفي «الويكيبيديا»، أو الموسوعة الحرة، نجد ان سنة «الهيلق» هي التي حلت فيها على الكويت مجاعة، وكان ذلك في عهد الشيخ عبدالله بن صباح الصباح سنة 1867. وتعني الكلمة الهلاك أو الهلك. وفي تلك السنة وما تلاها تعرضت الأقاليم المجاورة لإمارة الكويت لجفاف هائل لم يكن بالحسبان. وكانت الكويت متحصنة ولديها إمكانية العيش ومقاومة الجفاف فأصبحت قبلة هؤلاء المنكوبين. وكانت يد الخير تنتظرهم حيث أمدّ الخيّرون الجياع بالمال والطعام والمأوى، وبقي بعض هؤلاء في الكويت طوال فترة المجاعة، واستقروا بها وعاد البقية الى أوطانهم. وقد أرّخ الكويتيون تلك المجاعة التي عمت المنطقة ثلاث سنوات عجاف، من 1868 حتى 1871، وبلغت فارس التي هاجر الكثير من أبنائها إلى الكويت، وقام المحسنون هنا بنثر الطعام في الاسواق والطرقات، وقد اشتهر منهم عبداللطيف العتيقي، يوسف البدر، يوسف الصبيح، سالم بن سلطان وبيت ابن ابراهيم.
وفي الشبكة الوطنية على الإنترنت ورد أن الهيلك (بالكاف) جزء من تاريخ الكويت، وهي سنوات عجاف، وفي نجد أطلقوا عليها سنوات «المسغبة»، وأن المجاعة ضربت مناطق من إيران بعد أن انحبس المطر عنها سنوات، وأن المجاعة ضربت الكويتيين واضطرتهم الى أكل(!) دماء البهائم التي تذبح ابتداء من سنة 1285، ولم تنته المجاعة الا في سنة 1288، وكان لرجلين من أفاضل الكويتيين والاثرياء يد بيضاء في تلك الازمة الشديدة، وهما يوسف البدر ويوسف الصبيح، اما الاول فكان يفرج كربات المعوزين والمحتاجين بما يبذله لهم من المال، واما الثاني فاتخذ له بيتين احدهما في الكويت والثاني في الزبير يأوي اليهما الفقراء، وكان يقوم في كليهما بمد ما يحتاجه الاحياء من طعام وكسوة وتجهيز من يتوفى منهم. وكتب الشاعر الاخرس قصيدة في هذين الرجلين بعث بها الى احد من آل المخيزيم قال فيها:
«ان الكويت حماها الله قد بلغت باليوسفين مكان السبعة الشهب
تالله ما سمعت أذني ولا بصرت عيني بعزهما في سائر العرب
فيوسف بن صبيح طيب عنصره اذكى من المسك ان يعبق وان يطب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف بدر الأماجد لم يغرب ولم يغب».
أحمد الصراف