حسن العيسى

الله يذكرك بالخير يا شيخ سعود

"شوفوا لكم كلام غير هذا"، فالكتب الممنوعة حسب مصدر وزارة الإعلام هي في خانة "إما… أو" في بلاغة وزارة الإعلام!! فهي "إما تحتوي على مساس بالذات الإلهية أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأنبياء أو الصحابة، وإما تكون متضمنة ما يثير الفتن الطائفية، أو فيها مساس أو افتراءات على الكويت…" حسب ما نشر في جريدة الوطن! رد الولي الفقيه في وزارة الإعلام يثير الضحك… ونحن في حاجة إلى الكثير من جرعات الفرح والضحك في دولة "بني تزمت وبني ملل"، وبعد أن سلمت الدولة مفاتيحها لأعداء العقل والبهجة. تصريح الولي ليس فيه جديد، ففي كل سنة تصدر أحكام الإعدام على الفكر في معرض "الهباب" الكويتي يعيد علينا الولاة القضاة أسباب الأحكام ذاتها التي تنحصر في "إما… أو"… وسؤالنا لعباقرة الرقابة المشكلة من العضو اسبينوزا في وزارة الأوقاف، والعضو "فولتير" في المجلس الوطني… والعضو "حسين بن عاقول" من فريح بني صامت… هم وحدهم لا غيرهم… من يقرر "إما… أو" وما يثير الفتن الطائفية أو يعد مساساً بالذات الإلهية… إلخ؟ هم من أهل الهم والغم يقررون المسموح وغير المسموح والحلال والحرام والممكن وغير الممكن، وطبعا لأن "هم" ولأن وزارة "هم" وحكومة "هم" يعملون ألف حساب لنواب التخلف… ورقابتهم اللاحقة ومشاريع الاستجوابات الفارغة، فلماذا كل هذا الصداع…؟ فالباب الذي يأتي منه الريح سده واستريح… والرياح التي تحرك الخلايا المتحجرة في عقول شعب "يارب لا تغير علينا" أغلقوا نوافذها وارتاحوا…

حين كان الشيخ سعود الناصر وزيراً للإعلام في الأيام الخوالي الجميلة، انتقدنا مع الزملاء الكتاب قرارات المنع والحظر في معرض الكتاب… ولم يمض يومان أو ثلاثة إلا ورن جرس هاتفي النقال لأسمع من "أبو فواز" ذاته وزير الإعلام قراره الشجاع بإلغاء كل قرارات الحظر على الكتب الممنوعة… لم يقل الشيخ سعود الناصر إن هناك لجنة تختص بالرقابة "وأنا مالي شغل فيها"، ولم يترك المجال لمصدر مسؤول في الوزارة ليصفعنا بتصريح "إما… أو"… تصرف الشيخ سعود كمواطن مسؤول يؤمن بحرية الإنسان وحقوق العقل الحر… ولم يكترث للنتائج.. وأعلنت الحرب عليه من نواب الحلال والحرام، وضغن عليه البعض في مجلس الوزراء… ومضت فترة وترك الوزارة… وخسرته الدولة.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *