ما يحدث في الكويت هذه الايام كردّ فعل على ما قاله عود الثقاب القابع في لندن، يصب تماما في مصلحة المخططين لانزلاق البلد الى فوضى عارمة لا تبقى ولا تذر ومن ثم تحويلنا الى ساحة صراع دموية اخرى للقوى الدولية والاقليمية كما حدث سابقا في لبنان والعراق وفلسطين واليمن والصومال وغيرها.
وقد وجد المغرضون ممن تعرت مواقفهم السياسية وباتوا على شفا السقوط في الانتخابات النيابية القادمة، الفرصة سانحة ليزايدوا على بعضهم البعض ويستقطبوا السذج والخدج كي يعود لهم صولجانهم المفقود وباتوا يتسابقون على رفع رايات الانتصار فوق خنادق المغرر بهم من اتباعهم في خنادقهم المتضادة على حساب هزيمة راية الكويت الواحدة ونحر الوحدة الوطنية فيها.
ان نصرة ام المؤمنين رضي الله عنها، تتأتى بمقارعة الحجة بالحجة والكلام بالكلام والفطنة والحذر من السير في خدمة المخططات الشريرة التي تحيط بالوطن، ولا شك ان السيدة عائشة رضي الله عنها يغضبها التناحر القائم بين المسلمين بدعوى نصرتها ويسعدها في المقابل ايقاف العند والجنون القائم الذي لا يستفيد منه الا اعداء الامة الاسلامية، ولن نقبل بمن يرفع راية الدفاع عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – في الفتنة الحاضرة، كما رُفع قميص عثمان – رضي الله عنه – في الفتنة الكبرى الماضية.
ان من يريد ان يحولنا بجهل فاضح الى بلد فوضى ومركز للحريات غير المسؤولة، نذكره بأنه حتى اكثر الدول ديموقراطية وحرية في العالم لا تسمح بمظاهرة او تجمع خطابي الا بترخيص مسبق من السلطات، وما ان تسوء الامور حتى تعلن على الفور حالة الطوارئ ويفرض منع التجول دون ان يتبجح احد بأن في ذلك خرقا للدستور الذي كم من جرائم ترتكب باسمه في بلدنا!
في الخلاصة، ان ما يحدث هو احدى النتائج المباشرة لغياب المشروع الوطني الذي يلتف حوله الجميع، واستبداله بمشروع تعظيم وتبجيل الماديات والتكسب المالي الذاتي الذي لم يعد يخجل منه احد، لقد اعلنت السلطة الشرعية القائمة منع التجمعات والتجمعات المضادة، والواجب ان يلتزم الجميع بتلك الاوامر التي تخدم الصالح العام والتي يعني التهاون في تطبيقها، الفوضى وسفك الدماء.
آخر محطة:
1 – هناك من يريد تفتيت البلد عبر تقييد يد الدولة في استخدام القوى الامنية المختلفة ممثلة بالجيش والشرطة والحرس الوطني لتوطيد الأمن تكرارا لما حدث في لبنان عام 75 عندما ضغط على رئيس الحكومة آنذاك رشيد الصلح لعدم استخدام الجيش والقوى الامنية لمنع الفتنة فاشتعلت النيران وبقيت الفوضى العارمة لمدة 17 عاما اكلت الاخضر واليابس، فالحكمة الحكمة والهيبة الهيبة.
2 – ضمن التشريع البريطاني يوجد قانون اسمه Racial and Religious Hatred Act 2006 يحرم ويجرم دعاوى الكراهية الدينية والعرقية، ويمكن للجماعات الاسلامية او سفارتنا في بريطانيا ـ كما ذكرنا في مقال الامس ـ استخدامه في المحاكم لمنع ياسر الحبيب من تكرار دعاواه حتى لا تتكرر معها قضية الفتنة الخطرة التي ينوي اشعالها في بلدنا بين حين وآخر.