خصنا ياسر الحبيب برد على مقالنا في «الأنباء» استغرق نصف الجزء الثامن من حلقات ردوده الموجودة على اليوتيوب (الحلقة تستغرق ساعة كاملة) ثم الحلقتين التاسعة والعاشرة بأكملهما لذا اقتضى التعقيب مع ملاحظة فارق المساحة المتاحة للجانبين حيث انني مقيد بمقال محدود الكلمات للرد على ما جاء في حلقات فاق مجموعها 14 ساعة من الكلام المرسل.. والباقي في الطريق!
أنهى ياسر رده علينا بالتطرق لطلبنا منه ان يتوقف بالقول «آسف جدا الطلب قد رفض» وكنت بالفعل أود غير ذلك الرفض فسعادتي شخصيا لا تكمن في عقوبته او شتمه بل ان يوقف المسار المدمر للإسلام الذي يقوم به خاصة أن إحدى دوله الكبرى، ونعني إيران وهي للعلم دولة يختصمها ياسر، مقبلة على أحداث جسام تحتاج من المسلمين جميعا حكومات وشعوب التوحد للوقوف معها وهو أمر ينقضه تماما ما يروج له القابع في لندن وقد أتى في الآية الكريمة (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) ولا أعلم كيف سيفسرها ياسر بعد تفسيراته العجيبة الغريبة للآيات الأخرى؟!
وكما يقول الشيخ حسين المعتوق أمين التحالف الإسلامي الوطني في لقائه على قناة الكوت التي يملكها السيدان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وضمن برنامج «360 درجة» الذي يقدمه الإعلامي الناجح مبارك النجادة، ان من يريد فرقة المسلمين واضعافهم وخلق فتنة بينهم ما عليه الا العودة إلى كتب التاريخ واختيار ما يشاء لتقسيم الأمة الى ألف فريق وفريق يضرب بعضهم رقاب بعض، لقد قال الإمام علي رضي الله عنه للخوارج ان القرآن حمال أوجه فكيف يا ياسر بآلاف الروايات السنية والشيعية التي وضعت في زمن الفتن والخلاف والشقاق؟! فمن يريد توحيد المسلمين سيجد في الأثر ما يؤيده ومن يزمع تفريقهم سيجد كذلك ما يؤيده فنحن وضمن عصر الاتصالات والفضائيات والانترنت نختلف حول تفاصيل الأحداث التي تقع فكيف بذلك العصر الغابر؟!
ولا أعلم شخصيا بالنوايا الحقيقية لياسر وما تخفي الصدور الا انني على يقين بأن من يريد هدم الإسلام واضعافه وتفريق ابنائه لن يجد وسيلة أفضل مما يقوم به ياسر من البحث في الكتب القديمة ـ ان صدقت بالطبع رواياته ـ لهزّ عقائد أهل السنة والشيعة معا وضرب ثوابتهم وتحريف الكلم عن مواضعه وتقديم تفاسير مختلفة جديدة للآيات البينات وتسفيه وتكذيب المراجع والمشايخ والسادة (راجع الهجوم على الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر والسيدين محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم).
وقد كان ياسر انتقائيا فيما عقب عليه من ردودنا ومع ذلك فقد ذكر ان سيدنا علي رضي الله عنه لم يقم الحد على السيدة عائشة رضي الله عنها بدعوى قتلها للرسول صلى الله عليه وسلم كما يذكر ياسر حاله حال الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبدالله بن أبي بن سلول وذلك حرصا على سمعة الإسلام ووحدة الأمة، ونقول وهل يعيبك ان تقتدي بهدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإمام علي رضي الله عنه فتحرص على سمعة الإسلام ووحدة الأمة لا العمل على ما يفرقها! ثم لو اننا أخذنا بمنطقك ودعواك فواضح ان الإمام علي قد عفا عن السيدة عائشة رضي الله عنها فمن انت حتى تزايد عليه في حكمه؟! ومن تناقضاتك الفادحة انك اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عدت واتهمت نصاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم! فهل تصح تلك التناقضات الفاضحة حول أمر جلل يختص برسول الأمة صلى الله عليه وسلم أو زوجه كحال انكارك الزنا عن السيدة عائشة رضي الله عنها في حلقة ثم اتهامها به والعياذ بالله في الحلقة التالية؟! وهل أصبحت الحقيقة التاريخية لا أهمية لها في مشروع التحريض والتأجيج القائم؟!
ومن تناقضاتك وما أكثرها أنك تعيب على من أسميتهم «معممي العالم الثالث من الشيعة» وقد أسميت البعض منهم بأنهم يستخدمون «التقية» مع أهل السنة بقولهم انهم مسلمون في الدنيا كفار بالآخرة إلا انك ضمن اجابتك على مقالي تقول تماما بمثل ذلك القول الذي عبته على الآخرين فنحن مسلمون في الدنيا إلا اننا كفار في الآخرة وقد جمعت ما يكفي من متناقضات قولك وأحكامك حتى ضمن الحلقة الواحدة ما يكفي لملء كتاب كبير لا مقال صغير.
وقد وصلت الى بيت القصيد عندما تحدثت عن مصائرنا في الآخرة في معرض ردك علينا وعن الفرقة الناجية وان النقيضين لن يجتمعا في الجنة أو النار، وردنا عليك أنه لو صدق ما تدعو له فإننا وما نمثله من كل السنة والشيعة ـ عداك ـ لن يحاسبنا الله رب العالمين لأننا لم نقل ما قلته من شتم لأمهات المؤمنين ولكن ماذا لو كنا نحن من سنة وشيعة على حق فمن سيشفع لك في الآخرة عند رب منتقم جبار ورسول اتهمته في عرضه وشتمت نساءه وأتباعه بعد أن عممت الشتم والطعن وقلت ان المسلمين نكحوا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله بعد موته والآية الكريمة تذكر (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما) وقد أتى ضمن تعميمك ان هناك من زنى من زوجات الأنبياء والأئمة كما اتهمت زوجة سيدنا نوح عليه السلام بأنها ولدت سفاحا ومن ثم أصبح كل البشر مشكوكا في أبوتهم!
آخر محطة:
(1) من تناقضات ياسر قوله انه خص ردوده على من لم يشتمه وهذا اقرار بان الشتم من العادات السيئة لذا نقول ان كان الشتم ليس نهجا سويا ترفضه بحق رجل حي غير منتسب ولا متصل بالرسول صلى الله عليه وسلم فكيف تقبله بحق سيدة متوفاة من 1400 عام هي زوج الرسول وأم المؤمنين رضي الله عنها وهل تستطيع او يُقبل منك ان تدخل لديوان مليء بالناس فتثني على صاحبه ثم تشتم زوجته وتتهمها بالزنى والنجاسة والقذارة؟! وإذا كنت لا تستطيع هذا الأمر مع انسان عادي فكيف تقبله لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم؟!
(2) ومن تناقضاته قوله انه طلق السياسة بالثلاثة ثم حديثه بعد دقائق قليلة من ذلك القول عن مشروع سياسي يتبناه حسب قوله يدعو لخلق دولة في غرب الخليج وتدويل الحجاز!
(3) ومن تناقضاته قوله في معرض رده على انه يدعو للوحدة الاسلامية الا انه وبعد دقائق قليلة من الحديث يقول بأن ما يدعو اليه يشق الأمة ويقسمها الى معه وضده كون ذلك الأمر طبيعيا مع كل دعوة مماثلة!
(4) ومن التناقضات مدح الشعب الكويتي ورقيه في الحوار ثم القول ان الكويتيين انحدروا لمستويات لم تشهد من قبل!
(5) ومن التناقضات الدعوة إلى السماح بمناقشة كل ما يقال حالنا كحال الغرب الذي يشتم فيه السيد المسيح عليه السلام حسب قوله ثم طلبه المحاسبة الشديدة لمن دعا للفرح في يوم عاشوراء بحجة انها قيلت في منطقة شيعية يعني ان تلك المقولة التي رفضها أهل الكويت جميعا مقبولة لو قيلت عبر الشارع من المنطقة التي قيلت به؟!
(6) من التناقضات دعوى ان السيدة عائشة رضي الله عنها قامت بدس السم للرسول صلى الله عليه وسلم ثم انكار انه مات في بيتها وبين نحرها وسحرها!
(7) ومن التناقضات الصارخة رفضك للدعاوى التي اقيمت عليك في الكويت بحجة ان شتائمك المثيرة قلتها في ديوان أو مكان خاص، في وقت تردد فيه نفس الكلمات المفرقة التي ادعيت انك قلتها في السر ومن ثم لا تستحق المحاسبة عليها على الفضائيات والانترنت واليوتيوب هذه الأيام.
ياسر مرة اخرى أدعو لك بالهداية والتوقف عما انت في سبيله فليس مهما ان يدخل احد التاريخ بل يجب ان يتأكد من دخوله له من بوابة الخير فيه لا بوابة الشر.. والى مقالة الغد وهل ياسر عدو للنواصب أم منهم؟!