يقال انك لو رميت عملة معدنية في الهواء في تجمع للبشر في كوريا لسقطت على الارجح على رأس واحد يدعى «لي»، ولو رميتها في الصين لوقعت على «وانغ»، وفي الهند على «راج»، وفي أميركا على «جون» وبريطانيا «جاك» وروسيا «ايفان» واوكرانيــــا «نزار» وجورجيا «مريم» وآيسلندا «سارة» وتونــــس «مهدي» والمغرب «فاطمة» وايران ومصر «محمــــد» والخليج «عبدالله» وايرلندا «صوفيا» والبوسنة «امينة».
في الكويت لو رميت مائة فلس في الهواء في تجمع لرجال كويتيين لسقطت على الارجح على حامل شهادة ماجستير او دكتوراه مشتراة بالمال ويتسبب ذلك الغش التجاري في الضرر واهدار الموارد بأكثر من اي عملية غش تجاري اخرى كونه ينخر في اساس العنصر البشري الذي تقوم على قدراته وكفاءته الحضارات وعمليات التنمية في البلدان، فيتم نتيجة لذلك الغش عزل وابعاد الكفاءات الكويتية الحقيقية وتقديم اصحاب الشهادات المضروبة.
والحل في الكويت وغيرها من دول مجلس التعاون التي صدرنا المرض المدمر اليها هو بإنشاء هيئة خليجية اكاديمية مختصة تقوم بتقييم الشهادات والجامعات ولا تقبل اي شهادة في الخليج دون تصديق تلك الهيئة عليها، حيث من الاستحالة بمكان انشاء هيئة كويتية مختصة لخضوعها في النهاية لعمليات الترضيات والطبخات التي اصبحت تتدخل في كل شيء.
ويخبرني الصديق العزيز سيد انور الرفاعي ان الغش التجاري وصل الى الانساب، فهناك شهادات عليها دمغات يوضع عليها اسم من يريد مقابل مبلغ من المال، فيصبح منتسبا للاشراف والسادة متصلا بنسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو للمعلومة اختراع صدامي بامتياز بعد ان اوصل صدام نسبه للدوحة النبوية الشريفة بشهادات مماثلة.
في الصين وكنتيجة للتحقيق في حادث سقوط طائرة شركة «هانون» شمال الصين، اكتشف مؤخرا وجود 200 طيار صيني في تلك الشركة قاموا بتزوير شهادات طيرانهم، وهناك امر مشابه حدث قبل سنوات في «الكويتية» عندما تم توظيف طيار اميركي على انه كابتن بينما كان في حقيقة الامر مساعد طيار ولم يكتشف الامر الا كنتيجة لوشاية زميل له، وقد تم انهاء عقده وتسفيره في ليل اظلم حفاظا على التقاليد الكويتية.. المعتادة!
احد القائمين على مؤسسة استثمارية تساهم بها الدولة استطاع بعمليات (…) بارعة ان يخلق لذاته منصبين يتسلم عليهما راتبين شهريين يفوقان في مجموعهما رواتب مجلس الوزراء بأكمله، ذلك الراتب المزدوج يتسلمه كجائزة له على تسببه في خسارة للمنشأة التي يديرها بأكثر من مليار دينار وتطفيشه للكفاءات الكويتية، ولنا.. عودة!
آخر محطة:
آخر ابتكارات الغش التجاري في الكويت قيام بعض المكاتب بالتلاعب في عدادات السيارات الرقمية وارجاعها من مئات الآلاف الى آلاف قليلة ثم بيعها بأضعاف سعرها المفترض بعد عمليات التجميل والترقيع المعتادة لها ليبتلش بها المشترون من المواطنين والمقيمين.. وعلى عينك يا تاجر!