بعد كارثة 11 سبتمبر 2001 التي تمر علينا هذه الأيام ذكراها التاسعة والتي يسميها البعض بأحداث سبتمبر تزييفا للواقع وتخفيفا مما حدث، كحال تسمية هزيمة 67 بالنكسة وغزو الكويت المدمر بالدخول وكأنه باب قد طرق وفتح، التقتنا قناة الجزيرة ومما قلناه آنذاك ان ما حدث زلزال فتح صندوق باندورا للشرور على عالمنا الاسلامي سيطول الزمن حتى يتم غلقه هذا إذا اغلق اصلا ولم يبق جرحا نازفا يكبر مع مرور الزمن.
لقد مرت تسع سنوات عجاف على عالمنا الاسلامي لم نر خلالها من التنظيم الإرهابي الذي قام بذلك العمل الجبان الذي قتل آلاف الابرياء والآمنين وجعل دول الارض تتكالب على أمتنا، الا كل «شر وقر» فمذابح هنا وتفجيرات هناك و99% من الضحايا مسلمون يقتلون من قبل التنظيم بحجة.. الدفاع عن الاسلام والمسلمين!
ومازلت أذكر ردود الفعل الخاطئة والمتعاطفة آنذاك مع فارس الأمة الجديد أسامة بن لادن بعد أن قارب نجم فارسها الآخر صدام حسين على الأفول، وكيف نرتجي الخير من جموع تمجد الطغاة وتعز وتود الارهابيين، وتسير خلفهم بغفلة شديدة ليقودوها من كارثة إلى كارثة ومن فاجعة إلى فاجعة ومن هزيمة إلى هزيمة تصدق ما تسمع وتكذب ما ترى؟!
إن الفكر القاعدي ليس ملاذ الأمة وحصنها الحصين ورجاله ليسوا آخر فرسانها بل هم أشر أعدائها حيث يعملون لتشطير دولنا لا دول الآخرين وخلق الحروب الأهلية فيها، فتفجيراتهم تفجر أوطاننا وتستبيح مواردنا وتخلق لنا أمة من الأرامل والايتام والثكالى، سنوات مرت ومازالت الجراح نازفة ومازال البعض يتردد في إدانة ما يجب إدانته.
إننا بحاجة لوقفة قاسية مع النفس لمحاسبة مضللي ومغرري وخادعي الامة ممن يوردونها المهالك تحت رايات حق يراد بها باطل، محولين احلامها إلى كوابيس وضعفها الى موت عبر نهج خلط الاوراق الذي يجب ان نرفضه جميعا فجريمة قتل الابرياء في نيويورك، وقبلها غزو الكويت، لا تبررها ولا تبرئها أحداث فلسطين فلا يمكن ان يقبل العالم أو أي نظام عربي بمبدأ عدم محاسبة مجرم لوجود مجرم آخر طليق.
آخر محطة:
أخشى أننا بتنا أشبه بأمة تجلس في قطار يقوده جهالها ومضللوها ومتطرفوها الى الهاوية وسط ضجيج اعلامي شديد يزدري العقل ويكره الحكمة، وكل يوم يمر علينا دون تغيير ذلك المسار يقترب بنا من النهاية المحتومة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.