سامي النصف

مشروع ياسر سياسي لا ديني

نكرر ان الدول كالبحيرات، فهناك من هي اشبه ببحيرة ماء بارد لا يهم كم عود ثقاب يلقى فيها حيث انها مجتمعات ترسخ بها السلم والأمن الاجتماعي فهي غير قابلة للاشتعال والانفجار مهما حدث، وهناك بالمقابل مجتمعات ناشئة في طور التكوين اشبه بالبحيرات النفطية التي يكفي عود ثقاب يتمثل بحادثة شتم او تكفير او حتى حادث سير بين اثنين مختلفي الانتماءات لتفجير الوضع فيها.

واضح ان الدعاوى التي قال بها ياسر حبيب ومثلها دعاوى التكفير التي لا تصيب الشيعة وحدهم بل ترسل على اطلاقها من قبل المتطرفين تجاه شركاء الاوطان من ليبراليين ومستقلين وقوميين ويساريين وتنويريين وعلمانيين وصوفيين الممتد تواجدهم من المغرب حتى اندونيسيا، يمكن لها ان تحيل مجتمعاتنا الاسلامية الآمنة الى مجتمعات ملتهبة يضرب بها المسلمون اعناق بعضهم البعض ولسنا في الكويت اكثر ذكاء وحنكة من مجتمعات اخرى تفشى فيها قتال الاخوة وابناء الوطن الواحد، كما حدث في لبنان وفلسطين والعراق ..الخ.

ان مشروع خريج العلوم السياسية لا الحوزة الدينية ياسر حبيب كما اوضح ذلك زميل دراسته وعمله داهم القحطاني هو مشروع سياسي لا ديني يهدف ويسعى من خلاله لهدم اركان الدين الاسلامي عبر الطعن في ثوابته المتفق عليها بين سنته وشيعته وتحريض بعضهم على بعضهم الآخر تحت رايات باطل يراد بها باطل او كلمات حق يراد بها باطل كما حذر من ذلك سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.

ان التطرف بالرد والتعميم والحدة هو تماما ما يخدم مشروع «الفتنة الكبرى» الجديد، وبالمقابل فان ما اتى من قبل العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله، رحمه الله، واتباعه ومقلديه وائمة المذهب الشيعي في الكويت ونوابه وكتابه ومفكريه هو الماء البارد الذي سيطفئ تلك الفتنة التي يسعد بها المتطرفون من كل الاتجاهات ممن لن يرضوا ولن يرضى من يقف خلفهم حتى يتحول امننا الى خوف وودنا الى كراهية وعمارنا الى رماد تذروه الرياح.

آخر محطة:

1 – لا علم لدي بما سينتهي اليه مقترح اسقاط جنسية ياسر حبيب وان كانت لدي قناعة بانه لن يرتدع، فما خلق مشروعه ليتوقف عند تلك الجزئية الصغيرة وسنسمع كل عام تكرارا لمثل تلك الشتائم والاقاويل التي تقصد خلق الفتنة بين المسلمين وسنراها قريبا على فضائية تابعة له لا يمكن حجبها فالمال يجري بين يديه لخدمة مشروعه كالانهار والشلالات.

2 – يروى عن الامام جعفر الصادق قوله «معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبح القول»، ونقول بمثل هذا القول لاهل السنة: كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، وارفضوا وأبطلوا قول من كل يقدح ويشتم في عقائد الآخرين.

3 – نحمد الله على وقف فتنة كبرى اخرى هي حرق المصاحف، تهدف الى اشعال النار بين المسلمين كافة والمسيحيين كافة وعلينا ان نتذكر في هذا السياق ان ذلك القس قام بمشروعه ردا على تشدد البعض منا ورغبتهم في اقامة مركز اسلامي يطل على مبنى التجارة العالمي رغم عدم وجود مسلمين في تلك المنطقة وارض الله واسعة.