لكل لعبة قوانينها واعرافها، ولا شك ان الاصل في اللعبة الديموقراطية يقوم على مبدأ الرأي والرأي الآخر حتى يستطيع الناس في نهاية المطاف اتخاذ الموقف الصحيح من القضايا المطروحة امامهم بعد ان تركت الساحة او الملعب لفريق واحد يستعرض عضلاته وقدراته فيه.
لذا أتى لقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مدشنا لعهد «الحكومة الناطقة» التي تبدد الشكوك وتجلي الظلام وتوضح للمواطن خططها ونهجها وما تنوى عمله في الحقبة المقبلة وهو مسلك حميد لا غنى لاي حكومة في بلد ديموقراطي عنه ويجب تكراره بين حين وآخر.
ومما قيل في اللقاء وأراح الناس، الاصرار على التمسك بالدستور، وهو ما يعني أنه لا حاجة بعد اليوم إلى ادخال الدستور في الصراعات السياسية بين الحكومة والمعارضة والتركيز بدلا من ذلك على القضايا المطروحة والسبيل الامثل لمعالجتها دون اللجوء للضرب المعتاد تحت الحزام.
وكان جميلا الحديث عن «كويت جديدة» تتشكل وان تشكيلها يمر بمخاض يجب الا يجزع منه احد، كما كانت هناك رسالة مهمة للقطاع الشبابي تظهر انهم يشغلون بال وتفكير الحكومة التي ستوفر لهم البيئة المناسبة للابداع والتقدم.
بهذا اللقاء الايجابي عرضت الحكومة عقلها وفكرها على شعبها واصبحت المسؤولية مشتركة بينها وبين الناس في المراقبة والمحاسبة وتفعيل دور المؤسسات الرقابية القائمة للتأكد من تطبيق القوانين والحفاظ على الاموال العامة، ولتكن تلك هي الانطلاقة الحقيقية لكويت الحاضر والمستقبل، فتفاؤل الناس واستبشارهم له استحقاقات وافعال واجبة والكويت تستحق منا الكثير.
آخر محطة:
ساهم الكلام الهادئ والمريح للضيف والاسئلة غير المجاملة للمقدم في جعله لقاء يستحق المشاهدة ولا عجب ان يطلب الناس المزيد من مثل تلك اللقاءات.