قد ينجرف الإنسان انجرافاً عاتياً شديداً وهو يطالع بعض فقرات تلفزيونية أو يتصفح بضع منتديات إلكترونية، أو يقضي وقتاً في مطالعة صحف يومية، فيكون أمام ثلاث صفات من المشاعر: إما الخوف والقلق، وإما الحسرة والأسى والثالثة هي الفرح والسرور بما يشاهد ويطالع ويقرأ من (جنون) معنون بعنوان حب الوطن وهو خطأ فادح.
اترك عنك يا عزيزي كل تلك المظاهر الكاذبة، فالوجه للوجه أبيض كما يقال في الأمثال، لأنك إن أردت أن ترى وجوهاً بحرينية حقيقية عليها سيماء السماحة والمحبة والصدق والإخلاص، فعليك أن تكون حاضراً في المجالس الرمضانية التي يجتمع فيها الناس، وهم في حالهم ذاك، لا يمكن أن تغيب عنهم أمور البلد وشئونه وشجونه وهم يعيشون تطورات مذهلة يوماً بعد يوم… لكنك لن تسمع منهم إلا الرأي الحكيم الصائب والكلمة الطيبة والطرح العقلاني.
ولربما كانت أمور أخرى تجري في مجالس ما اعتاد عليها أهل البحرين… تلك المجالس المتسترة وراء العديد من الستائر قد تكون فرحة للغاية بما يجري في البلد… ليس على صعيد تطبيق القوانين والحفاظ على هيبة الدولة، بل على صعيد ملأ الأرض طولاً وعرضاً بالكثير الكثير من الافتراضات والتخيلات والأكاذيب، وكأنما الدولة، تصدق كل ما هب ودب… شرقاً أو غرباً.
على مدى الأيام القليلة الماضية، لاحظت كما لاحظ غيري أن شعب البحرين الأصيل لا يمكن أن يتلون حين يكون أمام (بعضه البعض) وجهاً لوجه… قد تتغير الوجوه وراء الأسماء المستعارة قطعاً في المواقع السيئة الذكر، وقد تختفي ملامح الخلق فيما يحاك هنا وهناك للإضرار بالوحدة الوطنية، لكن لا يمكن للناس الذين يتصافحون ويتعانقون ويتبادلون الدعاء بنيل ثواب الشهر الفضيل، إلا أن يكونوا صادقين فيما يقولونه لبعضهم البعض ولقيادتهم ولوطنهم… هذا الوطن، لا يتحمل المزيد من الطعنات الخفية، أياً كانت اليد التي وجهتها.
خلاصة القول، ستذهب كل الحملات المغرضة والموجهة للنيل من تماسك المجتمع البحريني سدى… ربما انتشى البعض وشعر بالفرح لوجود شعور عارم بأن المجتمع البحريني بدأ يأكل بعضه بعضاً… لكنّ ذلك شعور ينتاب كل شخص لا يعرف من هم أهل البحرين.