محمد الوشيحي


الوعد يوم الربوع

أداء معالي وزير الإعلام والنفط الشيخ أحمد العبدالله… ثلاث نقط وفاصلة. وسأكتفي بهذا التوصيف اللطيف كي تعبر المقالة على العبارة تحت نوم الظلام.

والقضية الآن ليست قضية أداء معاليه. لا. القضية هي في فزعة الحكومة ونجدتها له، فالحكومة ستسلك الطرق المشروعة، وإن عجزت، فستسلك الطرق السريعة (ركّز معي يرحم الله جدك الله يحفظه)، وكما قال الشاعر: «وإن حُرِّمت يوماً على دين أحمدٍ، فخُذها على دين المسيح بن مريمِ».

واليوم هددت الحكومة باستخدام سلاح الجنسية. وإن لم يجدِ هذا السلاح فستعلن الحرب على جزر فوكلاند المتاخمة للأرجنتين، ومن ثم تلتف الجيوش لتحرر قرطبة وغرناطة من أيدي الفرنجة. فلا مانع من دخول الحرب وسقوط الضحايا وإعلان الأحكام العرفية في سبيل أن «يزمط» معاليه من الاستجواب، لتحرك الحكومة –حينذاك- قبضة يدها على باطن يدها الأخرى بطريقة دائرية في وجوه المستجوبين، وتخرج لسانها لهم، وتغني لهم كلمات أحمد الشرقاوي: «أووو أووو»*…

والآن تتكتك الحكومة مع بعض الصحف والقنوات الفضائية. شغل صكصكة وحكحكة (ركّز معي فقد ضاق الفضاء). وقريباً سيقف الكتّاب الذين يرفضون تقييد الحريات في أقسام الشرطة في طابور عرض، وستمر الحكومة تتفحص وجوهنا وتتصفحها، وتشير بأصبعها الكريمة إلى المجرمين الأوباش. وقريباً ستُنشر صورنا ونحن نرتدي البدلة الرمادية، ممسكين بلوحات خشبية عليها أرقام ليست كالأرقام. وصورة من الأمام، وصورة من الجنب، وأصابع ملوثة بحبر البصمات. وصورة أخرى، تظهر فيها – على بساط ممدود أمامنا – مخدرات وأشرطة خلاعية ومنشورات وأسلحة ثقيلة عُثر عليها في مخابئ سرية. وبعد يومين، سيشاهد الناس على التلفزيون الحكومي اعترافات «أعداء الأمة». ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب. وبعدها، ستُقتحم منازلنا، وستتفحص الحكومة لثث أطفالنا، وستقع في حيص بيص أثناء فحص لثة ابني سعود «نقار الخشب» الذين ينافس رونالدينهو في الدمامة والقبح واتساع اللثة! عليه لثة تبارك الله. مترامية الأطراف. خمسة في ثمانية. أرض وقرض. تبني فيها صالة وغرفة ماستر وغرفة خادمة، والباقي بلكونة.

وإذا أفلحت الكويت فـ»راجعني يوم الربوع»، على رأي أشقائنا في السعودية. وإذا لم يتراجع ترتيب الكويت في الحريات هذه السنة، فسأمرّ أنا عليك يوم السبوت.

* أووو أووو: أداة شماتة، يستخدمها الأطفال والنساء الملحوسات. ولم يستخدمها شعراء الجاهلية، واستخدمها أحمد الشرقاوي أحد أبرز شعراء الصناعية في إحدى معلقاته الوطنية. 

سامي النصف

خالد الفيصل وغازي القصيبي..140 عاماً من الإبداع

دخل الأمير المبدع خالد الفيصل قبل مدة عامه السبعين فكتب الرائعة «السبعينية» وإليكم بعض أبياتها:

غابت السبعين عن ملهاتها                                     تطوي الرايات عن ساحاتها

في حياتي غزوها حل ورحل                                     وفي زماني عربدت راياتها

كيف عاشتني وانا ما عشتها                                   وتحسب إني شارب كاساتها

بعثرت لحظات عمري ما درت                                    إني اجمع بعدها لحظاتها

وسيرتني في عسيرات الدروب                                 حافي الاقدام في رمضاتها

 راحت السبعين واحلامي بقت                                 فرحة الآمال في بسماتها

الحياة بدون حلم ضايعة                                          وان تحقق حلمها حلاتها

والحياة لمن صنع تاريخها                                        والهوامش في الحياة امواتها

بعضهم يعيش من بعد الوفاة                                    وبعضهم حياتهم وفاتها

واهنئ من همه فتات الحياة                                    انسدح وارتاح فوق فتاتها

ما ورث حمل الرجال الأولين                                     صانعين المجد فوق شتاتها

يحسبون العمر أيام وسنين                                     والرجال إنجازها حياتها 

ودخل المبدع د.غازي القصيبي عامه السبعين قبل أيام فكتب رائعته «سيدتي السبعون» نقتطف منها:

ماذا تريد من السبعين يا رجل؟!                             

لا انت انت ولا ايامك الاول                                      

جاءتك حاسرة الانياب.. كالحة                                

كأنما هي وجه سله الأجل                                   

اواه سيدتي السبعون معذرةً                                 

اذا التقينا ولم يعصف بي الجذل                              

أواه سيدتي السبعون معذرة   

بأي شيء من الأشياء نحتفل

أبالشباب الذي شابت حدائقه

أم بالأماني التي باليأس تشتعل

أم بالرفاق الأحباء الألى ذهبوا

 وخلفوني لعيش أنسه ملل؟   

 تبارك الله قد شاءت إرادته

 لي البقاء.. فهذا العبد ممتثل!                          

احمد الصراف

تستّري يا مره

دخلت جمعية (…) التعاونية قبل سنتين تقريبا لشراء غرض ما، وأثناء بحثي بين الارفف سمعت صوت رجل خلفي ينهر امرأة طالبا منها أن تتستر، فالتفتّ لأجده مربوع القامة كثيف اللحية ذا كرش عظيم وقدمين كمدماكين ينتهيان بخفين مهترئين، وهو يطلب من متسوقة أن «تخاف الله» وتغطي رأسها، فتدخلت وطلبت من السيدة عدم الاكتراث لكلامه، وقلت لها انني سأقف معها، ولكنها سكتت ورمقتني بنظرة حزينة واختارت الخروج من السوق بصمت. عند الصندوق سألت عن اسم ووظيفة الرجل، فقيل لي بأنه مسؤول الأمن ويكنى بــ«الملا أبو مصعب»!
في تايلند، وأنا أهمّ بدخول غرفة السونار، وكان ذلك قبل أسابيع قليلة، خرج رجل من غرفة الفحص، وما إن تفرست في وجهه حتى تعرفت عليه فورا، فملامحه «الشديدة اللطف» لا يمكن أن تنسى، فقد كان «الملا أبو مصعب» بلحمه وشحمه وكرشه ومدماكيه، ولكن من غير غترة ولا دشداشة، بل ملابس طبية تكشف أكثر مما تخفي!
في الداخل طلبت مني الممرضة التايلندية الجذابة ذات الملامح الصينية الاستلقاء على ظهري ورفع ملابسي للأعلى وتخفيض سروالي للأدنى. ثم قامت بوضع مادة الجل في أماكن محددة من البطن وأسفله وأخذت بتمرير أداة القراءة بقوة، ثم طلبت مني تغيير وضع الاستلقاء من النوم على الظهر الى الجانب الأيمن ثم الأيسر.. وهكذا.
عند قيام الممرضة بتنظيف البطن وازالة الجل عنه سألتها ان كان المراجع الذي سبقني يعرف الانكليزية، فنفت ذلك، فتساءلت عن الكيفية التي كانت تتفاهم بها معه، فقالت انه كان يتركها تديره بيديها البضتين ذات اليمين وذات الشمال، وانه لم يكن يحتج أو يعترض على الملامسة!
وهنا أصبت بحيرة من أمر هؤلاء البشر، ففي الكويت لا عمل لأبو مصعب هذا غير ملاحقة المتسوقات ونهرهن والطلب منهن التستر، وهنا يسلم كامل جسده لممرضة لتمرر ما شاءت من الأجهزة عليه وتقلبه بيديها «المحرمتين» ذات اليمين وذات الشمال من دون اعتراض أو شعور بالحياء من امرأة محرمة عليه، ويستكثر في الوقت نفسه أن تتسوق امرأة سافرة في الجمعية التي يعمل فيها مسؤولا عن «الأمن»!! وهذا مثال صارخ على التناقض الذي يعيشه الكثيرون من مدّعي التدين. وصدقت الزميلة اقبال الأحمد عندما ذكرت في مقال لها عن تصرفات بعض الملتحين الذين لا يعارضون الجلوس مع الغير من نساء سافرات خارج الكويت والتعامل معهن بكل أريحية، ولكن ما ان يعودوا لوطنهم حتى يتحولوا لشيء آخر.
***
ملاحظة: بعد كتابة مقالنا قبل أيام عن وهم المستشفى الأميركي في تايلند اتصل وزير الصحة البروفيسور هلال الساير بنا مشكورا ليؤكد أن الوزارة لا ترسل اي مرضى لهذا المستشفى، وانه مدرك تماما حقيقة مستواه. وهنا نكرر حذرنا من هذا المستشفى ومن غيره من المتاجرين بالطب.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

90 دينارا من الروضة و900 من الدولة

 

تناولت قبل فترة، سلسلة من المواضيع تحت عنوان :»المعلمون والمعلمات… المنقذون والمنقذات» كانت خلاصتها أنه إذا كانت رغبة الحكومة صادقة ومخلصة في أن ترسم مستقبلا مزدهرا للبلاد، قائما على الالتزام والانضباطية والاحترام والمواطنة الصالحة، فعليها أولا أن تفكر مليا في إصلاح قطاع التعليم، والبدء بالمعلمين والمعلمات وتحسين مستوياتهم المعيشية والمهنية بدرجة يتوجب أن يكون هذا الأمر أولوية على أعلى قائمة توجهات الدولة.

وليس من العدل أن نستثني معلمات رياض الأطفال، فهذه الفئة، تماما كما هي فئة المعلمين والمعلمات في المرحلة الابتدائية، تقع عليهم مسئولية كبيرة في تأسيس جيل المستقبل باعتبار أن مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية هي أصعب المراحل كما هو معروف.

وبالنظر إلى أوضاع معلمات رياض الأطفال، وخصوصا على مستوى الرواتب، فإنه ليس خافيا على الكثيرين أن متوسط أجر معلمة رياض الأطفال لا يتجاوز 100 دينار، حتى أن هناك الكثيرات منهن من عملن لسنوات طويلة تفوق العشر سنوات يتقاضين رواتب تتراوح بين 130 إلى 200 دينار في أحسن الأحوال… والسؤال هو :»هل من المعقول أن يكون قدر معلمة رياض الأطفال 200 دينار؟».

ولهذا، نتمنى من المسئولين في هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب في دورتها الجديدة التي ستبدأ في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2010 وتستمر حتى مارس/آذار من العام 2011، والتي أعلن عن أن تقاريرها ستشمل مراجعات ستطول المدارس الخاصة ورياض الأطفال، نتمنى أن تضع في اعتبارها ملف رواتب معلمات رياض الأطفال، وأقترح، مجرد اقتراح، أن يكون راتب معلمة رياض الأطفال 1000 دينار؟! أليس هو راتب مجزٍ؟

فلا بأس أن تدفع الروضة 90 دينارا مثلا كراتب للمعلمة، على أن تدفع الدولة – سواء من خلال تمكين أو من خلال وزارة التربية والتعليم أو وزارة التنمية الاجتماعية أو وزارة العمل (نظرا لعدم وضوح إلى أي جهة ترجع رياض الأطفال؟) – أقول أن تدفع الدولة 900 دينار، وسيتبقى مبلغ زهيد قدره عشرة دنانير، يمكن أن تدفعها هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب كمساعدة رمزية شهرية للمعلمات وبهذا تتمتع معلمات رياض الأطفال براتب 1000 دينار حلالا زلالا وهو أقل من حقهن!

قد يستشف البعض صيغة (تهكمية) من الموضوع، ولكن أليس قمة التهكم ألا يتجاوز راتب معلمة رياض الأطفال 200 دينار وهن اللواتي يحملن مسئولية تأسيس جيل المستقبل؟