سامي النصف

الطريق إلى القدس

نحتاج الى نهج جديد للتعامل مع التشريعات الانفعالية التي يحرج بها بعض النواب زملاءهم الآخرين لتصدر بعد ذلك تشريعات وقوانين يستحيل تطبيقها كحال قانون الضوابط الشرعية الذي ارجو من الزميل العزيز د.وائل الحساوي ان يرجع الى نصه ليكتشف انه غير مقتصر على المرشحات بل يشمل نصا الناخبات، ومن ثم نشاطره ما خطه في مقاله على «الراي» بأن هناك من بلغ به الغباء لحد اصدار تشريع يستحيل تطبيقه، وقاتل الله العجلة والتسرع.

نشرت مجلة «روز اليوسف» قبل فترة فتوى لوزير الاوقاف المصري يطالب فيها المسلمين بأن يزوروا المسجد الاقصى حتى لو اقتضى الامر ان يطلبوا الاذن من السلطات الاسرائيلية، حيث ان هجر الاماكن الاسلامية المقدسة فيه ضرر كبير على المسلمين، وقد سبق لليبيا المتشددة اسلاميا ووطنيا ان ارسلت حجاجها للقدس دون ان يحتج احد وخاصة اصحاب القضية.

ان القوانين الدولية والتوجه العام في المنطقة نحو مسار الاعتدال في مرحلة ما بعد خطاب الرئيس اوباما يتطلبان من السلطات الاسرائيلية الا ترفض طلب اي مسلم او مسيحي لزيارة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس حتى لا تتكرر اخطاؤنا كعرب عندما ضيقنا ومنعنا اليهود من زيارة حائطهم المقدس و«خطآن لا ينتجان صوابا واحدا».

نقول هذا ونحن نقرأ مقترحا لبعض النواب الافاضل قد يكون شابه بعض الاستعجال، يفرضون خلاله عقوبات مغلظة على أي عمليات اتصال مباشرة باسرائيل مما يعني بالتبعية حرمان المسلمين ـ ومن ضمنهم الفلسطينيون ـ من زيارة القدس التي تسيطر اسرائيل على شؤونها السياسية والادارية.

وإشكال ذلك المقترح الذي يربط بين زيارة المقدسات الاسلامية وهوية الجهة الادارية التي تشرف عليها هو انه يدعم بطريقة مباشرة وقوية مطالبات بعض الجهات المغرضة بشل وغل يد المملكة العربية السعودية في الاشراف على الحرمين الشريفين بحجة ان سياستها لا توافق هواهم.

آخر محطة:
بديهية.. دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على المقدسات الاسلامية يقتضيان تكثيف الزيارات لها، لا مقاطعتها، ولا حول ولا قوة الا بالله.

احمد الصراف

أسئلة الستين.. وإهانات الكبار *

س: أين يمكن لرجل مثلي في الستين ان يجد سيدة جميلة تهتم به وتسعد بوجوده؟
ج: في قسم الكتب الخيالية.
س: ما الذي بإمكان الرجل القيام به عندما تمر الزوجة بمرحلة «سن اليأس»؟
ج: الانشغال بأي شيء، ويفضل تعديل وتحضير سرداب البيت، فقد يحتاج للنوم فيه مستقبلا.
س: كيف يمكن زيادة ضربات قلب الرجل فوق الستين من العمر؟
ج: ان تخبره زوجته بأنها حامل.
س: كيف يمكن التغلب على التجاعيد التي تملأ الوجه، وبالذات حول العينين؟
ج: بعدم ارتداء النظارات الطبية، او ربما عدم استخدام حمالات الصدر، ليقوم قانون الجاذبية بعملية الشد التلقائية.
س: لماذا يفضل من تجاوزوا الستين استخدام خدمة ايقاف السيارات؟
ج: لأن الشباب الذين يقومون بإيقاف سيارات هؤلاء لا ينسون اين اوقفوها.
س: لماذا يشكو ابناء الستين من مشكلة الذاكرة القصيرة؟
ج: ليست لديهم مشكلة الحفظ، ولكن المشكلة تكمن في استعادة المعلومات.
س: مع تقدم العمر، هل يصبح النوم أكثر عمقا؟
ج: نعم، ولكن عادة في فترة الظهيرة.
س: ما الملاحظة التي عادة ما تصدر عن كبار السن فور دخولهم محل آثار قديمة؟
ج: يا الله، انني أتذكر هذه الاشياء.
وعندما يود السياسيون والادباء البلغاء اهانة خصومهم، فإنهم عادة ما يلجأون لأساليب تورية جميلة، فقد وصف تشرشل احد خصومه بالقول ان لديه جميع الفضائل التي يبغضها، ولا شيء لديه من الموبقات التي يعجب بها.
اما «كلارنس دارو» فقد قال انه لم يقتل احدا في حياته، ولكنه قرأ الكثير من كلمات الرثاء في الصحف بسعادة كبيرة.
أما الكاتب الاميركي مارك توين فكتب عن احد غرمائه بأنه لم يحضر جنازته، ولكنه ارسل لذويه رسالة يعلمهم فيها بعدم ممانعته إجراءها!
اما الكاتب المسرحي البريطاني أوسكار وايلد فقد وصف احد خصومه بأن لا اعداء لديه، ولكنه كان مصدر كره وبغض من قبل اصدقائه.
وأرسل برنارد شو الاديب الايرلندي الشهير الى السياسي الانكليزي تشرشل تذكرتين لحضور حفل افتتاح واحدة من اشهر مسرحياته، وكتب خلف احداها: «احضر صديقا معك.. ان كان لديك صديق»!
فأعاد تشرشل التذكرتين له وكتب خلف الاخرى: ليس بإمكاني حضور حفل الافتتاح، ولكني سأحضر الليلة التالية.. ان كانت هناك ليلة ثانية!
وعن أوسكار وايلد انه قال ان البعض يسبب السعادة اينما ذهب، والبعض يسبب السعادة عندما يذهب.
ووصفت الليدي استور تشرشل، الذي كان فظّاً معها، بأنه مخمور، فرد تشرشل قائلا: هذا صحيح يا سيدتي، وانت قبيحة. وغدا صباحا سأكون غير ذلك، اما انت فستبقين قبيحة. ويقال انها قالت له يوما انها لو كانت زوجته لوضعت له السم في قهوته. فرد عليها قائلا: يا سيدتي لو كنت زوجتي لتناولت تلك القهوة بسرور.
(*) عن الإنترنت، بتصرف.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

قال «فضيلته»… أكد «سماحته»!

 

المحرك الأول للناس في المجتمع البحريني هم «المشايخ»…في الأعم الأغلب!

بل لا نبالغ إذا قلنا إن عالم الدين أو فضيلة الشيخ أو سماحته، هو المحرك الأول للناس في كل المجتمعات الإسلامية، لكن مع شديد الأسف، قلة هم من العلماء والخطباء والمشايخ، من الطائفتين الكريمتين، من ينتهجون نهج القيادة الواعية والمدركة لمصلحة الأمة، فيما ينبري عدد منهم ليصبحوا هم الألمع والأجدر.

والحال كذلك، فإن الخطأ ليس خطأ هؤلاء (المشايخ)… بل هو خطأ من يسير خلفهم بلا عقل ولا إدراك، على رغم علم الكثيرين بأن ما يقوله صاحب الفضيلة أو السماحة أو فضيلة المفتي ليس سوى تحريض للناس على بعضهم البعض (مع الأسف الشديد).

لا يقتصر الأمر هنا على طائفة دون أخرى…

اليوم، وبصريح الكلام، يتصارع «البعض» من أولئك الذين يعتبرون أنفسهم من «أتباع» العلماء… مع بعضهم البعض! ويحمى الوطيس بين الفئتين والثلاث والأربع… كل يؤكد صحة الموقف الذي تبناه هو ونسبه إلى سماحة الشيخ (…) أو فضيلة الشيخ (…)! بل يحلف بالإيمان المغلظة أن الشيخ – حفظه الله – قال ذلك!

ومع كل الاحترام والتقدير للمشايخ والعلماء والخطباء، فإن وجود نموذج من هذا النوع بين ظهرانيهم، ويتبعه لفيف من الناس، فإن ثمة عملا حقيقيا يجب أن يطلق من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، مستندا إلى المتابعة الدورية التي تجريها وزارة العدل والشئون الإسلامية لمن يثير الناس (متجاوزا الحدود)، فيكفر ويشتم ويشعل العداوة والبغضاء، ثم لابد أن تكون هناك مبادرات متجددة لعلماء الدين في البلد للالتقاء ببعضهم البعض، فلا ندري لماذا كل هذه القطيعة؟ وبعدها، لابد من خطاب صريح وواقعي للاتباع، فما يفعله البعض منهم اليوم في المجتمع، ينبئ بالكثير من المخاطر مستقبلا؟