علي محمود خاجه

أولويات بو مساعد

أجب عن العبارات التالية بوضع كلمة «أولوية»… أو «ليست أولوية»… أو ما تراه مناسباً:

• ترسيخ حرية التعبير والتفكير في الكويت لإتاحة المجال للإبداع. «ليست أولوية».

• منع نانسي عجرم من دخول البلاد على الرغم من إمكان مشاهدتها على كل القنوات الفضائية والصحف الكويتية. «أولوية قصوى».

• الارتقاء بالمستوى الصحي للبلاد وتطوير المستشفيات والقطاع الصحي بشكل عام. «سيتطور بإذن الله».

• إزاحة الوزيرة معصومة المبارك والوكيل عيسى الخليفة من الصحة. «أولوية لأنهما متقاعسان».

• استمرار الوضع كما هو عليه بالصحة على الرغم من رحيل المبارك والخليفة. «سبق لنا الإجابة عن السؤال والهون أبرك ما يكون».

• إحالة المتورطين في الرياضة إلى النيابة. «ليست أولوية ما أقدر عليهم».

• منع العروض المسرحية في مسرح التحرير بكيفان. «أولوية قصوى مابي مسرحيات بمنطقتي».

• تحرير أكبر لأراضي الدولة ليتمكن الناس من العيش الطيب. «ليس أولوية، الشقق ما فيها شي».

• إزاحة وزير الإعلام محمد أبو الحسن لأن الأذان في التلفزيون لم يتضمن مشهداً للكعبة المشرفة. «أولوية، طبعا لأن الأذان من دون صورة الكعبة باطل».

• محاسبة وزير التجارة لأنه حل مشكلة الغلاء بسباغيتي فقط. «مو مهم لأنه سلفي».

• توفير الحرية في التعليم سواء المشترك أو المنفصل للطلبة والطالبات. «كلام مو مقبول لأنه يحقق المساواة».

• حضور جلسات المجلس بانتظام لمتابعة التشريعات. «على حسب إذا لي خلق أروح».

• كتابة المقالات الطويلة في إحدى الصحف اليومية. «طبعا أولوية، عشان الناس تعرف إن عندي راي».

• التصويت للمطالبة بالتعدي على أملاك الدولة من خلال إقرار الدواوين المخالفة. «أولوية طبعا».

• الدستور. «شنو هذا بعد؟».

• طالبان. «اجتهدوا فأخطؤوا».

• الفالي. «زنديق»

• ما الفرق بين طالبان والفالي. «يعني بالذمة ما تدرون؟».

خارج نطاق التغطية:

ناظم الغزالي، وزهور حسين، وسليمة مراد، وغيرهم من فنانين عراقيين رحلوا قبل الغزو، فلماذا يتم منع أعمالهم في وسائلنا الإعلامية؟

سامي النصف

بقعة الزيت وأرصدة بعض النواب

ما بين عامي 84 و87 اندلعت حرب الناقلات بين العراق وإيران وتم الحديث آنذاك عن بقعة زيت ضخمة تتحرك تحت مياه الخليج وأصبح العالم يتابع أخبارها يوما بيوم بعد ان قيل انها قد توقف عمل محطات تحلية المياه ومن ثم قد يموت أهل الخليج عطشا، صحونا ذات صباح فإذا ببقعة الزيت تلك قد اختفت دون حس أو خبر.

2/8/90 احتلال رابع أكبر جيش في العالم للكويت وانتشار مقولة ان تلك القضية قد لا تحل للأبد ومن ثم سنشهد إشكالا فلسطينياً آخر، او انها ستحتاج لسنوات طوال لحلها بعد ان تم ربطها بقضايا الشرق الاوسط الاخرى، صحونا ذات صباح، وخلال اشهر قليلة من الاحتلال، لنشهد تحرر وطن النهار بأسرع وقت وبأقل الخسائر.

26/2/91 مع تحرير الكويت رقب العالم أجمع اشتعال النيران في 700 حقل نفطي بشكل لا مثيل له في التاريخ وأفاد الخبراء بأن إطفاء بئر واحدة يستغرق اسابيع عدة ومن ثم فإن تلك الآبار المشتعلة لن تنطفئ قبل مرور عدة سنوات وبعد تلوث شديد للجو، صحونا ذات صباح من نفس العام فإذا بجميع الحرائق النفطية قد أُطفئت واذا بالهواء العليل يغطي بلدنا ويدخل بيوتنا.

20/3/2003 مع بدء الحرب على العراق انتشرت مقولات جادة تحذر من ان صدام سيستخدم هذه المرة اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها، حيث لم يعد لديه ما يخسره وان الكويت ستكون اولى الدول التي ستوجه اليها صواريخ الكيماوي المزدوج واسلحة الحرب الجرثومية، ولربما النووية، وبتنا نرقب الموت بين لحظة وأخرى، ثم صحونا ذات صباح فإذا بالطاغية قد سقط والشعب العراقي تحرر ولم تمض على الحرب الا ايام قليلة.

نقول هذا ونحن نسمع صرخات مشابهة تتحدث هذه الأيام عن كارثة اقتصادية غير مسبوقة في التاريخ وان حلها سيحتاج الى سنوات طوال تفوق ما احتاجت اليه اميركا لحل إشكال كارثة 1929، وقد يصحو العالم ذات صباح يوم قريب من عام 2009 ليكتشف ان تداعيات الأزمة الاقتصادية قد تقلصت لحدودها الدنيا وان الاقتصادين العالمي والمحلي قد استعادا عافيتهما بعد اشهر قليلة لا سنوات طويلة من الكارثة.

في جميع الأمثلة السابقة هناك 3 اسباب رئيسية لتضخيم المشاكل ثم حلها بأسرع الطرق وأقل الاضرار اولها ان العالم المتقدم يأخذ دائما بمبدأ «السيناريو الأسوأ» فمن الأفضل ان تتوقع حل مشكلة في سنوات ثم تحلها في اشهر بدلا من العكس، السبب الثاني هو ان الإعلامين العالمي والمحلي يركزان فقط على اقوال مروجي السيناريوهات الأسوأ والأكبر ولا ينقلان عادة الآراء المطمئنة القادمة من مختصين آخرين كونها لا تخلق «مانشيت»، السبب الثالث هو ان تقدم العلم وتطوره وقدرة الإنسان وفكره الخلاق تساهم في خلق حقائق جديدة وغير مسبوقة على الأرض تحل كبرى المشاكل والمعضلات بأقصر الطرق وأقل الخسائر، وتفاءلوا رغم كل شيء!

آخر محطة:
هل هناك صلة بين الاشكالات السياسية والاشكالات الاقتصادية في البلد؟! الجواب نعم قاطعة، فقد أصبح الهدف من دخول البرلمان لدى بعض النواب لا الخدمة العامة بل لزيادة الأصفار في الحساب الشخصي ولا يهم إن تأزم البلد أو احترق بعد ذلك.