أحيانا، ومن دون تفكير، تجد نفسك تقف بعيدا عن شخص ما ويدك على سلاحك، تفصل بينكما مساحة من الشك والريبة، والهواجس الغريبة، بل وقد تجد نفسك تتخذ قرارا أقسى فتقاطع «بصله وثومه وقثاءه». ليش؟ الله وحده يعلم ليش. هكذا قررت أنت وهكذا فعلت. ثم و«في فجأة»، كما تقول تلك السيدة، تكتشف بأنك مخطئ، وأن «بصله وثومه وقثاءه» من أجود ما في السوق، وأنه يرفع الوردة في وجهك أو في وجوه الجميع لتكون مضادة لأسلحتكم، فتعض حينها شفتك السفلى خجلا وتضع يدك على جبهتك ندما! هذا هو موجز حالنا مع النائب علي سالم الدقباسي وفي النشرة تفاصيل أخرى متفرقة.
النائب الدقباسي، شاب يشمخ واقفا عندما يتساقط الآخرون، ولا يمكن أن يجف ريقه مهما طالت الصحارى وشح الماء، وهو رجل يفتل شنبه ويهتم بهندامه وربطة عنقه عندما يجثو الآخرون على ركبهم أمام أصحاب القرار… تابعته فأبهرني أداؤه وأجهرني عطاؤه. متابعة قراءة زوّجوا الدقباسي
اليوم: 13 نوفمبر، 2008
دعوة للقهوة
أكتب من القاهرة حيث احضر مؤتمر مؤسسة الفكر العربي السابع الذي تجرى أنشطته تحت رعاية الرئيس محمد حسني مبارك وتستمر لاربعة ايام بدأت بافتتاح مقهى الشباب العربي ثم تتلوه حوارات مقهى التعليم، ويشارك في المؤتمر المئات من المفكرين والمثقفين والاعلاميين والمختصين من جميع الاقطار العربية.
وتشتهر العواصم العربية تاريخيا بوجود حراك فكري وثقافي وسياسي واعلامي جميل يتمركز في المقاهي التي يرتادها المبرزون في مجالات الحياة المختلفة فمن مقاهي الفيشاوي والريش وعرابي في القاهرة الى كوستا ودي باري في بيروت، وهافانا وبورسعيد والبرازيل في دمشق وبالحاج في تونس الذي خرج منه العلامة الكبير عبدالعزيز الثعالبي رافعا راية الاصلاح حتى وصل بها الى الكويت، وانتهاء بمقهى بدر في البصرة الذي قال عنه شاعر العراق الكبير بدر شاكر السياب «مقهى بدر موقد لا ينطفئ وشاي لا يبرد» ومازال ذلك المقهى التاريخي قائما حتى اليوم على ضفاف شط العرب، سهل لنا الله امر زيارته بعد ان زرنا اغلب المقاهي والمنتديات العربية الاخرى.
وتنقصنا في الكويت وبشدة مقاه لتصبح مكانا يلتقي فيه الاعلاميون والمفكرون والادباء والشعراء وحتى النواب والساسة ورجال الاعمال كي يتعارفوا ويتشاوروا وليسهل على الزائر للكويت الالتقاء بمبرزيها ومفكريها، ولا شك في ان المقاهي الحديثة التي انشئت في السنوات الاخيرة يمكن لها ان تكون المكان المناسب لمثل تلك التجمعات كحال كوستا مارينا او الكوت، او ستاربكس الصالحية او الاڤنيوز، او كاريبو الراية او الصالحية.
ويمكن ان تأتي المبادرة من الاعلاميين انفسهم فيتم اختيار المكان المناسب واعلانه ثم الالتزام به او بالمقابل ان تأتي المبادرة من بعض اصحاب تلك المقاهي كوسيلة لترويجها وتخليدها ولا يحتاج الامر منهم الا الى طلب حجز ركن في احد المقاهي لتفعيل تلك الملتقيات ولا شيء غير ذلك.
وزرت قبل مدة قصيرة بيت الراحلة هدى شعراوي في حدائق القبة بالقاهرة الذي اشتراه رجل الاعمال المعروف نجيب ساويرس وحوله الى ناد وملتقى جميل للنخب الاعلامية والثقافية والاقتصادية العربية وزوده بأطقم خدمة افريقية راقية وطباخين من الدرجة الممتازة وهو امر لا يمكن تصور مثله – حقيقة – في الكويت.
آخر محطة:
التقيت قبل يومين في الكويت بمنتدى قلم نسائي واعد لسيدات فضليات منقبات وكان مستوى طرحهن وفهمهن شديد الوعي والرقي مما يدل مرة اخرى على ان المهم ليس ما يلبس فوق الرأس بل ما في الرأس من افكار ورؤى.
سيد حسين… لماذا غضبت؟
حتى ساعة متأخرة من الليل، أجبرني النائب الكويتي السيد حسين القلاف على الجلوس أمام شاشة قناة «سكوب» كما أجبر غيري وهو يفاجئ المشاهدين، بل ويفاجئ المذيعين بداح وأحمد الفضلي في اللقاء الذي أجري معه قبل عدة أيام، مفجرا الكثير من الحقائق بشأن قضية سحب الجنسية من سكرتير وزير الداخلية ياسر براك الصبيح!
دهاليز وعجائب وتشعيبات في تلك القضية غاية في التعقيد! إذ تم اتهام الصبيح بأنه كان واحدا من المتعاونين مع القوات العراقية في فترة الغزو الغاشم على دولة الكويت في الثاني من أغسطس/ آب من العام 1990، بل كان أحد أركان قيادة الجيش الشعبي، على رغم أنه كان أسيرا في سجون تكريت والموصل ثم البصرة قبل التحرير وقبل العودة إلى دولة الكويت، وهذا ما شهد عليه عدد من الأسرى الكويتيين الذين كانوا معه في الأسر وعادوا أحياء إلى وطنهم.
لماذا غضب النائب في مجلس الأمة الكويتي السيد حسين علي السيد خليفة القلاف البحراني، في لحظة من اللحظات التي شارك فيها عبر الهاتف اثنان من المتصلين، أحدهما إعلامي والآخر محام؟ كان سبب الغضب هو كلمة «المزايدة» التي لمز إليه بها أحدهما باعتباره «أي السيد القلاف»أحد المزايدين، وهذا ما رفضه وهو يحمل قضية مواطن كويتي قدم خدمات جليلة إلى الكويت، وهذا ما أكده عبر مجموعة من الأوراق والوثائق الرسمية التي بدا واضحا أن النائب القلاف بذل جهدا كبيرا للحصول على تلك الوثائق التي صدرت على مدى ثلاث فترات من الحكم في دولة الكويت الشقيقة، وبتوقيع ثلاثة حكام، بالإضافة إلى وثائق أخرى صادرة عن أجهزة استخباراتية وأمنية تؤكد أن المذكور، الذي سحبت جنسيته، قدم أعمالا جليلة لبلاده الكويت.
مع الاعتذار لكل القراء الكرام، ولكل النواب الأفاضل ولكل الناشطين السياسيين، ولكل من هب ودب في الساحة السياسية البحرينية، أود القول إن حديث أهل الكويت، في قناة «سكوب»، تحول إلى قضية رأي عام في المجتمع الكويتي، لتكسر تلك القضية الحواجز القبلية والعائلية والطائفية، بل تمكن نائب واحد من أن يجعل المئات – إن لم يكن الآلاف من الشعب الكويتي الشقيق – يجلسون على أعصابهم لساعات محاولين التقاط خط الاتصال بالبرنامج، لا ليؤكدوا تبجيلهم للكويت وحسب، بل ليؤكدوا انحناءهم احتراما لمن خدم الكويت ولمن يستحق أن تكرمه الكويت، فوصلت آثار من العاصفة التي أثارها السيد حسين القلاف إلى البحرين، ولكن، لتشعل نارا من الحسرة والألم… بين نماذج لنواب يستميتون في الدفاع عن الوطن والمواطن بغض النظر عن انتمائه الطائفي ويفضحون الصفقات، وبين نواب منشغلون فقط في تأجيج الخلاف الطائفي، يلف لفهم متابعون ومطبلون وراقصون يتفرجون من طرف قصي لينالوا شيئا من الصفقات؟
بعد كل ذلك، يرتفع الشعار: «إلا البحرين»!
حرام ما تفعلونه بالبحرين يا سادة… ويا حكومة أيضا!