علي محمود خاجه

وإذا مسيحية

فهذا من وصم فرنسا بالحقد على الإسلام، وآخر أخذ يشتمها أكثر من شتمه لصدّام وزمرته، وكان الجميع من أصحاب اللحى يصف باريس وشيراك بأقبح وأسوأ الأوصاف، بل إن الأمر لم يقف على أصحاب اللحى فقط، فبعض المسلمين ممن استثارهم القرار الفرنسي العجيب حاولوا إيصال رسائلهم الرافضة كل على طريقته وأسلوبه، فالمطرب المميز حسين الجسمي قام بتصوير إحدى أغنياته «ياصغر الفرح» بأسلوب يبين رفضه القرار الفرنسي، وشعبان عبدالرحيم ركّب الكلمات على لحنه الوحيد مستنكرا القرار.

ويجب أن أستدرك بأن القرار الفرنسي برأيي ما هو إلا قرار أرعن، وفيه من تقييد لحرية الاعتقاد، ما يصل إلى مرحلة تغييب هذه الحرية، ومن المؤسف حقا أن يصدر قرار كهذا من جمهورية يفترض بأنها ارتقت على أشكال التعصب منذ مدة.

الطريف والمحزن في ردود الأفعال حول القرار الفرنسي هو أن بعض أصحاب اللحى ممن وصلوا إلى سدة التشريع البرلماني في الكويت، وهم ممن كانوا يستهجنون القرار الفرنسي الأحمق، جاؤوا اليوم ليمارسوا التصرفات المتعصبة نفسها وتحت قبة قاعة عبدالله السالم، ليصرح النائب الأشهر من «ستار أكاديمي» في موسمه الأول محمد هايف، بأن أفراد الشرطة النسائية في الكويت يتوجب عليهن أن يرتدين الحجاب كشرط لتأدية مهماتهن الوظيفية؟

وقبل هذا التصريح فاجأتنا اللجنة التشريعة والقانونية (أحد أعضائها محمد هايف) بوجوب ارتداء الوزيرة نورية والوزيرة الدكتورة موضي الحجاب؟ على الرغم من أنه لا يوجد أي نص قانوني يحدد بأن تكون الوزيرة أو العضوة أو الملتحقة بالسلك العسكري مسلمة! وهو ما يعني أن النائب محمد هايف والموقرين في اللجنة التشريعية، وهايف من ضمنهم، استهجنوا بكل تأكيد الممارسات الفرنسية قبل أعوام، وهم يمارسون الأسلوب المنتقد نفسه في عدم تقدير حرية الاعتقاد، فإن كنا نستهجن ما حدث في فرنسا قبل أعوام، فلابد أن نستهجن ما يمارسه هايف وغيره داخل المجلس وخارجه من تصرفات لا تحترم دينا ولا مجتمعا، ونحن في انتظار أغنية من شعبان عبدالرحيم حول قمع بعض أصحاب اللحى للمعتقدات.

خارج نطاق التغطية:

أندية التكتل أطلقت تصريحا باستعدادها عمل كل شيء من أجل إعادة النشاط الكروي الكويتي، واستنادا إلى هذا التصريح، فهي دعوة لها بألا تعمل شيئا سوى التوقيع على ورقة موافقتها على تطبيق القوانين الكويتية وإرسالها إلى الفيفا، فهل تجرؤ؟

سامي النصف

ماكين للخليج.. أوباما للثوريات العربية!

في قياس مصالحنا الأمنية والاقتصادية، المرشح ماكين هو الأصلح والأنفع للخليج وللعرب بالتبعية وقد حذر في لقائه مع جماهيره في فلوريدا من سياسة أوباما الهادفة للانسحاب من العراق وتركه لقدره ومن ثم تخذيل تركيا والكويت كما ذكر، ومن الواضح ان الحزب الجمهوري سيحافظ على النفط كمصدر للطاقة وبأسعار معقولة، أما أوباما فقد تعهد بدعم مصادر الطاقة البديلة حتى يتم الاستغناء عن نفط المنطقة وإفقارها وهو ما سيجعل الثوريات العربية تدعمه حتى… الانتحار!

يتهم العرب الإعلام الأميركي بأنه خاضع لسيطرة اليهود، والحقيقة ان تلك السيطرة على الإعلام الأميركي هي التي جعلته ليبراليا وديموقراطيا وعلمانيا وبعيدا في توجهه عن التعصب الديني أو تبني الأفكار الشوفينية المتطرفة، ومن ذلك أن هذا الإعلام قلبا وقالبا مع المرشح أوباما ومعاد لماكين ونائبته حتى ان صحف ولايتي أريزونا وألاسكا أعلنت تأييدها للديموقراطيين.

ذكرت جريدتا فورورد اليهودية الليبرالية والجويش برس اليهودية المحافظة ان 72% من اليهود يؤيدون أوباما و27% يؤيدون ماكين وان هناك من يسمون بـ «يهود أوباما» كحال «ديموقراطيي ريغان»، والحقيقة ان فوز أوباما سيفتح الباب مستقبلا للأقليات الأخرى كاليهود وذوي الجذوراللاتينية للترشح للرئاسة ومن ذلك فثلثا ذوي الأصول الإسبانية يؤيدون أوباما رغم أنهم يقفون تاريخيا ضد المرشحين السود.

جغرافيا وبشكل عام وليس مطلقا، الولايات الساحلية في أميركا مع أوباما والولايات الصحراوية والزراعية مع ماكين، وضمن الولاية الواحدة المدن مع أوباما والضواحي والمناطق النائية مع ماكين، السود تاريخيا كانوا مع الحزب الجمهوري بسبب تحرير مؤسسه ابراهام لينكولن لهم إلا أنهم تحولوا مع بداية القرن الماضي لدعم الحزب الديموقراطي، وقد بدأت هذا العام 31 ولاية تسمح بعمليات التصويت المبكر حيث يصطف الناخبون في طوابير تمتد لعشر ساعات من الانتظار قبل قيامهم بالتصويت ومتوقع ان يصل عدد الناخبين لأعداد غير مسبوقة في التاريخ الأميركي.

وتظهر السجلات ان الذي يفوز عادة بأصوات ولاية أوهايو يفوز بالرئاسة وأرقام المرشحين هناك متقاربة جدا كما يحوز المرشح الرئاسي العربي الأصل رالف نادر 1% من الأصوات ولو انسحب لتأكد فوز أوباما بالولاية وبالرئاسة إلا أن جيناته العربية ستجعله يتصرف على طريقة «عليّ وعلى أعدائي» ويعند ويبقى في الانتخابات لآخر رمق.

وهل هناك تاريخيا عمليات شراء ونقل للأصوات في أميركا كما يحدث في انتخابات العالم الثالث؟!، كتب هانس سيكوفسكي في صحيفة «الوول ستريت جورنال» قبل أيام ان المرشح الرئاسي جورج بوش فاز على منافسه ماديسون بعد ان رشا الناخبين بغالونات من الوسكي، كما صوت في أحد الأعوام 135% من الناخبين في نيويورك وتشير الأرقام هذه الأيام الى ان عدد الناخبين في ولايتين جنوبيتين يفوق عدد البالغين فيهما مما يعني تصويت الأموات والأطفال.

يرى المرشح جون كيري ان شريط ابن لادن المفاجئ الذي ظهر ابان انتخابات عام 2004 هو ما تسبب في سقوطه وإهداء الرئاسة لمدة ثانية للرئيس جورج بوش، وفي هذا رد على الدعوى الكاذبة القائلة بأن العرب غير مؤثرين قط في الانتخابات الأميركية، وفي هذا السياق شاب تقرير مراسل «كونا» من واشنطن بعض الأخطاء منها عدم صحة ما كتبه بأن الرئيس جورج بوش الابن لم يدخل الجامعة، حيث انه خريج جامعة «ييل» الشهيرة، كما ان الرئيسين فيلمور وتيدي روزفلت لم يبدلا حزبيهما بعد انتخابهما بل أكملا دورتيهما مع الحزب المعني وقاما بعد انتهائهما بالابتعاد أو إنشاء حزب خاص بهما كحال الحزب التقدمي للرئيس روزفلت.

آخر محطة:
مقالا اليوم والغد كتبا السبت الماضي أي قبل سفري وقد يحدث الجمهوريون مفاجآت اللحظة الأخيرة في هذين اليومين لكسب الانتخابات وهو أمر غير مستغرب عليهم.

احمد الصراف

لعنة الإنترنت

لأسباب معروفة يحاول البعض التمسك بأي قشة واهية تؤيد وجهة نظره ولو كانت تلك القشة كمّاً من الكلام الفارغ الذي لا ينسجم مع عقل او منطق. ومن المصادر التي يستقي منها الكثيرون آراء وافكار مقالاتهم وحججهم في النقاش مع الآخرين، موقع “الطاهرة” الذي تشرف عليه وكالة انباء ايرانية، الذي اصبح مع الوقت، وكم “الخرابيط” واللغو الذي يذكر فيه، والذي يمكن تمريره على البسطاء والسذج، مرجعا مهما للكثيرين، بسبب صبغته الدينية من جهة وما يقوم به من تصد بارع لشرح فتاوى الفقهاء ونشر صورهم وآرائهم الشرعية من جهة أخرى.
وقد ورد في هذا الموقع ان دراسة اجرتها جامعة هارفارد بينت ان على نساء اميركا الاقتداء بالمرأة المسلمة في لبسها وتصرفها وحشمتها لكي تتجنب طريق الفساد! وقد سبق ان تطرق احد الزملاء الى موضوع الدراسة وتبين له بعدها عدم صحة الخبر.
ما نود التطرق إليه هنا يتعلق بما يمثله الانترنت من خطورة على فكر وطريقة تفكير الكثيرين ممن لا وقت لديهم لتمحيص ما يطلعون عليه، او الحكم على مدى صحة ما يرد في هذه المواقع، خصوصا اذا كان المشرفون عليها من اتباع فكر ديني ما.
وقد ورد في الموقع نفسه ان دراسة اخرى اجرتها كلية الطب في جامعة هارفارد, ان مرض الجذام لا يصيب المسلم المحافظ على اداء صلواته في مواعيدها، حيث بينت الدراسة ان الماء الفاتر و”ليس البارد او الحار!” هو العلاج الوحيد لمرض الجذام! ونتمنى على القارئ عدم السخرية من هذا الادعاء الساذج, فالدراسة جدية وكلية الطب وقورة وجامعة هارفارد عظيمة ولكن الخبر “خرطي”.. وكاذب!
وورد في الموقع ذاته ان “علماء” من ولاية ميريلاند (وهنا لم يرد ذكر أي جامعة او معهد او حتى شارع بل ولاية باكملها), قاموا بالكشف على عدد من المسلمين المتدينين وغير المتدينين، وثبت لديهم بالفعل مدى ما يتمتع به المسلم المتدين من حياة اجتماعية سليمة. كما ثبت من الدراسة ان المسلم تزيد مناعته (من ماذا؟) عن سواه من البشر بنسبة 10% الى 15%، كما انه اقل اصابة بالازمات القلبية المفاجئة. وتظهر جدية الدراسة عند معرفة انها اجريت، حسب موقع الطاهرة، على 126 الف شخص، نعم 126000 شخص، وهذه كذبة لا يصدقها حتى ساذج!
ما نود التأكيد عليه هنا ان الانترنت، وعلى الرغم من دوره التثقيفي العظيم، فانه تحول، خصوصا باللغة العربية، الى اداة افساد وتخريب للعقول بفضل اموال الدول المؤدلجة دينيا. وبالتالي من المهم عدم تصديق كل ما يرد اليك عبر الانترنت فما فيه من طالح بازدياد.

أحمد الصراف