قبل أن أضع اللمسات الأخيرة على المقالة الداكنة، جاءني اتصال هاتفي كئيب من خارج البلاد ليسألني بغضب وعتب: «شو يا أبو سلمان، لماذا لم نقرأ رثاءك لمحمد طمليه رغم إعجابك بصعلكته كما تقول؟» فصُعقت وصرخت بصوت خفيض وأنا أحاول لملمة الحروف: «وهل مات صعلوك الأردن؟ أرجوك قل لي لا»، قال: «بلى للأسف، ألا تدري؟ مات الصعلوك منذ نحو عشرة أيام».
يا الله، هذا الساخر الجميل، الأعزب العليل، الضاحك النحيل، القوي الهزيل، محمد طمليه الذي أدخل «القومية والعروبية» المطبخ وتعامل معها كما تتعامل ست البيت مع الملوخية، والذي من خلال مقالاته تابعنا بورصة أسعار الخبز واللحم والبيض في المملكة الأردنية، والذي تزوّج دجاجة بعد قصة حب طويلة، والذي استنزف دموعنا ضحكا على العرب والعروبة، والذي مات آينشتاين قبل أن يشرح له نظرية «النسبية» ومات جده «طمليه الأكبر» قبل أن يشرح له لماذا يجب أن تُعاد الأحذية المقلوبة إلى وضعها الصحيح، والذي صوّر لنا منزل أسرته من الداخل بالتفصيل الهندسي الساخر، وحدثنا عن تلك السيدة الطيبة الساذج، أمه، ودبج المقالات والمقالات عن أفكارها البسيطة المضحكة، عن القطط السوداء عن الرياح عن الدين، وعن علاقة هذا بذاك بتلك بأميركا باليهود، و«وادحش هاظ في هظاك»، فضحكنا وأحببنا أمه. والذي كتب عن بنت الجيران عندما غازلها وهما يتلقيان ماء المطر في طناجر، والذي طلبوا منه التعليق بمقالة على القمة العربية فكتب عن «نهود تلك الصبية وكيف برزت وكأنها كَرَز»، والذي كتب، وكتب، وكتب فأضحكنا وأبكانا… ها هو يضع النقطة الأخيرة للجملة الأخيرة في المقالة الأخيرة وينام بهدوء ضاحك. يا الله. متابعة قراءة «طمليه»… شو أخبارك هسّع؟
اليوم: 23 أكتوبر، 2008
لقاءات وفريق الكوابيس!
ضمنا لقاء اعلامي مع تلفزيون قطر شارك فيه د.محمد صادق الحسيني من طهران الذي قال كلاما خطيرا تضمن ضرورة ان تقبل العراق بمعاهدات مع بعض دول الجوار مشابهة لاتفاقيتها مع الولايات المتحدة ان اقرت، وكان ردنا عليه ان القواعد الاميركية تغادر مع اللحظة الاولى للطلب منها ذلك، كما حدث مع الشقيقة السعودية، اما قواعد دول الجوار فستبقى كاحتلال دائم قد يتبعه ضم، كما شارك في اللقاء د.منذر سليمان الذي طالب واشنطن بأن يتم اخراج القوات الاميركية وان يقوم العرب الذين اتهمهم بالضعف الشديد (!) بحل جميع اشكالات العراق من امن واقتصاد وتأمين حدود واجراء انتخابات.. الخ.
وكان الرد عليه ان تلك الوصفة الحالمة قد جربت من قبل عندما طالب البعض اهل فلسطين بأن يغمضوا اعينهم عما يجري على ارضهم ويحلموا بجيش القدس الذي اوله في بغداد وآخره في فلسطين وقبله وعود عام 1948 وقد انتهت تلك الوعود بنكبات ونكسات وكوارث فادحة، وان على اهل العراق ان يتعظوا هذه المرة حتى لا تبقى نكبتهم 60 عاما اخرى دون حل انتظارا للفارس القادم على حصان ابيض، وان من واجبهم التعامل مع «الواقع» وان يقبلوا بالمعاهدة، حيث ان البديل هو الحروب والانشطار وتقاسم اراضيهم وثرواتهم من قبل بعض القوى الاقليمية الطامعة.
وكان الضيف الثالث هو الاستاذ صالح المطلك من بغداد الذي تعكس اقواله في العادة التوجه البعثي، وكانت آراؤه كذلك لا تختلف عن الآراء الثورية الغوغائية المعتادة التي ترفض كل الحلول دون توفير بديل، فقد رفض المطلك المعاهدة ورفض وجود قوات اميركية ودولية ورفض الحكومة القائمة ورفض نتائج الانتخابات العراقية الماضية وحتى القادمة ورفض قدوم قوات عربية، وكان ردنا عليه ان المتضرر الاكبر من خروج القوات الاميركية في هذا الوقت هو العراق والتيار الذي يدعي المطلك تمثيله اي التيار القومي.
واستضافتنا قناة «سكوب» في حوار مطول كان مقدماه اثنين من الشباب الواعد، وهما الزميلان احمد الفضلي وانور مال الله، ويمكن لي بعد هذه السنوات من اللقاءات والعمل الاعلامي ان اضع هذين الشابين في مرتبة متقدمة جدا من الاحتراف، فهناك التحضير الجيد للمواضيع المطروحة، وهناك المعرفة اللازمة بمتى يتم مقاطعة الضيف اضافة الى قصر الاسئلة وعمقها.
شاهدت اللقاء الثالث للمرشحين اوباما وماكين، وقرأت الملخصات، ووجدت انها لم توف الموضوع حقه، فقد اتى على سبيل المثال ذكر الكويت في تلك المناظرة عندما قال ماكين انه اختلف مع بايدن مرتين، الاولى عندما وافق ماكين على حرب تحرير الكويت وعارض بايدن، ولنا حسب قوله تصور ما سيكون عليه الوضع لو ظلت الكويت محتلة من صدام، كما اختلف مع بايدن حول الوضع في العراق الذي طالب بتقسيمه الى ثلاث دول، بينما اصر ماكين وحزبه على بقائه موحدا، واتى ذكر السعودية كذلك عندما قال اوباما في اللقاء: لماذا علينا ان نقترض 700 مليار من الصين لنشتري بها النفط من السعودية؟! واضاف ان خطته الاقتصادية تضمن التخلص من استيراد النفط من دول الشرق الاوسط.
وتابعت عدة لقاءات تلفزيونية مع محامي هشام طلعت مصطفى واسمه فريد الديب، وليس على النائب العام الا ان يستشهد بتلك اللقاءات لارسال مصطفى والسكري للمشنقة مباشرة، واضح ان رجل الاعمال قد اساء اختيار القاتل واساء كذلك اختيار المحامي المدافع عنه والذي رفض ان يشاركه احد آخر في الدفاع عن المتهم بعكس اوجي سيمبسون الذي شكل محاموه ما سمي بـ «دريم تيم»، ضمن المحكمة يتواجد ايضا المحاميان طلعت السادات ومرتضى منصور ممن يمكن ان يسموا مع القاضي الذي قبل ان يضم الدعاوى المدنية للقضية الجنائية – مما يعني بقاءها منظورة للعشرين عاما المقبلة – بـ «كوابيس تيم».
آخر محطة:
حسب ما اتى من مصادر مطلعة جدا فإن هشام طلعت مصطفى هو شخصية ضحلة وفارغة، وقد وصلت الى اعلى المستويات بضربة حظ فأصابها الغرور وقامت بعداء الكثير من الكبار، لذا ما ان سقطت بسبب الجريمة التي اعتقدت ان بامكانها القيام بها والخروج دون عقاب حتى تكالب عليها الاعداء الكبار وهم كثر وحرضوا عليها الاعلام ورجل الشارع.
واحيفاه.. ثانية!!
بيـّن تقرير صادر عن «الشفافية العالمية» وجود فساد كبير في جميع الدول العربية، التي حلت جميعها في ذيل قائمة الدول التي تتمتع بمؤشرات شفافية عالية.
لا تهمني، او ربما لا أعرف الكثير عن اوضاع الدول الاخرى، ولكني شعرت بحزن حقيقي عندما علمت أن الكويت حلت في المرتبة 65 من بين 180 دولة، وكانت السابعة على المستوى العربي، حيث سبقتنا قطر والبحرين والامارات وعمان وحتى الاردن وتونس!
كما اشار التقرير الصادر عن مؤسسة التمويل الدولية والبنك الدولي عن تراجع ترتيب الكويت الى المركز 52 بين 181 دولة في قائمة ممارسة نشاط الاعمال. ولكنها حصلت على المركز 134 في ما يتعلق بسهولة اجراءات بدء النشاط التجاري، متراجعة بحدة عن مركزها السابق، والمتخلف اصلا! كما شمل التراجع والموقع المتخلف كل الانشطة الاخرى!
السؤال هو: كيف لدولة غارقة حتى اذنيها في بحر العبادة والخشوع بكل مظاهره، من مساجد ولحى و«دشاديش» قصيرة وأغطية رأس بلا عقال ومعاهد تحفيظ وجمعيات بـ«الهبل» ومحاضرات تلذذ وتفسير احلام وقنوات بكاء ومغفرة وملايين تصرف على اعلانات التدين، ولها كل هذا العمق في العمل الخيري، الذي يسيطر المنتمون له من المتشددين على اكثر من نصف الوظائف الحكومية الحساسة، كيف يمكن ان تنزل الى هذا الدرك الاسفل اداريا وينتشر فيها فساد غريب لا يوجد ما يبرره، مع كل ما تبدو عليه قياداتنا الحكومية والادارية من امانة ونظافة يد وتدين وخشوع؟!
يقول احد المهندسين ان اي معاملة بناء يستغرق انجازها اكثر من ستة اشهر، وتصل الفترة الى سنة او اكثر احيانا، وتتغير خلال هذه الفترة الطويلة امور كثيرة، ولكن لا احد يود ان يفهم، او يغير الوضع، لأن فيه فائدة للجميع الا صاحب المعاملة، وهذا يسري على غالبية، ان لم يكن جميع الادارات الحكومية، ويقول انه اكتشف انه من الممكن تحديد مدى فساد اي ادارة تقريبا من عدد التواقيع التي تتطلبها اي معاملة، فكلما زادت زاد التأخير وزادت فرصة الحصول على رشوة هنا او هدية هناك، او حتى مكالمة هاتفية من صاحبها «يترجى» فيها من لا يساوي احيانا فلسا احمر ان يساعده في التوقيع عليها.
ويقول تاجر مواد غذائية ان عملية فحص مادة غذائية عادية، قبل السماح ببيعها، يستغرق احيانا ثلاثة اشهر، واسباب ذلك كثيرة، واهمها تخلف الاجراءات والمختبرات وقدم الاجهزة المستخدمة في فحص المواد الغذائية، ويؤكد التاجر ان هذا يزيد من تكلفة البيع بطبيعة الحال، علما بأن كل الذين تولوا مسؤولية البلدية، في السنوات العشر الاخيرة على الاقل، من وزراء ومديرين عامين او نوابهم تعهدوا المرة تلو الاخرى بفعل شيء لتعديل وضع مركز الفحص الخرب، ولكن لم يتحقق شيء، مع ان الكلفة الاجمالية تافهة والاجهزة متوافرة في الخارج والقرار سهل والاموال موجودة.. ولكن التسيب الاداري والفساد هما المسيطران! وعليه، لماذا ينتشر الفساد في الادارة الحكومية، واين تكمن المشكلة؟
هل في الحكومة، ام في الادارة العليا، ام في المتوسط أم في الطبقات الوظيفية الدنيا؟
هل هناك من يعتقد ان زيادة الرواتب ستقضي على الفساد والتسيب الاداري؟
ام ان اسقاط قروض موظفي الدولة للمؤسسات المالية هو الحل الناجع لجميع مشاكلنا؟!
لماذا ينخر سوس الفساد في الادارة الحكومية ولا نجد له وجوداً في المؤسسات الخاصة؟!
ما الفرق بين دفع رشوة للحصول على قرض مصرفي ودفع رشوة للحصول على رخصة فتح محل؟
لماذا أضطر شخصيا للتدخل احيانا، ومع رئيس مصلحة حكومية لتجنب دفع رشوة لحارس بوابة لتسهيل مرور شاحنة الشركة لداخل المخازن، ولم أضطر، حتى الآن، الى القيام بالشيء نفسه مع المؤسسات الخاصة، ومنذ التحرير حتى اليوم؟!
ماذا كان سيصبح عليه مركز الكويت في قائمة الشفافية لو كانت هناك ضرائب على الدخل؟ مع ما يعنيه ذلك من «اضطرار» للتلاعب في السجلات ورشوة الجُباة وتقديم اقرارات مزيفة وغير ذلك من صور الفساد.
القصة طويلة ومؤلمة ولا احد يود ان يضع يده على الجرح او يجيب عن سؤال طال طرحه: لماذا تغيرت نوايا الكويتي القديم، ولماذا انحدر مستوى الكثير من الكويتيين، ولا اقول المواطنين، الذين طالما اشتهروا بصدقهم ومصداقيتهم وامانتهم، الى هذا الدرك الاسفل من الفساد والحرمنة وسوء التصرف؟! هل كنا هكذا دائما، وسارعت الاحداث والازمات في كشف حقيقتنا؟ ام ان لاموال النفط دورا في ما اصابنا؟ ام ان التجنيس العشوائي هو الذي اثر في النسيج القديم وغيّر النفوس ودفع البعض للتكالب على الثروات فتبعهم الآخرون، بغية الحصول على شيء ما من كعكة الدولة بعد ان كانوا لسنوات قانعين بما لديهم حريصين على سمعتهم في «الفريج» وبين الاهل والاخوة؟ ام ان غياب المحاسبة الحكومية وتصدر السراق للمجالس وسياسة «الطبطبة» على ظهر المخطئ والجاني والاكتفاء بنقل المخطئ الى مكتب الوزير، ونقل العسكري الخرب الى ديوان الوكيل الى ان يأتي من يعيده بعد سنوات الى سلطته السابقة! قد يكمن السبب في بعضها او كلها، ولكن من الواضح ان نسبة من يعتقدون انها «خاربة خاربة» في ازدياد ان بلغ سيل الفساد الزبى؟
اعترف انني، وبعد كل هذه الاطالة، عاجز عن الاجابة عن كل الاسئلة اعلاه، على الرغم من انني املك بعضا منها، ولكن قانون المطبوعات يمنع التطرق لما اعرف، ولا اقول الا مرة اخرى.. واحيفاه!!
* * *
ملاحظة:
عقدت ندوة دينية متطرفة في مسجد يعود للدولة بمنطقة الشهداء، وألقى احد خطيبي الندوة، وهو محمد الثويني، الذي يعمل في مجال الدعوة والاعمال التجارية، كلمة هاجم فيا موقف الغرب من الاسلام، ومن انهم ضاعفوا نشاطهم في سبيل صد الناس عن الدخول في الاسلام!
الغريب ان الندوة اقيمت برعاية وزارة الاوقاف، التي رعى وكيلها لسنوات طويلة «مركز نشر الوسطية» وعمل في مختلف لجانه بأجر مجز، حتى جف الضرع! ولكن هولندا كذبت ادعاءات الندوة في اليوم نفسه بتعيينها لمهاجر مغربي مسلم عمدة لمدينة روتردام العظيمة!
أحمد الصراف
الفخ الجاهز!
هو أمر غريب للغاية… ذلك الذي يسقط على إثره كل صوت وطني شريف يدعو إلى إزالة المشاحنات «المفتعلة» بين الطائفتين الكريمتين في البلد، في فخ التسقيط والتخوين والإساءة الكريهة والكلام البذيء! وكأن هناك من يتفنن من أصحاب المؤامرات الخفية، في ملاحقة كل عالم دين، أو ناشط اجتماعي، أو كاتب صحافي أو أي مواطن عادي يؤمن بضرورة العمل الميداني بين أبناء البلد للتصدي للفتن الطائفية والمشاحنات والأفعال المضرة بالسلم الاجتماعي، وكأنهم أخذوا على أنفسهم عهدا ألا يظهروا إلا بالمظهر الذي ألبسهم إياه الشيطان!
هناك فخ جاهز… كل ما عليك فعله هو أن تنشط قليلا لتقود مبادرة كالتي يقودها الرئيس الفخري لجمعية الإمام مالك بن أنس (رض) الشيخ راشد المريخي هذه الأيام في مختلف مناطق البلاد، للالتقاء بالرموز الدينية للطائفة الجعفرية الكريمة، والاستعداد للقاء عدد من علماء الطائفة السنية الكريمة، لينبري البعض ممن اتخذ من المنتديات الإلكترونية الطائفية المتخفية وراء الأسماء المستعارة، للتشهير والتسقيط والتفنن في استخدام أسوأ وأحقر الألفاظ والشتائم والنبش في الماضي، والتحذير من هذه الشخصية أو تلك من باب أنها جزء من مؤامرة كبيرة على المجتمع، وكأن الذين يعيشون واقعا مثل هذه المبادرات لا عقل لهم.
لكن من حسن الطالع، أن تلك الأفخاخ معطوبة لا أثر لها… يكفي أن من ينصبها لا يظهر للعيان، فهو إما مختبئ كالفأر في جحره، وأقصد بجحره ذلك الحيز في منتدى إلكتروني هنا أو هناك تحت اسم مستعار، أو هو من أهل الظلام لا ينعق إلا في الظلام ويخاف النور.
نعود قليلا إلى الضربات الموجعة التي يتلقاها الجرذان في جحورهم… فأولئك نشطوا بشكل واضح في عدد من المنتديات الإلكترونية، وفي بعض الكتابات الصحافية على مستوى محدود جدا، وعلى مستوى خطب جمعة لا تعدو كونها «هرطقات» ليثيروا الشكوك والظنون وسوء النية في التحرك الوطني الخالص الذي جمع عددا من أبناء الطائفتين الكريمتين ضمن مبادرة الشيخ المريخي… تلك الضربة الموجعة هي زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لمجلس الشيخ راشد المريخي يوم الجمعة الماضي، لتصبح هذه الزيارة المباركة بمثابة رسالة من القيادة إلى كل أبناء الوطن المخلصين، مفادها أن مسعاكم مقدر ومعتبر من جانب قيادة البلاد الرشيدة، وهذا يعني أن ثمارها آتية.
ولا بأس من القول إن مثل هذه المبادرات لابد وأن تصطدم تارة هنا وتارة هناك بالحاقدين على الوطن، سواء ممن يحذرون من الصفوية والمد التابع لها في البحرين من جهة، أو أولئك الذين يحرقون ويدمرون بلا غاية سوى ارتداء اللثام وزعزعة الأمن خلاف ما تبتغيه الرموز الدينية والسياسية الوطنية… هاتان الفئتان هما الخطر الأكبر، ولماذا التحذير منهم والكل يعلمهم ويدرك أبعاد ما يقترفون من إساءة إلى الوطن والمواطنين؟!
على أي حال، سيفهم كل طرف جوهر الموضوع وفقا لهواه، وما الضير… فليفعل! إلا أنه من المبشر الشعور بالطمأنينة والارتياح في نفوس الكثير من المواطنين وكذلك المقيمين، من المقاصد السامية لمبادرة الشيخ المريخي، ويكفينا فخرا أن سمو رئيس الوزراء قدر له هذا المسعى الكريم…
وإن لم يكن ذلك شافيا، فلنذكر أصحاب الأفخاخ بعبارة قالها جلالة عاهل البلاد في افتتاح دور انعقاد المجلس الوطني: «رص الصفوف وتقديم المصلحة الوطنية»، وهذا ما لا يعجبهم يا سادة.