للهنود الحمر طريقتهم الجميلة والمميزة في إطلاق الأسماء على الناس، وبدلا من «بيرنارد» و«سكوت» و«وليام» و«إبراهيم» و«أحمد» و«مطلق» و«جاسم»، نجدهم يسمّون الأشخاص بصفاتهم، فقائدهم البطل الذي هزم الجيش الأميركي في أشهر معركة دارت بين الجنسين الأميركي والهندي «معركة فلوريدا» يسمونه «الثور الجالس»، وهو أشهر القادة الهنود وأشجعهم وأنبلهم، وسمّي «الثور» لضخامته وهو وصف حميد في ثقافتهم، أما «الجالس» فلأنه أثناء صباه وبدايات شبابه كان كثيرا ما يجلس فوق الجبال وحيدا يفكر في توحيد القبائل وزعامتها، وهو بالفعل استطاع ذلك، ووحد القبائل تحت لوائه وهزم الجيوش الأميركية في معارك عدة، لكن الأميركان استخدموا الحيلة واستعانوا ببعض الهنود الخونة، وتمكنوا من القبض عليه بعدما قاموا بتخديره، لتتفكك القبائل من بعده ولتبدأ السيطرة البيضاء تدريجيا، وليهرب البقية الناجية من الهنود إلى السلفادور وبوليفيا ونيكاراغوا حيث أبناء العمومة.
وبالإضافة إلى «الثور الجالس»، هناك أيضا «ذو الشفة الواحدة» و«صديق الخيل» و«فم التمساح» وغيرها من الأسماء التي تعتمد على الصفات. متابعة قراءة التائه دائما
اليوم: 16 أكتوبر، 2008
كيف عاملنا اليهود العرب؟!
يجب ان نقر كعرب أننا أسأنا التصرف مع شركائنا واخواننا في الاوطان، فقد عانى الاكراد والبربر والافارقة واصحاب الديانات والمذاهب الاخرى كثيرا من عمليات الاضطهاد والتمييز والقمع التي مارسناها ضدهم عبر قرون، خصوصا ابان حكم الدولة العثمانية، وقد يكون من المناسب جدا ان تتقدم كل دولة عربية على حدة بالاعتذار او ان تتبنى الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام اعلان اعتذار عربي عام لمن أسأنا اليه من اخواننا في الاوطان.
وأخشى في غياب مثل ذلك الاقرار والاعتذار ان ينشطر العالم العربي مستقبلا وينقسم الى عشرات الدويلات بدءا من اكراد العراق في شمال الوطن العربي وانتهاء بأفارقة السودان في جنوبه، مرورا بعشرات الاعراق والقوميات واصحاب الديانات والمذاهب ممن لم يعد ممكنا لعواصمنا العربية المدججة بالسلاح ان تفرض هيمنتها عليهم بالحديد والنار في عصر الحريات والتدخل العالمي لإنقاذ الاقليات.
وقد قرأت العديد من الكتب المختصة بأوضاع اليهود في دولنا العربية، والحقيقة التي لا زيف فيها، انه في الوقت الذي اساء فيه بعض المتطرفين الصهاينة في فلسطين لعربها، قام بعض العرب في كثير من اوطاننا خلال القرن الماضي بتحميل اليهود في تلك الاوطان ودون ذنب على الاطلاق مسؤولية ما يحدث وتمت عمليات قتل وابادة ونهب وتهجير لليهود العرب لا لأعمال قاموا بها او لخيانات ظهرت منهم بل لأسباب ثورية انفعالية لا يمكن تبريرها او السكوت عنها.
والغريب في تلك العمليات انها وجهت لليهود العرب الذين تمسكوا بالعيش في اوطانهم العربية ولم يهاجروا لفلسطين، اي اننا بدلا من شكرهم ودعمهم واحتضانهم قام ثوريونا والغاضبون منا بالعكس من ذلك تماما، واصطفوا مرة اخرى مع غلاة الصهاينة ممن كانوا يرغبون في تفعيل مثل تلك الهجرات لتعزيز وجودهم.
وفي هذا السياق يروي الوزير والسفير والمثقف المصري ثروت عكاشة في كتاب ذكرياته انه تسلم عام 1959 إبان الوحدة المصرية – السورية خطابا خاصا من المفكر الاسرائيلي المعروف الياهو ساسون قال فيه انه وكثيرا من المفكرين والساسة الاسرائيليين لا يمانعون فيما لو تحققت الوحدة العربية ان تكون اسرائيل ضمن تلك الوحدة على ان تكون لها وضعية خاصة وعلاقة مفتوحة مع كل العرب وقد فوتت الثورة العربية والانفعالية السائدة فرصة الحديث العاقل حول تلك المبادرة او اي خيار آخر ينهي الإشكال المزمن ويخلق حالة استفادة متبادلة بين الطرفين تجعل تقدمهم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي المعروف بمنزلة القاطرة التي تسحب المنطقة الى الأمام وتجعلهم بالمقابل يستفيدون من محيط شرقي مرحب بهم يعيد للاذهان دور اليهود الفاعل في نهضة الاندلس وعملهم آنذاك مع محيطهم الاسلامي المعتدل والمتسامح.
آخر محطة:
يقع خلف فندق الشيراتون في بحمدون مباشرة شارع يضم منازل ومعابد اليهود اللبنانيين المهجورة ويحسب للبنان ولسكان الجبل حفاظهم على تلك المنازل والمعابد دون مصادرة كما حدث في بعض الدول الاخرى.
مساوئ القراءة و”فيري شب”
مثل كل الجهات الأخرى في العالم، قامت الحركات والشخصيات الإسلامية بالدخول إلى عالم «الإنترنت»، كما دخلت من قبل عالم القنوات الفضائية التي كانت لسنوات طويلة محل بغضها وكراهيتها. كما أصبح للكثيرين من رجال الدين عناوين ومواقع الكترونية يتسلمون من خلالها رسائل مريديهم والمعجبين بهم أو بآرائهم، ويقومون بالرد عليها. كما تحتوي مواقع هؤلاء على سرد لسيرهم الذاتية وخطبهم وقائمة بـ«مؤلفاتهم» وابداعاتهم. ومن هؤلاء الشيخ محمد عبدالعزيز المسند، الدكتور في فقه تفسير ابن تيمية لسور قرآنية محددة والذي سبق له أن قام بالتدريس في جامعة محمد بن سعود في الرياض، وله مريدون كثر في السعودية بالذات.
وبمراجعة الموقع الالكتروني للدكتور المسند نجد ان له أكثر من 14 كتاباً، ومنها كتاب «علمتني الحياة» الذي يحتوي على جمل وعبارات غاية في الحكمة والجمال، تم تداول البعض منها عبر شبكة الإنترنت، ومنها النصيحتان العظيمتان التاليتان:
أولا: الشراكة في كل شيء غالباً ما تؤدي إلى النزاع والاختلاف والتفرق، وربما إلى البغي (!!) فتجنب الشركة ما استطعت، وان اضطررت فليكن بقدرالحاجة حتى تتمكن من الاستقلال بنفسك في النهاية (!!) ونترك التعليق والرد على هذه النصيحة الغالية لملايين المستثمرين ورجال الأعمال من أصحاب الشركات والمؤسسات المشتركة الملكية الناجحة.
اما النصيحة العظيمة الثانية فقد تعلقت بأكثر وسائل التثقيف ونشر المعرفة شيوعاً عبر التاريخ البشري، حيث يقول في الكتاب: «العلم لا يؤخذ عن طريق الكتب (!!) وقد ضل من كان شيخه كتابه، وهل بلاء الأمة اليوم وقبل اليوم وبعد اليوم، إلا من قوم تفقهوا على الكتب فضلّوا وأضلوا وأتوا العجب(؟!).
لا شك أن بيننا «رهطا عظيما»، ومن مختلف شرائح ومذاهب هذا المجتمع، يعجب بهذا القول ويتفق مع الشيخ «الدكتور» في قوله هذا! فكل الشرور التي اصابت الأمم جميعا، وبالأخص الإسلامية، كان مصدرها دائما وأبدا الكتاب وقارئ الكتاب والمثقف والأكاديمي والمهني العالي التعليم! اما الجهلة والرعاع والامعات فلم يشكلوا يوما خطرا على أي نظام أو جهة أو تنظيم ديني أو فكر سلفي، مهما كانت درجة تخلفه، أو خطورته.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا طرحا، لدرجة التمرغ بالتراب، يتعلق بالكيفية التي تعلم بها الشيخ المسند، وما هو مصدر «علومه».. إن لم تكن عن كتاب؟ وما هي الوسائل «السحرية» التي استعان بها في تعليم طلبته على مدى سنوات ست؟
كلام شيخنا هذا يبين أن رجال ديننا، وفي أي بقعة كانوا، لن يتنازلوا قط عن دورهم في تحديد بدء الشهر، سواء كانت تلك الجهة مرصداً عالمياً أو حسابات فلكية دقيقة!! فهم على يقين بان نهايتهم ستبدأ يوم يتوقف الناس عن الاهتداء برأيهم والاستئناس بوجهة نظرهم، وبالتالي فالفرقة بين طوائف الإسلام ستستمر ما دام هناك من يغذي الخلافات بينها ويؤججها!
المهم أننا في ذروة انشغالنا، وإلى حد ما اختلافنا على تحديد الأسلوب الأكثر صلاحاً ودقة في تحديد بدايات الأشهر العربية المختلف عليها منذ الأزل، أعلنت شركة «فيري شب» الأميركية، نجاح علمائها، عن طريق القراءة المستمرة، ولا شيء غير ذلك، في إنتاج جهاز بحجم حبة الأرز يمكن زرعه تحت جلد الإنسان، بعد معالجته كمبيوتريا، بحيث يستطيع حامله عن طريق خاصية معينة دفع فواتيره وقوائم مشترياته من أي مصدر أو جهة من دون الحاجة إلى حمل أمواله نقدية أو بطاقات ائتمان، كما تمكن تلك الحبة من التعريف بشخصه عند السفر والتنقل أو في السماح لحاملي تلك الاجهزة فقط بدخول أماكن خاصة، كما يمكن عن طريق تلك الحبة، عبر الأقمار الصناعية، تحديد موقعه في أي مكان، في حال خطفه مثلا، هذا بالاضافة إلى مئات الاستعمالات الأخرى.
كل ما نحتاجه هو أن نعيش طويلا لنرى عجبا، منا ومنهم، وعليكم حساب الفرق بين الأعجوبتين!
أحمد الصراف
من أجل طفل رضيع… شكرا لرجال مكافحة المخدرات
خلال شهر رمضان المبارك، قدِّر لي أن أصاب بالذهول الشديد وأنا أستمع الى قصة مأساوية حقّا… تفوق مئات القصص التي نسمعها ونقرأ عنها بين الحين والحين من جرائم مدمني المخدرات… لربما هي قصة يتلذذ بها تجار هذه الآفة السامة ومروجوها والذين حققوا الثراء الفاحش الحرام من ورائها… لكنها قطعا، تصيب بألم موجع في القلب.
يقول محدثي، وهو داعية من الدعاة الخليجيين الأفاضل، إن أحد المدمنين، حطم حياته الأسرية تحطيما بسبب إدمانه بل وصل به الأمر الى الاستيلاء على النقود المذخرة لإطعام طفله الرضيع، وفي ذات يوم، عاد الى البيت وشيطان المخدرات يشتعل في رأسه… هاج وماج طالبا النقود، فرفضت زوجته التضحية بما تبقى من نقود قليلة للطفل… فما كان منه إلا أن هددها بقتله!
لم تكن تلك الزوجة تصدق أن الأب، سيقتل طفله الرضيع فقالت له: «اقتله إن أردت، لكن لن تحصل على ما تريد» وبالفعل، أخذ الطفل الرضيع وركض به كالمجنون الى سيارته، وسط ذهول الأم وحالة الذعر التي لا توصف، لكنها كانت تعتقد أنها محاولة للضغط عليها، لكن المجرم نفذ جريمته، فمن أعلى أحد الجسور المعلقة «الكباري» أوقف سيارته وحمل طفله الرضيع ورماه الى نهر الشارع المكتظ بالسيارات المسرعة ليتناثر ذلك الجسد الصغير الطاهر البريء الى أشلاء.
كل ذلك، وشيطان المخدرات ينتشي فرحا مسرورا، لعنه الله!
من أجل ذلك الطفل الرضيع، ومن أجل كل طفل وكل أم وكل أسرة، يستحق رجال الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية بوزارة الداخلية، وخصوصا عناصر مكافحة المخدرات الأشراف النبلاء، كل الشكر والتقدير والثناء على جهودهم الوطنية والإنسانية التي تكللت بالنجاح بتمكنهم من إحباط محاولة لتهريب 142 كيلوغراما من المخدرات الى بلادنا عن طريق البحر مساء السبت الماضي، ونقول لهم إن هذا الإنجاز شرف لنا كمواطنين يحق لنا أن نفخر به بدرجة أكبر بكثير من شدة الصفعة التي تلقاها مهربون كانوا يحلمون بجني ربع مليون دينار من عرق وشقاء واستقرار ولقمة عيش أسر كثيرة يستهدفون شبابها وشاباتها ورجالها ونسائها وحتى أطفالها.
نقول لوزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، ولكل فرد في قسم مكافحة المخدرات: «إن أطلقتم النار بعد تحذير المهربين فلا لوم عليكم… وإن شددتم القبضة على كل الرؤوس الصغيرة والكبيرة ممن يتاجرون بالسموم لتدميرنا جميعا فلكم الشكر، لأن هؤلاء المجرمين الذين يتفننون في استخدام الوسائل التقنية ويطورون من تحركاتهم وسبل اتصالاتهم وخطط ترويج تجارتهم، لابد أن يدركوا أن هناك العيون الساهرة لهم بالمرصاد… وهناك شباب البلد الذين يتسلحون بالمعرفة والعلوم الحديثة في الترصد والمتابعة، وبعد… ليعلموا أن القانون يطبق على الجميع، أيا يكن الرأس/ الرؤوس». الشكر موصول أيضا، الى كل مواطن يقوم بدوره في مكافحة تلك الشرذمة، ويبلغ عنهم من باب شعوره بالمسئولية الدينية والوطنية، فكم من بيوت تدمرت وكم من شباب في عمر الزهور سقطوا ضحايا لنشوة تجار المخدرات ومروجيها… فجعت بهم أمهاتهم وزوجاتهم وأطفالهم وأَحبَّتُهم فيما يشرب أولئك الشياطين، نخب الانتصار وهم يحولون الملايين الى المصارف، ويخططون إلى الغد، حيث المزيد من تجارة الموت، لكن شاء الله أن يوفق رجالا لأن يكونوا لهم بالمرصاد، برّا وبحرا وجوّا…
لنتذكر جسم طفل رضيع تناثر أشلاء… ولنكن في مستوى المسئولية للتصدي لعصابة تجار السموم