محمد الوشيحي

ديوانية المحاسبة

هرمونات الأنوثة في ديوان المحاسبة أكثر من هرمونات الذكورة بكثير، ولهذا أعتقد بأنه يجب تغيير مسماه إلى «ديوانية المحاسبة» من دون المرور بفترة علاج نفسي. وتصريح وكيل الديوانية عبد العزيز الرومي عن أهمية المصفاة الرابعة وضرورة إنجازها لأهميتها الإستراتيجية والبيئية، يؤكد بأن الديوان تحول جنسيا وانتهى، لكنه يخفي شعره المسبسب تحت «كاب» خوفا من لجنة الظواهر.
وكيل الديوان السيد الرومي أفادنا أفاده الله عندما تحدث عن أهمية المصفاة الرابعة، ولم نكن أنا وعيالي بو عنتر وبو عزوز قبل تصريحه المهم ندرك ذلك، شكرا على المعلومة المفيدة سعادة الوكيل… ومن باب مقابلة الإحسان بإحسان (وأنا هنا لا أقصد موظف الديوان البطل إحسان إبراهيم، وإنما أقصد الإحسان أي المعروف) كما قال الفارس راكان بن حثلين في قصيدته الخالدة: «الاحسان يا ابن عبيد يجزى بالاحسان، والشر تنطحه الوجيه الشريرة»، لذلك سأقابل إحسان الوكيل ومعلومته المفيدة بمعلومة مفيدة مثلها، خذ هذه عندك سعادة الوكيل: مشروع جسر بوبيان مهم استراتيجيا وبيئيا، تصدق؟ شوف الصدفة يا رجل، كلاهما مهم استراتيجيا وبيئيا، المصفاة والجسر، تشابه أسماء، سبحان الله! تريد معلومة أخرى؟ تستاهل، خذ هذه: مشروع تطوير مصافي النفط الثلاث مهم أيضا استراتيجيا وبيئيا، شوف الصدف الله يحفظك، وشوف أوجه الشبه في بطولة العالم للتشابه. تكفيك هذه أم تريد معلومة ثالثة؟ حاضرين طال عمرك، أشّر بأصبعك وسنرص المشاريع المهمة استراتيجيا وبيئيا أمامك رصا جما. عندي لك أكثر من خمسة وعشرين مشروعا مهما استراتيجيا وبيئيا، لكنني لست المسؤول عن مراقبتها ماليا، ولو أنني لا قدر الله توليت مسؤولية مراقبتها فلن أطلق أحكامي قبل التدقيق، والأهم أنني لن أتحدث عن أهميتها أو عن أي شيء آخر بخلاف التزام الشركات المنفذة بشروط العقد.
نحن في الزمن الرمادي، و«لون ذا الليلة رمادي»، بعد إذنك يا عبد الله الرويشد، «لونها ما كان عادي»، ويبدو أن الديوانية تجاوزت حدودها ونخشى عليها من فرقة إزالة الدواوين. سترك يا رب. فبعدما كنا ننام ملء أعيننا وأبوابنا مفتوحة لوجود الديوان، أصبحنا نتفقد طلقات مسدساتنا لو مررنا بجانب الديوانية.
من الجهة الأخرى، لم يكن تصريح الوكيل هو الإبداع الوحيد في المسألة، وإنما هناك إبداعات لا حصر لها ولا خصر، فقد مُنحَ محامو موظف الديوان البطل إحسان إبراهيم الفرصة الكاملة للدفاع عن موكلهم… ثلاث دقائق كاملة متكاملة، كل ثانية فيها تقول الزين عندي! أقسم برب البيت العتيق هذا ما بلغني يا ناس، ثلاث دقائق بالتمام والرفاه والبنين لمحامي الدفاع عن الموظف الذي اشتكى على رئيسه وأحيل للمحاكمة التأديبية، في إجراء هو الأول من نوعه يتم في هذه المؤسسة.
على أي حال، نتمنى عليك سعادة الوكيل الرومي، بما أنك تحدثت في أمور خارجة عن اختصاصك، أن تفيدنا برأيك حول الرياضة الكويتية وكيفية انتشالها من قاع الفشل، وبالمرّة حبذا لو أدليت لنا برأيك حول المسرح الكويتي والسبيل إلى استعادة أمجاده… اعتبرها ديوانية حفظك الله وسولف، وسنربط نحن الأحزمة ونغني: «لون ذا الليلة رمادي، لا حشا ماهوب عادي، والصراحة والوكادي، رحنا فيها يا شباب».

 

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *