النائب الدكتور علي الهاجري حاول في مجلس 2003 أن يقدم نفسه لسمو رئيس الوزراء كي يتم توزيره ولم ينجح أحد، ثم فشل بعد ذلك في بلوغ المجلس الذي يليه أو فشل المجلس في بلوغه كما يظن هو، ثم عاد الآن نائبا في البرلمان وممثلا للأمة ولا راد لقضاء الله. هذه هي مسيرة وسيرة النائب علي الهاجري السياسية، ولا شيء غير ذلك. لكنه من فترة إلى أخرى يخرج إلى الشارع العام ملوحا بتهديد لأحد الوزراء، فيثير الغبار في البيداء والضجيج في الأجواء، فلا يلتفت أحد إلى تصريحاته، فيرفع عقيرته أكثر فيتجاهله الناس أكثر، والسبب؟ لأن تهديداته تشبه، الخالق الناطق، فقاعات الصابون المغشوش، تخرج من بقه إلى باب الخواء وتتلاشى خلال أربع ثوان، وقيل بل خمس ثوان، والله أعلم.
أول من أمس، وما بين لحظات النقاء والشقاء، خرج الهاجري إلى الشارع الرئيسي وهدد باستجواب وزير التجارة أحمد باقر، فتساقطنا على ظهورنا لشدة الضحك، واستنجدنا بمصانع المناديل المعطرة، فالهدف من التهديد معروف، وبمجرد توقيع باقر على «وريقة صغيرة حقيرة» ستنتهي زوبعة الهاجري ونصلي عليها صلاة الميت، لكن باقر غفر الله له، وكما يبدو، يريد كشف الحقائق، وتنظيف الزجاج الأمامي للناس كي يروا بوضوح ويعرفوا حقيقة الهاجري وتهديداته، ولذا صمت ولم يعلق، فأسقط في يد الهاجري و«نشبت اللقمة في حلقه» وصرخ يطلب إسعافه بالماء المقطر.
أحمد باقر برأيي هو أكثر من يستحق الإعدام السياسي شنقا بالرصاص مع الشغل والنفاذ، وهو من ينتفض انتفاضة الذبيح لو طالب أحدنا بزيادة رواتب الأرامل والمطلقات، وهو من يصمت صمت القبور والكهف المهجور لو بعثرت الحكومة ملياراتنا في الاتجاهات السبعة، ولتذهب أموال الدولة أين شاءت الذهاب، ولتجالس من تجالس، ولتصاحب من تصاحب، بشرط ألا يدخل منها شيء ولو بالخطأ في جيب المواطن المحتاج، لا قدر الله! لكن باقر – مع ذلك، وللأمانة- يمتلك أسلحة سياسية ثقيلة، ويعرف مداخل ومخارج منصة الاستجواب، والأبواب الرئيسية والخلفية فيها، ولا يستطيع منازلته ومجابهته سوى من يمتلك أسلحة أثقل، والهاجري لا يمتلك حتى نبّاطة سياسية، دع عنك سكين البصل الإيراني، وباقر يدرك ذلك جيدا ويعرف بأن متطلبات منصة الاستجواب أكبر من إمكانيات الهاجري بكثير، فتركه باقر في العراء الطلق يصرخ إلى أن يبح صوته ويعود إلى فراشه.
ولو استشارني الدكتور الهاجري لنصحته بأن يركب أول طائرة مغادرة قبل أن تسحبه الظروف إلى المنصة لمواجهة باقر فيضطر حينها إلى الغياب بعذر طبي.