كان برتبة نقيب عندما توفيت أمه الثرية فورث منها نحو سبعة ملايين دينار بالتمام والرفاه والبنين، على ذمة الزملاء، بخلاف الشركة ومشاريعها القائمة. لكنه على المستوى الشخصي لا يطاق. قال عنه أحد الزملاء مرة: «كلما شاهدت هذا المخلوق تصيبني كحة بالبلغم، كيف تحتمله زوجته؟»، شخصية نتنة من فصيلة خنازير السيرك الروسي. لو خيروك بين معاشرته ومعاشرة الجوع والعطش لاحتضنت الجوع والعطش وقبلت رأسيهما. ضعيف نفس. بطل العالم في الأنانية. للدناءة في عروقه مجرى، وللجشع في قلبه مزارع وغيطان. يفقد الذاكرة لو سمع عن إشاعة زيادة الراتب. يعرف بالتفصيل الممل المعل كم فلسا نقص من راتبه وكم فلسا أضيف إليه. كثيرا ما يدخل مكاتبنا ويسأل بجشع فاقع: هل اكتشفتم مثلي اختفاء ثلاثة دنانير من رواتبكم؟ فنجيبه: «لا، كلنا رواتبنا صاغ سليم، باستثناء راتبك أنت. لا تسكت عن حقك»، فيبدأ مشوار البحث والتحري عن الدنانير الثلاثة. متابعة قراءة «الدولة العشّة»
اليوم: 7 أغسطس، 2008
حكاية مطلق السور مع الحور
هل أصبحنا في الكويت كالقطة التي تأكل ابناءها حتى تصبح ذات يوم فلا تجد ما تأكله؟! 95% من مواردنا المالية تأتي عن طريق بيع النفط للخارج والعيش من تدفقاته النقدية، لذا كان مستغربا ان نمر مرور الكرام على تصريح وزير الطاقة بأن زيادة القدرة الكهربائية ستعني استهلاك 900 الف برميل نفط يوميا (50% من الانتاج) لتوليد طاقة كهربائية تكلف الوحدة منها 37 فلسا وتباع محليا بفلسين لمن يود ان يدفع حيث ان القضية اختيارية بالمطلق.
لقد جف حبر قلمنا ونحن نشير لحقيقة ان الترشيد لن يؤتي ثمره ما دام الانسان لا يدفع مقدار استهلاكه من الكهرباء والماء بسبب العدادات القديمة ومن ثم «تقدير» كم الاستهلاك، لقد اصبحنا بسبب التسيب الاكثر استهلاكا في العالم للماء والكهرباء رغم أننا لا نملك الانهار (عدا أنهار غسيل السيارات صباحا) ولا تتساقط علينا الامطار، كما ان كهرباءنا تنتج من شريان حياتنا الوحيد، ونعني النفط.
سعدنا بلقاء عضو المجلس البلدي م.هشام البغلي مع مسؤولي المرور لوضع حل لاختناقات الدائري الرابع، وسنكرر الحل الذي طرحناه في اكثر من مقال والذي سيقضي على 70% من تلك الاختناقات دون دفع فلس واحد، وهذه نقطة الضعف الوحيدة في المقترح، الحل يتلخص في اعادة الدائري الثالث لوضعه السابق عند بدء انشائه، أي ازالة الاشارات المرورية منه حتى يكون الطريق الموازي والبديل للدائري الرابع، فيتحمل 50% من الحركة المتجهة من الشويخ الصناعية وما خلفها لحولي والنقرة والشعب البحري والسالمية، ثم يجب زيادة السرعة على الطريقين الثالث والرابع الى 100كم/ساعة (80 كم فوق الجسور فقط) وهو أمر كفيل بتخفيف الزحام بمقدار 20% طبقا للعلاقة المعروفة بين السرعة والمسافة والزمن، فاذا ما جمعنا الاثنين وصلنا للرقم المذكور اول الفقرة ودون كلفة مالية.
تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز تفيدها وتفيدنا كونها تتسبب برفع اسعار البترول المتنازلة هذه الايام، اما من الناحية الواقعية فلا يمكن لايران ان تغلق المضيق الا سويعات قليلة بالصواريخ او القوارب السريعة قبل ان يتم تدميرها، فاتساع المضيق الذي يقارب 50 كم يمنع اغلاقه عبر اغراق البواخر المحملة بالاسمنت فيه كما كان يحدث مع قناة السويس التي لا يزيد عرضها على 190 مترا.
جاء في مذكرات الكولونيل ديكسون التي تنشرها الزميلة «الشاهد» في عدد امس ان الشيخ مطلق السور كان الساعد الايمن للشيخ فيصل الدويش عام 1920 وكان الاكثر تعصبا في قومه، يقول ديكسون ان الشيخ مطلق السور اخبره انه ترك الاخوان ولجأ للعراق والكويت بعد ان لاحظ ان قائدهم ومفتيهم كانا يعدان الشباب المتحمس بحور العين ومساكن من فضة وذهب ثم يجلسان ابان المعارك في الخلف مع النساء بينما يتساقط الشباب المتحمس قتلى بالمئات.
يقول الشيخ مطلق انه سألهما لماذا لا يبديان حماسا للقاء حور العين اللاتي يكثران الحديث عنهن ومن ثم يتصدران المعارك؟! فغضبا عليه وحذراه من قطع رأسه ان عاد لتكرار مثل تلك السيرة، حقيقة لماذا لا يسأل الشباب المغرر بهم هذه الايام محرضيهم نفس سؤال الشيخ مطلق السور لمحرضيه قبل 90 عاما؟!
آخر محطة:
العزاء الحار لآل القناعات الكرام بفقيدهم المرحوم سامي البدر، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
أنقذونا من الغلاء!
لن يموت مواطن بحريني من الجوع، فالبلاد وقيادتها وأهلها بخير، لكن موجة الغلاء الطاحنة التي تسحقنا سحقا باعتبارنا مواطنين – ومقيمين أيضا – كل يوم، ستؤثر كثيرا على كيان الأسرة البحرينية المعيشي من عدة نواح… أهمها مستوى تعليم أبنائها وتنمية مصادر دخلها وزيادة قدرتها على العمل من أجل حياة أفضل… ليست مرفهة بمعنى الرفاهية المطلق، ولكن مستقرة وآمنة وكريمة تضمن لها الاستقرار.
ليس لدينا نحن المواطنين بعد الله سبحانه وتعالى، إلا جلالة الملك حفظه الله، لينقذنا مما نحن فيه من كمد بسبب قلة ذات اليد من جهة، واستمرار موجة الغلاء «محليا» من جهة أخرى، فالعاهل الذي نتشرف بأن يكون أبا للأسرة البحرينية، ما تأخر يوما عن إشاعة الطمأنينة والسرور في نفوس أسرته، كبيرها وصغيرها، ليعيش الجميع بكرامة…
مؤلمة للغاية كانت صورة الآلاف من المواطنين الذين تزاحموا ليقدموا التظلم من أجل نيل علاوة الغلاء، أما الصورة الأكثر إيلاما فهي تلك التي بقيت خبيئة بين الأضلاع وربما الدموع، بسبب ظروف الحياة المعيشية الصعبة والارتفاع المستمر لأسعار السلع، ولاشك في أن جلالة الملك القريب من شعبه يلمس هذه المعاناة، ولم يأل جهدا يوما في إزالة كل ما من شأنه التأثير على معيشة المواطن، لذلك تتعلق الآمال في يديه الكريمتين لأن يحظى المواطن بالمزيد من الفرح عبر تحسين الأجور في القطاعين العام والخاص، وصوغ برامج وطنية لتحسين المعيشة، ولا يمكننا أبدا إغفال الجهد الذي يبذله مجلس الوزراء برئاسة سمو رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله، للبحث عن الوسائل التي تسهم في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، وننتظر تسريع خطوات برنامج الدعم الحكومي للسلع الرئيسة كاللحوم والدواجن والطحين لرفع الدعم الحالي من 17 مليون دينار إلى 30 مليونا، والعمل على تنفيذ خطط دعم وتحسين الإنتاج الزراعي والحيواني من خلال مشروعات التنمية الإنتاجية في هذين القطاعين المهمين لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
سيتعين علينا أن نشكر وزارة التجارة والصناعة على جهودها في إعداد التقارير والدراسات الدورية وعمليات المسح المستمرة للأسواق لاستقراء أوضاع السوق ومعرفة التغيرات الطارئة عليه، إضافة إلى جمع أسعار ما يزيد على 1500 سلعة بشكل شهري ليتم تحليلها وفق آلية علمية مدروسة، لكن نأمل في أن يكون صدر المسئولين في الوزارة واسعا حين نقول إننا ننتظر تغيرا ملموسا على أرض الواقع في السوق وقتما نشعر بأن هناك انخفاضا فعليا في الأسعار، وكذلك التأكيد على الجهود الرقابية التي تكفل حصول المواطنين على السلع وبأسعار مناسبة، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الحفاظ على أسعارها المدعومة، وإنزال العقوبات على من يتلاعب بالأسعار من التجار والمستوردين، مع الاعتبار لما يحتاج إليه هذا القطاع من تسهيلات تقدمها الحكومة.
كلنا ثقة وإيمان بأن جلالة العاهل وحكومته الرشيدة، يريدان أن يشاهدا المواطن البحريني يعيش في راحة بال على لقمة عيشه وعيش عياله، ويسعد العاهل وحكومته أن يضع المواطن رأسه على مخدته لينام مطمئنا لا تتقاذفه الهموم والخوف والقلق.
قلنا مرارا وسنقول: «شكرا جلالة العاهل على كل ما تقدموه لأبناء شعبكم، وسنقولها مرارا… لن نتوقف عن رفع معاناتنا إلى جلالتكم لأنكم والد هذه الأسرة».