في ظاهرة غريبة وغير مسبوقة فاجأ الفنان حسين الاحمد اهله واصدقاءه ومحبيه، قبل اربعة اشهر، بنبأ اعتزاله الغناء وهجره الفن وتكريس حياته للجهاد في سبيل الدعوة تحت راية تنظيم القاعدة!
استقبل الكثيرون الخبر بين مصدق ومكذب وكان السلف ومقاولو حدس من اكثر الناس ترحيبا بنبأ اعتزال ذلك المواطن، حيث سطروا المقالات في شهامة الرجل واستقامته وخروجه من الظلمات الى النور ومن التيه الى الصواب.
وانتشر الخبر بعدها ان الفنان المعتزل حسين الاحمد قد ربى لحية كثة ووضع على رأسه غترة حمراء، وغادر الكويت ليجاهد اما الى العراق او الى افغانستان!
وفجأة، وبعد اقل من اربعة اشهر عاد الاحمد من رحلة الجهاد والخير ليدلي بالتصريحات التالية للصحافة:
«ذهبت الى افغانستان لاعمال الخير فرأيتهم يعملون بالمخدرات فقررت العودة»، «الشبان الكويتيون ينخدعون بما يروج له التنظيم.. وعلى السلطات الكويتية توضيح هذا التضليل»، «هربت منهم بعدما استغربت فتاواهم».
وهنا نتمنى ألا تضيع تصريحات هذا الشاب سدى وتمر مرور الكرام، خصوصا على ضوء التصريح الخطير الذي ادلى به الجنرال الاميركي بترايوس، قائد المنطقة العسكرية الوسطى يوم 20ــ7 من ان القاعدة قامت بنقل جزء كبير من عملياتها العسكرية من العراق الى افغانستان!
وبالتالي تصبح مهمة كشف وتعرية ما يسمى بالقتال مع المجاهدين الافغان مهمة في وقف النزيف البشري بين صفوف ابنائنا.
المؤسف، بعد كل هذا، ان تأتي جمعية احياء التراث، والمتهمة من قبل الولايات المتحدة الاميركية بدعم الارهاب، وتصرح بأن المبعوث الاميركي الذي زار الكويت قبل فترة بخصوص الاتهام الموجه لها بتمويل الارهاب، قد حضر لتعميم الاتهامات وتوسيع فوضى القرارات.
والآن هل سيعتذر من اساء لنا من بني جلدتنا على ما ذكره وكتبه في حقنا في قضية المطرب المعتزل حسين الاحمد؟ لا نعتقد ذلك ولا نتوقعه!
ملاحظة: سؤال يطرح نفسه طرحا شديدا: اذا كان الجهاد في افغانستان بهذه المرتبة العالمية من الثواب والخير والاجر والبركة، فلم تخريب عقول ابناء خلق الله والتضحية بارواحهم، ولم لا يذهب قادة وقاعدة جمعياتنا الدينية السياسية للجهاد في افغانستان ضد قوى الشر والطغيان فنرتاح ويرتاحوا!
أحمد الصراف