حكمة الله أن يكون شباب المغرب مثالا أعلى للقبح في حين أن شابات المغرب غاية في الجمال. وتشاهد الفتاة المغربية فتتمنى أن لم يخلق الله الأجفان كي لا تغمض عيونك عنها لحظة، وتشاهد شقيقها فتتأكد بأن أصل الإنسان فأر، وتقسم بالطلاق على ذلك… وفي الكويت العكس صحيح، فإذا ما استثنينا بعضهن، نجد أن الغالبية الساحقة الماحقة منهن «المهم الأخلاق»، بينما يحطم شباب الكويت نوافذ الأرقام القياسية في الوسامة. حكمة الله جاءت هكذا.
والجمال له علاقة بالنجاح العملي، وتأثيره أكبر مما يتوقع البعض، وأهميته تبرز أكثر في الإعلام، التلفزيون تحديدا. يقول خبراء الإعلام عن شروط الشكل الخارجي لقارئي النشرات الإخبارية والرياضية والاقتصادية: «قارئ النشرة المثالي هو من يقف في المنتصف بين الجمال والقبح، فلا هو بالجميل للغاية فيصرف الانتباه عن محتوى النشرة، ولا هو بالدميم الذي ينفّر المشاهد عن متابعة النشرة. ويجب أيضا ألا يكون قارئ النشرة ذا علامة مميزة في شكله الخارجي، كأن يكون أصلع مثلا، أو بأذن مقطوعة، أو ما شابه… قارئو وقارئات النشرات يشترط فيهم الشكل المقبول فقط، لا أكثر». متابعة قراءة المهم الأخلاق
اليوم: 5 أغسطس، 2008
كتابات على جدار الاحتلال
كتبت إبان حرب الفاو بين العراق وإيران أطالب باستضافة قواعد عسكرية أميركية في بلدنا، كما هو الحال في بريطانيا وألمانيا وكوريا واليابان التي لا تشهد حروبا على حدودها، ولا يوجد خطر داهم يحيط بها، فأخبرني الصديق أحمد المفرح من وزارة الإعلام انه استمع لمن قام بتكفيري وطنيا آنذاك فمن يقبل إبان هوجة الشعارات بدعوة عاقلة لإنشاء قواعد تحمي بلدنا من الخطر المحيط بنا؟!
وفي عز المد العاطفي المؤيد والمناصر لصدام كتبت مقالا في منتصف الثمانينيات اسميته «نحن والأشقاء» قلت فيه ان الكويت تدفع الأثمان باهظة لنصرتها العراق من خطف طائرات وضرب ناقلات وتفجير مصاف، لذا فان على الشقيق العراقي ان يقوم بمبادرة موجبة نحونا عبر تخطيط الحدود بشكل نهائي بيننا وان من لا يقم بذلك الأمر وهو بحاجة لنا فلن يقوم به بعد انعدام تلك الحاجة، وضمن المقال طالبت دول الخليج بإرسال قواتها لحدودنا الشمالية كترجمة حقيقية لمقولة التضامن الخليجي، كنت جالسا مع الصديق الكابتن فهد الدغيشم عندما أتاني آنذاك اتصال من شخصية رفيعة في وزارة الإعلام تثني على الروح الوطنية التي تضمنها ذلك المقال، الا ان الظروف حسب قول المسؤول لا تسمح للكويت بطرح مثل تلك المطالب.
ويوم الأحد 29/7/90 كنت عائدا من لندن واطلعت على ما احتوته صحافة ذلك اليوم ولفت نظري تصدير الـ«صنداي تايمز» خبر التهديدات العراقية، وما خطه كبير مراسلي الـ«صنداي تلغراف» باتريك بيشوب من الكويت من ان العراق سيحتل الكويت ولن يعترض أحد في العالم على ذلك، واننا سنشهد بعد ذلك هجرة كويتية للسعودية، كتبت تبعا لما قرأت مقالا احذر فيه من ان القضية ليست احتلال شريط حدودي، كما نعتقد، بل ان علينا ان نضع في الأذهان والحسبان مخاطر الاحتلال الكامل، قدمت المقال لمدير التحرير آنذاك الأستاذ يحيى حمزة الذي أبلغني بأن الرقيب سيرفضه قطعا، حيث ان السياسة العامة خاصة بعد زيارة بعض المسؤولين العرب تقوم على التهدئة فكيف بمقال يتحدث عن احتلال صدامي كامل للكويت، وقال إن التهدئة وصلت إلى حد ان الرقابة في وزارة الإعلام منعت وسمحت 8 مرات بنشر تصريح وزير النفط حول حصص الإنتاج.
والحقيقة الجلية ان ذلك المقال التحليلي والتحذيري لو أباحه الرقيب ونشر فانه كحال ما سبقه لن يغير شيئا على الإطلاق فقد تعودنا على عدم الأخذ بجد ما ينشر في وسائط إعلامنا المحلية ومن ثم تتبعه والاستفادة منه، وقد يكون الاستثناء الوحيد هو التتبع الجاد للمقالات الفارغة التي تحتوي اما على الذم والشتم أو الثناء والنفاق.
وقبل مدة نشر قائد الفيلق الثاني في الحرس الجمهوري العراقي رعد الحمداني انه ابلغ في 15/7/1990 بقرار الاحتلال الكامل للكويت وهو ما يكذب كتاب «الجنرالات آخر من يعلم» للأستاذ سعد البزاز ومن ثم لم يكن مهما على الاطلاق ما سينتج عن لقاء صدام مع السفيرة الأميركية أو لقاء جدة فقرار الاحتلال كان منتهى منه، لو اننا استطعنا وعبر 8 سنوات من العلاقة الحميمة بالعراق تجنيد ضابط كبير أو أكثر في الحرس الجمهوري لمعرفة الوضع الحقيقي على جبهة القتال العراقية – الإيرانية لاستفدنا منه فيما بعد ولأخذنا حيطتنا، هل اتعظنا من ذلك الدرس وبدأنا نبث العيون والآذان لدى الجيران؟! لا اعتقد..!
آخر محطة:
الدافع الحقيقي للاحتلال هو الانهيار الاقتصادي التام في العراق وحاجة صدام لإشغال جيش المليون جندي ولو حمينا أنفسنا بالقواعد العسكرية لتوجه صدام بجيشه في ذلك الصيف على الأرجح لاحتلال الأردن بحجة اتفاق اتحاد عام 58 والحاجة لخط مواجهة مع إسرائيل ولخرج بعض الكويتيين والفلسطينيين في الكويت لنصرة ذلك العمل الوحدوي.
كما خرج بعض الأردنيين والفلسطينيين لنصرته في الأردن.
ريحونا وارتاحوا
في ظاهرة غريبة وغير مسبوقة فاجأ الفنان حسين الاحمد اهله واصدقاءه ومحبيه، قبل اربعة اشهر، بنبأ اعتزاله الغناء وهجره الفن وتكريس حياته للجهاد في سبيل الدعوة تحت راية تنظيم القاعدة!
استقبل الكثيرون الخبر بين مصدق ومكذب وكان السلف ومقاولو حدس من اكثر الناس ترحيبا بنبأ اعتزال ذلك المواطن، حيث سطروا المقالات في شهامة الرجل واستقامته وخروجه من الظلمات الى النور ومن التيه الى الصواب.
وانتشر الخبر بعدها ان الفنان المعتزل حسين الاحمد قد ربى لحية كثة ووضع على رأسه غترة حمراء، وغادر الكويت ليجاهد اما الى العراق او الى افغانستان!
وفجأة، وبعد اقل من اربعة اشهر عاد الاحمد من رحلة الجهاد والخير ليدلي بالتصريحات التالية للصحافة:
«ذهبت الى افغانستان لاعمال الخير فرأيتهم يعملون بالمخدرات فقررت العودة»، «الشبان الكويتيون ينخدعون بما يروج له التنظيم.. وعلى السلطات الكويتية توضيح هذا التضليل»، «هربت منهم بعدما استغربت فتاواهم».
وهنا نتمنى ألا تضيع تصريحات هذا الشاب سدى وتمر مرور الكرام، خصوصا على ضوء التصريح الخطير الذي ادلى به الجنرال الاميركي بترايوس، قائد المنطقة العسكرية الوسطى يوم 20ــ7 من ان القاعدة قامت بنقل جزء كبير من عملياتها العسكرية من العراق الى افغانستان!
وبالتالي تصبح مهمة كشف وتعرية ما يسمى بالقتال مع المجاهدين الافغان مهمة في وقف النزيف البشري بين صفوف ابنائنا.
المؤسف، بعد كل هذا، ان تأتي جمعية احياء التراث، والمتهمة من قبل الولايات المتحدة الاميركية بدعم الارهاب، وتصرح بأن المبعوث الاميركي الذي زار الكويت قبل فترة بخصوص الاتهام الموجه لها بتمويل الارهاب، قد حضر لتعميم الاتهامات وتوسيع فوضى القرارات.
والآن هل سيعتذر من اساء لنا من بني جلدتنا على ما ذكره وكتبه في حقنا في قضية المطرب المعتزل حسين الاحمد؟ لا نعتقد ذلك ولا نتوقعه!
ملاحظة: سؤال يطرح نفسه طرحا شديدا: اذا كان الجهاد في افغانستان بهذه المرتبة العالمية من الثواب والخير والاجر والبركة، فلم تخريب عقول ابناء خلق الله والتضحية بارواحهم، ولم لا يذهب قادة وقاعدة جمعياتنا الدينية السياسية للجهاد في افغانستان ضد قوى الشر والطغيان فنرتاح ويرتاحوا!
أحمد الصراف