النائب صالح عاشور، حفظه الله بعيدا عن متناول الأطفال، كلما اهتز كرسي أحد المسؤولين الشيعة ارتدى قميص المظلومية وشرع بالبكاء على الوحدة الوطنية، وهات يا لطم ونواح وعويل ونثر التراب على الوجوه على طريقة نائحات البصرة. فوكيل وزارة الصحة عيسى الخليفة الذي صلى بالوزارة باتجاه الشرق، هو مسؤول متفان، حاشا لله أن يخطئ، وهم يهاجمونه لأسباب طائفية. أما تردي الخدمات الصحية والفساد المستشري في الوزارة فلا علاقة له به، لا من هنا ولا من هناك. ولا أدري من الذي له علاقة بالموضوع؟ عبد الله الرويشد مثلا؟ ثم من قال بأن الخدمات الصحية متردية أساسا؟
صالح عاشور على استعداد تام لتحويل حادث سيارة على الدائري الرابع إلى مناسبة يستغلها للتصريح بأن الشيعة مستهدفون وأنه ولخشيته على الوحدة الوطنية يتمنى أن ترغم الحكومة المواطن السني على شراء سيارة جديدة للشيعي بعدما يقبل رأسه ويركع على ركبتيه أمامه. ولو ساء حظ عاشور يوما ولم تتصادم سيارة شيعي بأحد فلا مانع من فتح الكتب المدرسية والبحث عن أي سطر يسد الرمق ويفتح صناديق المظلومية. أي شيء وفي أي وقت وأي مكان بإمكان عاشور «ترهيمه» واستخدامه للبكاء والعويل والتظاهر بالشعور بالظلم! المد والجزر واتجاهات الرياح والأدوات المنزلية وعصير البرتقال، كلها تدل على تعرض الشيعة للظلم في الكويت، واسألوا صالح عاشور.
لا يهم أن تتفتت البلاد ويتفرق العباد، المهم أن يستمر المسؤول الشيعي ولو ساء أداؤه في منصبه يلعب بنا طابة، مرة بالطريقة البرازيلية، وتارة بالإنكليزية، مرة يركلنا في المقص الأيمن الأعلى ومرة يضربنا بالكعب. وممنوع الاقتراب والتصوير والتصريح والاعتراض وإلا سيضرب بالمليان وسيفتح أكياس الرمل لينثره على وجهه وينوح على الوحدة الوطنية.
عاشور يعرف جيدا، وبحكم التجارب، بأنه لو قال مثل هذا الكلام فسيتدخل الخيّرون وعشاق الوطن وسيطالبونه بالتهدئة خوفا على الوحدة الوطنية، وسيعدونه بتنفيذ مطالبه. وهو بهذا مثل المرأة التي اختلفت مع امرأة أخرى على أمومة طفل رضيع، فحكم القاضي بأن يُقطع الطفل إلى جزأين، كل امرأة تحتفظ بجزء، فوافقت الأولى وصرخت الثانية، وقالت وهي تبكي: «لا تقطعوه، هو ابنها وأنا الكاذبة». وصالح عاشور مستعد لتقطيع الطفل، بينما سيذعن الآخرون لمطالبه خوفا على الطفل.
***
يبدو أن النائب مبارك الوعلان هو الوريث الشرعي للنائب السابق خضير العنزي، فتصريحات الوعلان لو استمرت بهذا المعدل فسنعاني من أزمة حبر طاحنة، وقد يبيع ملاك الصحف صحفهم ويتشرد الصحافيون في أصقاع الأرض. ارحمنا يا الوعلان يرحمك الله، ورانا عيال ومصاريف مدارس.