لا شيء يدعو للغضب هذه المرة. قائمة متفوقي الثانوية العامة خلت من الكويتيين والكويتيات باستثناء طالبة واحدة كانت كالابتسامة في الكويت… يخزي العين.
النائب عادل الصرعاوي الذي تقمص شخصية مقاتل الساموراي وراح يشن الغارة تلو الغارة على وزير التربية السابق انتصارا، أو قل انتقاما وحمية، لنورية الصبيح، ابنة منطقته، نبحث عنه الآن فلا نجده. قيل بأنه ذاب فجرفته المياه، وقيل بل هاجر إلى الهند وشوهد هناك يركب الأفيال. وما الذي يمنعه من الهجرة طالما أن الأمن مستتب ومقاليد الوزارة في يد نورية الصبيح؟ حتى ولو كانت السيدة الوزيرة لا تجيد سوى تبديل كراسي القياديين. متابعة قراءة ما بين الفيل والكوبرا
اليوم: 8 يوليو، 2008
في المسألة العراقية
لم يكتف أحبتنا في الخليج بتخطينا في أمور التنمية والصحة والتعليم والرياضة والإعمار..الخ بسبب انشغالنا الدائم بالصراعات السياسية
ونسياننا ما عداها، بل اصبحوا يتقدمون علينا فيما كانت تتميز به الكويت صغيرة الحجم والكبيرة بدورها السياسي في المنطقة والذي جلب احترام العالم لنا وهو ما ادى في النهاية لحشد قوى الشرق والغرب للمرة الاولى في التاريخ الحديث لتحريرنا.
فبعد ان استضافت الشقيقة السعودية حوار «المصالحة الفلسطينية» والشقيقة قطر حوار «المصالحة اللبنانية» ومصر حوار «المصالحة العراقية» وحصدت الثناء من الاعلام الدولي على ادوارها الخيرة تلك، وكنا فيما مضى السباقين للعب مثل تلك الادوار، اتى الدور على الشقيقة الامارات للقيام بمبادرة سياسية مهمة هي اسقاط ديونها عن العراق وارسال سفير لها في بغداد وهو قرار تصدر كذلك وسائط الإعلام العربية والدولية وحاز، وهو الاهم، تقدير الاخوة العراقيين.
والعلاقة مع العراق هي علاقة استراتيجية مهمة جدا لحاضر ومستقبل الكويت التي يجب الا تكتفي بحماية الدول الكبرى لها، والتي يمكن ان تتغير مصالحها وقراراتها كحال قرار بريطانيا في الماضي بالانسحاب من شرق السويس، والواجب ان نستغل اللحظة التاريخية الحاضرة لخلق علاقة ود وصداقة متميزة مع الشعب العراقي تبقى باقية بقاء الدهر وتشمل معاهدات وبروتوكولات ثنائية تودع لدى المنظمات الدولية لها شقان سري ومعلن تتضمن ديمومة السلام وحصد المكاسب للطرفين وتجعل العراق يخسر كثيرا حال تغييره تلك العلاقة من الود الى العداء.
من الاخطاء الفادحة محاولة بعض اعضاء البرلمان تقييد حركة السياسة الخارجية الكويتية ومن ذلك ما نسمعه من تهديد اجوف بمساءلة رئيس الوزراء حال اسقاط الديون الكويتية (المعدومة) عن العراق، لقد اسقطت روسيا ديونها وهي احوج منا للمال واقل حاجة منا للأمن مع العراق، كما لم نسمع قط بمن يقول بمثل ذلك الطرح ليحد من مسار المساعدات الخارجية الاميركية او الاوروبية او اليابانية او الصينية بحجة ان هناك قروضا او حاجيات اخرى داخل تلك البلدان تحتاج لمثل ذلك المال.
ان مصلحة الكويت واجيالها المقبلة تفرض علينا فتح باب مفاوضات فورية وسرية مع العراق نبدي فيها استعدادنا لإسقاط الديون الكويتية ومعها ارسال سفير كويتي لبغداد، على ان يربط ذلك بتوقيع بروتوكولات تمنع الى الابد المطالبة العراقية بالكويت او اعادة فتح ملف الحدود بين البلدين حتى ان اقتضى ذلك الامر ان يتم تضمينه الدستور العراقي وفرض عدم التطرق له في المناهج الدراسية العراقية بنصوص ملزمة غير قابلة للنقض.
ونحتاج ضمن مثل ذلك النوع من المفاوضات الى الاستعانة بخبراء دوليين في القانون ومستشارين من متقاعدي الخارجية الاميركية والبريطانية والمصرية، حيث علينا ان نقر بأننا لا نملك قدرات كالتي يملكها العراق هذه الايام وفي هذا السياق نحتاج الى سفير وطاقم متميز جدا للعمل في بغداد خلال المرحلة المقبلة وهي مرحلة تأسيس للعلاقة الكويتية – العراقية الجديدة، كما يجب ان يصاحب ذلك فتح بلاد الرافدين ارضها للاستثمار الكويتي واستخدام العراق الكويت كمركز مالي لتلبية حاجياتها المستقبلية، فالعلاقة الاقتصادية – لا السياسية – هي ما منع الحروب بين الدول الاوروبية.
آخر محطة:
دعاني الرئيس اليمني ذات مرة للقصر الجمهوري وامضيت معه ما يقارب 45 دقيقة في حديث قال فيه ان لديهم برلمانا منتخبا ومعارضة قوية كالحال في الكويت الا ان برلمانهم ومعارضتهم لا يتسببان في إساءة علاقة اليمن بالدول الاخرى، كما لا يتدخلان في اعمال تختص بها الخارجية اليمنية.
الشيخة فريحة
تعتبر اسرة الصباح من اكثر اسر الدولة والمنطقة تسامحا وانفتاحا، وقلما تجد بينهم من اشتهر بتشدده الديني، سواء فكرا أو ملبسا او حتى في مظهره الخارجي، وان وجد فعن بساطة وسذاجة اكثر من اي شيء آخر.
ويورد التاريخ ان الشيخ سالم مبارك الصباح رفض مطالب الاخوان الوهابيين، وهو محاصر في القصر الاحمر، بضرورة قيامه بمعاقبة المدخنين ومحبي الطرب من مواطنيه، بحجة عدم قدرته دخول بيوتهم او التجسس عليهم!
قبل ايام ناشدت الشيخة الفاضلة فريحة الأحمد، التي ترأس لجنة المرأة المثالية، الآباء ضرورة استغلال العطلة الصيفية في ما ينفع ابناءهم، وتجنب السفر الى البلاد التي تكثر فيها المفاسد، لكي لا يعودوا بأمراض جنسية مميتة او عادات مخالفة للدين والتقاليد (!!) وحذرت الشباب من اجراء عمليات تجميل للتشبه بالنساء او قيام النساء بعمليات تجميل معاكسة، كما حذرت من السفر الى بلاد تمارس فيها طقوس عبدة الشيطان، كما ناشدت الحكومة ولجان العمل الاسري والجمعيات التعاونية عمل برامج مكثفة لبناء «الفكر التربوي» والثقافي والشرعي (!!).
قد لا تكفي صفحات «القبس» للرد والتعليق على تصريح الشيخة الفاضلة، ولكن سنختصر تعليقنا في النقاط التالية:
اولا: الصيف اصبح في منتصفه، ولا وقت بالتالي للتخطيط في كيفية قضائه في ما تبقى من وقت، وفي دولة لا يقرأ 99% من شعبها كيفية التصرف بأعز ما لديه.. فما بالك بالتفكير في الطريقة المثلى لقضاء اجازة تتضمن فكرا تربويا؟!
ثانيا: كانت المناشدة ستصبح مفيدة لو تضمنت اسماء الدول التي لا توجد فيها امراض جنسية، ولا تكثر فيها المفاسد، ولا توجد فيها عادات مخالفة للدين والتقاليد، ولا تجرى فيها عمليات تجميل، وانا شخصيا وجميع المواطنين ربما، لا نعرف الدول التي يكثر او يقل فيها عبدة الشيطان، فمن العبث بالتالي تحذير اسرة عطشى لقضاء اجازة بعيدا عن حر الكويت وغبارها، من الذهاب الى دولة لا وجود لها على خريطة العالم، هذا مع الافتراض ان الكويت تخلو تماما من كل هذه الشرور والموبقات والاخطار والاوبئة والامراض الجنسية، وانها الجنة الصحية والعقلية المنشودة التي لا يمرض ولا يهرم فيها احد، اي شنكريلا القرن الـ 21!!
ثالثا: ان اعطاء مشكلة المثليين كل هذا الثقل من الخطورة امر خطير في حد ذاته، فهؤلاء ليسوا إلا نتاج هذا المجتمع الذي يعود باصوله لآلاف السنين، والتي كانت مشكلة المثليين جزءا لا يتجزأ منه، وكتب التاريخ التي تغوص في التراث تمتلئ بقصص هؤلاء حتى في اكثر العصور الاسلامية تشددا.. فهذه ظاهرة بشرية لا يجدي التصدي لها بالضرب والقتل والنفي في الارض، بل بالمعالجات الجنسية والنفسية والطبية المعروفة للتخفيف منها، وليس للقضاء عليها.. فالارحام تلد المزيد من هؤلاء كل يوم وكل دول العالم بالنسبة نفسها تقريبا، وبالتالي فان دول العالم الاخرى، يا شيختنا الفاضلة، بريئة من التهمة.
رابعا: لقد سافر آباؤنا، وقبلهم اجدادنا، الى اكثر مدن العالم فسادا ومجونا في الهند وجنوب شرق آسيا وافريقيا، وعادوا سالمين، ولم يُفت. احد وقتها بمنع سفرهم خوفا من تعرضهم لعادات مخالفة للدين والشريعة، فلماذا سكتنا وقتها.. هل لاننا كنا في حاجة لما نأكله؟
نكتفي بهذا القدر، ونتمنى على شيختنا الكريمة سعة الصدر وقدرا اكبر من التسامح، فما تطالب به، ان طبق، سينتج عنه عدم سفر احد الى الخارج في صيف السنة المقبلة.. وهنا ستتحول الكويت الى اكبر سجن في التاريخ!
أحمد الصراف