كالفقير الذي ينجب المزيد من الأبناء ودخله لا يمكنه من توفير أبسط متطلباتهم، سيكون هذا هو حال مجلس الأمة في حال أسقط القضاء عضوية النائبين مبارك الوعلان وعبد الله مهدي العجمي واستبدلهما بالمرشحين عسكر العنزي وسعدون حماد العتيبي… مزيدا من «رجالة المعلم».
عسكر العنزي، في حال دخوله البرلمان، سيكون النسخة المعتمدة للنائب السابق طلال العيار، شكلا ومضمونا. كلاهما له «بيبي فيس» أو وجه طفولي، كلاهما «صاروخ معاملات»، وكلاهما صلى على راحته صلاة الميت وفتح باب منزله لأصحاب المعاملات التي لا تنتهي، بدءا من المشاريع الكبرى وانتهاء بمخالفات ممنوع الوقوف، ولا يشعران بالضجر مهما ازداد عدد المعاملات. وقد سمعت بأن ابتسامة النائب السابق طلال العيار التي يشاهدها آخر الخارجين من ديوانه هي الابتسامة ذاتها التي يشاهدها أول القادمين، والابتسامة جهد مجهد، لكنه رجل لا يكل! أمور أخرى يشترك فيها الاثنان، منها أنهما من دائرة واحدة، وأنهما لن يشعرا بألم في المعدة لو تم انتهاك الدستور… الفارق الرئيس بينهما أن عسكر العنزي لا يمكن أن يصل إلى قدرة طلال العيار في التأثير على المشهد السياسي بأكمله. طلال العيار، اتفقنا معه أو اختلفنا، شخصية مؤثرة تمتلك أدوات التفاوض والتهدئة والتصعيد، يجيد استخدامها بحسب الوقت والمكان. متابعة قراءة عسكر العيار
اليوم: 3 يوليو، 2008
عتب رئيس البرلمان
نقل الزميل الباسم داهم القحطاني في عدد الأمس للزميلة «الراي» عتب سعادة رئيس مجلس الأمة على رجال السلطة الرابعة وقال ان عليكم ان تتذكروا ان للمسؤولين أهلا وزوجات وأبناء وهو حس انساني راق غير مستغرب من أبو عبدالمحسن ومازلت اذكر ما قاله لي احد الاصدقاء من الوزراء من انه يقرأ الصحف يوميا بعد صلاة الفجر كي يخفي الجريدة التي تحتوي على هجوم شخصي يمسه كي لا يغضب ابناؤه او تتم الاساءة لصورته عند أهله.
هذا العتب المقبول من أبو عبدالمحسن هو بالقطع طريق ذو اتجاهين كونه يطرح بالمقابل تساؤلا حول من يسيء من رجال السلطة التشريعية للآخرين وللمؤسسة التي تضمه بل حتى لزملائه النواب حتى وصل الانحدار الأخلاقي لمستوى جديد يتقصد به النائب الأبرياء من أقارب وأهالي المواطنين حتى أصبحت الحصانة البرلمانية التي يقصد بها حماية العضو من كيدية الحكومة وسيلة يختبئ بها ممثل الشعب من أبناء الشعب المعتدى عليهم.
ان احدى الوسائل اللاأخلاقية التي يستعملها بعض النواب لتشويه صورة من يستقصدونهم هي عبر توجيه اسئلة برلمانية توزع على وسائل الاعلام يتم من خلالها وعلى سبيل المثال سؤال وزير المالية عن تفاصيل ارساء عطاء خارج اطار القانون وبعشرات الملايين على «زيد بن عمر» وهو الشخص المراد تشويه سمعته، وسؤال آخر لوزير الداخلية يتضمن طلب محاضر القبض على «محمد بن زيد بن عمر» في احدى الشقق المشبوهة وبالطبع ستأتي الاجابات اللاحقة التي تودع بالسر لدى أمانة سر مجلس الأمة نافية وجود مناقصة أرسيت أو عملية قبض تمت، وتلك العملية اللاأخلاقية نلحظها تمارس بشكل أو آخر كل صباح دون رادع ديني أو واعز أخلاقي.
ففي مصر على سبيل المثال يسيطر الحزب الوطني على أغلب مقاعد مجلس الشعب الا ان ذلك الحزب لا يتوانى كل عام في اسقاط عضوية المتجاوزين من النواب من اعضائه كمن استغلوا صفتهم البرلمانية للحصول على القروض الضخمة من البنوك وسموا بنواب القروض ومثلهم النواب الذين تورطوا في قضايا تهريب الممنوعات، لدينا بدأت هذه الأيام الأنباء تتواتر عن نواب يتاجرون بالبشر مما أوصل سمعة بلدنا للحضيض فهل سنسمع عن اي محاسبة لهؤلاء متى ما ثبتت التهم بحقهم كالحال في مصر أم سنقرأ عن رفض آخر لرفع الحصانة؟!
وسنقف بقوة مع المطالبة بالسجن 5 سنوات لمن يدعون للحل غير الدستوري بل سنطالب بمضاعفتها على شرط ان تخلق توازيا معها آلية تحاسب بعض النواب ممن تسببوا في إعطاء الصورة المشوهة جدا لممارستنا الديموقراطية حتى أوصلت قطاعا لا يستهان به من المواطنين إلى الكفر بها والمطالبة بذلك الحل غير الدستوري وأحالوها بأفعالهم من القدوة الحسنة للاخوة في الخليج والمنطقة العربية الى القدوة التي لا يريد احد الاقتداء او الاستشهاد بها، ان محاسبة المتجاوزين من الاعضاء هي الكفيلة بمعالجة أصل مرض «الحل غير الدستوري» لا اعراضه المتمثلة بدعاوى المواطنين والكتاب.
آخر محطة:
وسط ظلام قلة القدرة والكفاءة المتفشية في مجتمعنا للأسف، تسطع شموس ونجوم تضيء الطريق لأجيالنا الصاعدة، فالشكر الجزيل لطبيب العيون والغطاس البارع د.خالد السبتي على قدراته المميزة وعنايته الراقية والانسانية بمرضاه وجزاه الله كل خير عنهم وأكثر من أمثاله.
ابحث عن المستفيد
قام المرجع الاسلامي الشيعي الاعلى، السيد محمد حسن الشيرازي في عام 1891 بإصدار الفتوى التالية في ايران: «ان استعمال التبغ والتنباك اليوم بأي نحو كان يعد في حكم محاربة امام الزمان عجل الله فرجه».
مرت تحت الجسر منذ صدور تلك الفتوى قبل 117 عاما مياه كثيرة، وتغير الموقف من التبغ ليصبح سلعة اقتصادية وطنية في تلك البلاد، بعد اباحة وشيوع استخدامه، علما بأن الفتوى صدرت في حينه من مرجع ديني ضد حاكم دنيوي، هو الشاه ناصر الدين، لإجباره على الغاء اتفاقية التنباك، او التبغ، الشهيرة التي سبق ان وقعها مع شركة بريطانية احتكارية.
بعد صدور الفتوى بمائة وعشرة اعوام تقريبا اصدر السيد محمد حسين فضل الله المفتي والفقيه اللبناني المعروف فتوى قال فيها ان تدخين التنباك اثناء سريان الصيام لا يفطر. وقد سبق ان انتقدنا تلك الفتوى في حينها لا لشيء الا لمعارضتها الصحة العامة، ومن اجل المنطق. وقد قام المرجع اللبناني الكبير نفسه، الذي يحظى باحترام جم من قبل الشيعة والكثير من السنة في عدد من الدول الاسلامية، قام قبل ايام بالإدلاء بحديث مميز لموقع «العربية نت» التابع لقناة «العربية» التي تمتلكها جهات سعودية، مثّل، من وجهة نظري، قمة التسامح والقبول بالطرف الاخر دون تحزب او تعصب، حيث قال ان عبارة «عليا ولي الله» التي ترد في اذان المسلمين الشيعة، ليست جزءا من الاذان. كما ذكر أن الصفوية التي بدأت في ايران في عام 1501 ليس لها وجود الآن. وان المسلمين العرب الشيعة بمجملهم غير تابعين لغير دولهم، سواء دينيا او سياسيا، وانه ليس للشيعة في اي دولة عربية مشروع خاص بهم.
وأشار فضل الله الى مسألة السجود، عند الصلاة، على التربة، وقال إنه ليس لها اية قدسية. كما حرم ادماء الرأس في عاشوراء، او ضرب الظهور بالسلاسل، رافضا كل تقليد يحاول ان يعطي المأساة ابعادا تؤذي الجسد او تشوه الصورة الاسلامية. وحرم فضل الله تحريما مطلقا الاساءة الى الصحابة وسبهم، ومنهم السيدة عائشة. وأكد أن غالبية الشيعة لا يقولون بولاية الفقيه. كما ان زواج المتعة لديهم يعتبر من المسائل التي لا تزال موضع خلاف في الشريعة، وانطلاقا مما يمتلكون من ادلة يعتقدون بشرعية الزواج، بينما يعتقد السنة انه لا شرعية له لان الآية نسخت، وقال إن هذا بحث علمي اجتهادي لا يجوز لنا ان نتراشق فيه بالاتهامات الباطلة.
وقال إنه ليس بين الشيعة ولا واحد في المليون من يعتقد ان هناك قرآنا آخر يسمى بمصحف فاطمة.
وقال المرجع فضل الله إن ما ينسب للشيعة من حديث عن خيانة جبريل هو حديث عن خط من خطوط الكفر، ويمثل اساءة لله، لأن الله لا يمكن ان يأتمن على وحيه من يخون الامانة، ويصبح بالتالي عدم صحة هذه المقولة في احاديث الشيعة ولا في اعتقاداتهم من قريب او بعيد.
الحديث طويل وتضمن امورا عدة ويمكن الرجوع لـ «العربية ـــ نت» لقراءته كاملا.
ونحن اذ نشكر المرجع الكبير على كلامه، نتمنى ان نرى جهة تقوم بتبنيها ووضعها في اطارها الصحيح والعمل على ترويجها، علما بأن معارضة الغلاة، من الطرفين، في نشر هذه الآراء لن تكون سهلة، فمصالح الطرفين في خطر في حال تهاوي جدران الاختلاف والمعارضة بينهما، فمن مصلحة غلاة الطرفين بقاء هذه الاختلافات لأطول فترة ممكنة وضمن اكبر عدد من اتباعهم لتستمر هيمنتهم على عقول الملايين من المؤمنين السذج وقلوبهم وجيوبهم.
نقول كل ذلك بمناسبة البادرة الجميلة التي قام بها بعض كبار رجال الدين السنة في السعودية عندما صلوا في مسجد شيعي في القطيف خلف امام شيعي، وكيف ان الاتفاق تم على الرد ايجابيا على هذه المحاولة عن طريق قيام وفد شيعي بزيارة مسجد سني للصلاة خلف امام سني وما تبع ذلك من وأد لهذه المحاولة لان نفرا من غلاة السنة وجدوا في المحاولة تقاربا يضر بمصالحهم، الامر الذي دعا الفرقاء المعنيين للاتفاق على اقامة الصلاة المشتركة في مكان «سري»، لكي لا يتم تنفيذ التهديد بتخريبها!
وبعد كل هذا يعتقد الكثيرون بأن خلاصنا لا يكون الا على يد رجال الدين منا!
أحمد الصراف
habibi [email protected]
ثلاثة وزراء… في السجن!
كثيرة هي القصص اللطيفة التي تستحق منا التأمل…
لقد أصبحت مراسلاتنا الإلكترونية مع بعضنا بعضا، وبشكل يومي في بعض الأحيان، جزءا من التنفيس والتلطيف في وجه مشاق تلاحقنا في كل لحظة… هذه القصة، عجيبة عجيبة… وتتطلب منا جميعا لحظات من التأمل، وهي ليست مقتصرة على فئة معينة، لكنها تشمل الكل… الوزير والخفير كما يقولون… لا بأس، لنقرأها معا:
في يوم من الأيام استدعى أحد الملوك وزراءه وكانوا ثلاثة، فطلب منهم طلبا غريبا: يجب على كل واحد منهم أن يأخذ كيسا ويذهب إلى بستان القصر، ويملأ ذلك الكيس بمختلف طيبات الثمار والزروع ويحضره إلى الملك، على ألا يستعين بأحد في هذه المهمة، ولا يسندها إلى أحد آخر… استغرب الوزراء من طلب الملك، لكن كل واحد منهم أخذ كيسه وانطلق إلى البستان.
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك! فجمع من كل الثمرات أفضلها وأجودها، وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس… أما الوزير الثاني، فقد كان مقتنعا بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاج إليها لنفسه، وأنه لن يتفحص الثمار، فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحر الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار كيفما اتفق!
الوزير الثالث، لم يعتقد إطلاقا أن الملك سيهتم بمحتوى الكيس أصلا، فملأه بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار. وفي اليوم التالي، أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها، فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك جنوده بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم (انفراديا) كل واحد منهم مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل إليهم فيه أحد، وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فأما الوزير الأول، فظل يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة، وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها… أما الوزير الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول.
وحتى نبتعد عن السياسة وبلاويها، نختتم الرسالة بهذه العبارة: «هكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت؟ فأنت الآن في بستان الدنيا لك حرية أن تجمع من الأعمال ما تشاء… طيبها وخبيثها، ولكن غدا، عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك، في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك، ماذا تعتقد سينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا؟