سامي النصف

غداء الحكيم عند الحكيم

دعا رجل الأعمال الكويتي عبدالعزيز البابطين جمعا من الأصدقاء والإعلاميين لحفل غداء أقامه أمس على شرف صديق الكويت السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له، وقد ناقش السيد الحكيم هموم وشجون العراق مع الصديق بوسعود الذي يعتبر، وبحق، احد حكماء الكويت ووجوهها المشرقة على الساحتين العربية والإسلامية.

ومما طرح في اللقاء الممتع حقيقة ان العراق بإمكانه ان يصبح سلة الغذاء للدول الخليجية والعربية متى ما استثمرت فيه الأموال واستقرت الأوضاع الأمنية فيه وهما أمران مرتبطان ومتصلان، فلا يمكن ان نبحث عن الاستقرار الأمني في العراق في ظل انعدام فرص الكسب والعمل وتفشي البطالة بين شبابه ورجاله.

وقد قرأت في صحيفة الصباح العراقية الصادرة صباح أمس ان الدولة نجحت في خلق 16 ألف فرصة عمل للشباب في محافظة الزوراء في ظل أرقام بطالة تجاوزت 100 ألف في تلك المحافظة، ولو افترضنا ان ثمانين ألفا من الباقين لم يقوموا بخروقات أمنية للحصول على لقمة العيش فسيبقى أربعة آلاف شاب يمكن لمخابرات صدام أو مخابرات بعض الدول المجاورة استغلالهم لنشر الذعر والخراب والدمار في ربوع العراق ومن ثم تطفيش السائحين والمستثمرين منه.

والحقيقة انه في الوقت الذي تعاني فيه الدول الاخرى من نقص الطاقة او المياه او الزراعة او فرص ومقومات الاستثمار والسياحة نجد ان العراق الشقيق لا ينقصه – وبشكل فريد – شيء من تلك المقومات الأساسية فمخزونه النفطي يكاد يصبح الأول في العالم، كما يمر في أرضه نهران من المياه العذبة وتشتهر أرضه بالخصوبة حتى ان أول معرفة للبشر بأنظمة الزراعة والري كانت فيه.

ويمكن للعراق الآمن والمستقر ان يستقطب ملايين الزائرين للسياحة الدينية وملايين اخرى للسياحة الثقافية المرتكزة على حضارة بابل وسومر والخلافة الاسلامية، كما يمكن للعراق ان يكون مصيفا في شماله ومشتى في وسطه وجنوبه للخليجيين، مستفيدا من خاصية القرب الجغرافي والتقارب في العادات والتقاليد.
 
ان للعراق مستقبلا باهرا متى ما توقف عن المجاملة وتحدث بصوت واحد لبعض جيرانه من رفضه القاطع لاستخدام أرضه كساحة لـ«حروب الوكالة» التي يشنونها على الآخرين.

آخر محطة:
أتى في تقرير لمراسل الزميلة «الوطن» من القاهرة ان حادث سرقة الكويتيين تم من خلال مساعدة «فتاة دخلت شقة الشباب الكويتيين لقضاء سهرة ثم لحق بها المتهمون الخمسة»، ومعروف ان العصابة تم القبض عليها خلال 24 ساعة، ومع ذلك لم يتوقف أهل الشقة عن التشهير بالسفير د.رشيد الحمد صاحب الأخلاق المتميزة وأركان السفارة الأفاضل، وكأن المفترض بالسفير ان يلغي أعماله واجتماعاته وارتباطاته كلما وقع حادث مشابه لآلاف الطلبة والسائحين الكويتيين، و«زاد الطين بلة» ما ذكره احد الزملاء من لجوء أهل الشقة لسفارة دولة أخرى للشكوى من ذلك الحادث.

احمد الصراف

نسائم الحرية آتية لا ريب في ذلك

يقول البرت إينشتاين: كل ما هو عظيم وملهم صنعه إنسان حر!
*****
ما كادت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها حتى جمع كارل زايس  ملابسه وأغراضه الشخصية الأخرى في حقيبة بسيطة وألقى نظرة أخيرة على بيته وخرج ليستقل سيارة أجرة لتقله إلى الجزء الغربي من ألمانيا المقسمة، تاركا وراءه أكبر وأهم مصنع عرفه العالم وقتها لصنع عدسات النظر والمناظير المقربة والكاميرات وعدسات مختلف الاستعمالات الطبية والعلمية، تركه بكل مبانيه ومختبراته وأثاثه وموظفيه ومستنداته وخرج لا يلوي على شيء، بعد أن أصبح ذلك الجزء من برلين من نصيب الشيوعيين الروس!
خرج زايس من ألمانيا الشرقية إلى رحاب الحرية في الجزء الغربي وبدأ ببناء مصنعه الجديد من الصفر، ولم تمض سنوات عشر أو أكثر قليلا حتى نسي العالم مصنع كارل زايس في برلين الشرقية، الذي أغلق بعد أن خنقته القيود والأنظمة والتعليمات الصارمة، بالرغم من أن صاحبه تركه بمئات خبرائه وعماله وكامل معداته ومختبراته، وأشتهر بدلا عنه مصنع كارل زايس الغربي الذي خلقه رجل واحد عندما وجد الحرية والحركة وفضاء للخلق والإبداع، وهو ما فشل فيه مصنع كامل التجهيز بسبب القيود والمحاذير والضوابط الشرعية وغير الشرعية.
في الفترة نفسها من عام ١٩٤٥ اتفقت أميركا والاتحاد السوفيتي على شروط استسلام قوات الاحتلال اليابانية لكوريا، وتبع ذلك اتفاق الأميركيين والسوفيت على بقاء جنود الطرفين على جانبي خط العرض ٣٨ ونتج عن ذلك، بسبب الحرب الباردة وخلافاتهم، تقسيم كوريا إلى دولتين، حكم الشيوعيون بنظامهم المنغلق والمعادي للحرية الجزء الشمالي وحكمت الولايات المتحدة الجزء الجنوبي وأعطته استقلاله بعد أن أطلقت مساعداتها المالية الطاقة الكورية الجنوبية من عقالها فنتج عن ذلك، وخلال نصف قرن، خلق أكبر معجزة صناعية في القرن العشرين وفي دولة كانت في ذيل قائمة دول العالم فكرا وتقدما وإبداعا وإنجازا. أما في الجزء الآخر الشمالي فقد رأينا تخلفا وفقرا وقهرا ومنعا أدى خلال الفترة نفسها لتخلفها في كل مجال حيوي وخير بسبب قيام نظام الحكم بوضع الشعب في سجن، ولم يمر وقت طويل قبل أن تنهش المجاعة أرواح الملايين من مواطنيها وتجبر حكومتها على التخلي عن برامج تسليحها النووية الخطيرة والمكلفة مقابل حصولها على المساعدات الغذائية من الغرب.. ومن شقيقتها الجنوبية!!
والآن إلى أين يريد خالد السلطان وعلي العمير ومحمد الكندري ومبارك الوعلان وناصر الصانع ووليد الطبطبائي وبورمية ومحمد هايف وعدنان عبدالصمد وجماعته وجماعتهم ولجنة الضوابط الشرعية أن يأخذونا معهم؟
ألم يروا ما حدث لأولئك الذين ساروا في  الطريق نفسه الذي يودون أن يدفعونا قسرا للسير فيه؟ ألم يتعلموا من دروس التاريخ أن الانغلاق والكبت والحجر على الحريات وعد أنفاس الناس لا يولد غير التخلف والقهر والتبلد والتحجر؟ ألم يعرفوا، وقد بلغوا من العمر عتيا، أن الإنسان يولد حرا وليس في يده قيد ولا فكره حجر؟ فكيف يريدون أن يستعبدوا الناس وقد ولدوا أحرارا، وما الذي يتوقعون إنجازه إن تحولنا جميعا إلى مجموعة من الخراف؟

أحمد الصراف

سامي النصف

هوامش على دفاتر النكسة

في عام 56 اتخذ الرئيس عبدالناصر قرارا بمفرده بتأميم قناة السويس دون حتى ان يشرك معه بالمشورة مجلس الوزراء او مجلس قيادة الثورة (الصوريين) وقد اكتفى بقراءة مستشاره هيكل الصائبة – كالعادة – للوضع الدولي والذي اخبره بأن فرنسا لن تقوم بالعدوان كونها منشغلة بالجزائر، ورئيس الوزراء البريطاني ايدن ضعيف وخرع ولن يجرؤ على القتال، كما لن تسمح بريطانيا (!) لإسرائيل بالعدوان، وفيما بعد عندما حذر ناصر صديقه عامر في 2/6/67 من احتمال قيام عدوان اسرائيلي في يوم 5/6 كان تعقيب المشير لقادته: لماذا اصدق نبوءات عبدالناصر هذه المرة وهو الذي ثبت خطأ حساباته الفادح في 56؟!

ويروي السفير مراد غالب في لقاء مع الجزيرة تفاصيل زيارة وزير الحربية شمس بدران لموسكو في تلك الايام الصعبة فيقول ان الوزير كان ضمن لقاءاته مع كبار المسؤولين الروس «لا يسمع نصف الكلام ولا يفهم نصفه الآخر»، وان كوسيغين حذر عبدالناصر في تلك اللقاءات عبر وزيره من عملية التسخين ومن مغبة مخاطر اغلاق المضايق، وسأل كوسيغين الوزير الزائر عما ستفعله مصر فيما لو حاولت اميركا ارسال بوارج حربية لفتح المضايق بالقوة، وكان رد الوزير: سنحول تلك السفن الى علب «سردين» غارقة، ويضيف السفير غالب ان شمس بدران عاد لمصر واخبر عبدالناصر بشيء مختلف تماما وهو ان السوفييت تعهدوا له بدخول الحرب مع مصر حال نشوبها مما جعل عبدالناصر يتشدد في مواقفه كما اوضح السفير في اللقاء انه ارسل لعبدالناصر يخبره باحتمال نشوب الحرب في صباح 5/6 بناء على معلومات استقاها بطريقة غير مباشرة من السفير الاميركي.

وقبل ايام قليلة نشرت الزميلة «الرؤية» الرؤية على الجانب الآخر اي الاسرائيلي، فذكرت ان مجلس الوزراء الاسرائيلي انعقد في 28/5/67 وقرر بالاجماع عدم دخول الحرب والاكتفاء بالجهد الديبلوماسي، إلا ان زيارة الملك حسين للقاهرة في 30/5 وإعلانه احياء معاهدة الدفاع المشترك مع مصر جعلتهم يغيرون رأيهم بعد احكام الطوق عليهم ويقررون في اجتماع 2/6 وبالاجماع شن الحرب على مصر اي ان هناك اجتهادا خاطئا آخر من الملك حسين رحمه الله اراد من خلاله وقف الحرب عبر تخويف اسرائيل من شنها فانتهى الامر بعكس ما قصد منه.

وفي 16/9/68 أصدر الصحافيان الفرنسيان فيك فانس وبيار لور كتابا من 130 صفحة تضمن لقاء مطولا مع الملك حسين حول اسرار وخفايا حرب 67 تم من خلاله بق البحصة وكان مما قاله الملك ان المشير عامر اتصل به صباح 5/6 واخبره ان مصر اسقطت 75% من الطائرات المغيرة وان طائراته تغطي سماء اسرائيل وتقصف تل ابيب وانه يطلب منه فتح جبهة جديدة من الاردن للمشاركة مع مصر بالنصر.

وبالمقابل ارسل له ليفي اشكول رئيس وزراء اسرائيل رسالة عن طريق الجنرال النرويجي اود بول رئيس قوات الهدنة يقول له فيها «اذا امتنعتم عن التدخل فلن يصيبكم ضرر»، ويضيف الملك حسين انه قرر دخول الحرب بعد اتصال عبدالناصر به الساعة 12 ظهرا وتكرار ما قاله عامر له، لذا ارسل لسورية طلبا بأن تشن طائراتهم عمليات مشتركة لضرب الطائرات الاسرائيلية العائدة من مصر دون اسلحة او وقود إلا ان القيادة السورية التي ورطت العرب بالحرب آنذاك اعتذرت بحجة ان طائراتها تقوم بعمليات «تدريب» وهو ما افشل خطة ضرب الطائرات الاسرائيلية وهي عائدة او وهي تتزود بالوقود على الارض مما كان سيعدل الكفتين ويمنع الهزيمة.. وكم في التاريخ العربي من عظات وعبر!

سامي النصف

هل نحن شعب إصلاحي؟

اكثر كلمة تستخدم شعبيا هذه الايام هي «الاصلاح»، وجميل ان نطالب جميعا بالاصلاح الا انه علينا ان نعي المعنى الحقيقي لتلك الكلمة حتى نعلم بعد ذلك هل نحن حقا اصلاحيون ام اننا ندعو إلى الامر ونفعل عكسه تماما؟!

للاصلاح معان عدة في القاموس السياسي، فالاصلاح في مجتمع شيوعي يعني القضاء على معاقل الرأسمالية وأسس الديموقراطية الليبرالية في الدولة، بينما يعني الاصلاح في بلد تحرر للتو من النظام الماركسي تحرير الاقتصاد وفتح صناديق الاقتراع الحر. ان الاصلاح بشكل عام هو العمل على بسط سلطة القانون والقضاء على الفساد والبعد عن التخندقات الطائفية والعائلية والقبلية ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتعزيز مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص في الدولة والحفاظ على المال العام والتخطيط لمستقبل مشرق للاجيال القادمة.

وقد جرت العادة ان تؤمن شعوب العالم الثالث بتلك المبادئ الاصلاحية الخيّرة وتعارضها بالمقابل حكوماتها، ولدينا في الكويت نلحظ في بعض الاحيان العكس من ذلك تماما فالحكومة تبعد المسؤولين السيئين عن مواقع العمل فيها فتحملهم الجماهير على الاعناق وتوصلهم لكراسي البرلمان، وتحاول الحكومة جاهدة الحفاظ على الاموال العامة لاجيالنا المقبلة بينما تدعو المطالب «الشعبية» بالمقابل لسفك حرمة تلك الاموال على مذبح القضايا الاستهلاكية التي لا تضع في الحسبان ما سيحدث للكويت في القادم من الزمن.

وتعطي الدولة للمرأة حقوقها السياسية، فتسقطها الجماهير وتحرمها من حق الفوز في الانتخابات البرلمانية، كما تحاول عبر بعض ممثليها ابعادها عن الكرسي الوزاري، وتسعى الحكومة لتطبيق القانون ومنع التجاوزات على اراضي الدولة في وقت تسعى فيه الجماهير للاستيلاء على الاراضي العامة تحت الف مسمى ومسمى، كما تحاول عبر بعض ممثليها محاسبة المسؤول الذي يحرص على تطبيق القوانين، لا العكس.

ويسعى المسؤولون في الدولة لتعزيز مبدأي العقاب والثواب وعزل المتجاوزين فتأتي رياح الجماهير قوية ومعاكسة لذلك التوجه، بل تدعو في بعض الاحيان للتمسك بهؤلاء المتجاوزين ومكافأتهم ان امكن.

ان المجتمعات الانسانية لا تتجه للامام عبر الشعارات التي ترفع دون مضمون ولذلك فنحن في حاجة ماسة لحركة مجتمعية نشطة تقوم بإنهاض الهمم وتوقظ الضمائر التي افسدتها المصالح الشخصية الضيقة حتى تتطابق الاقوال مع الافعال وتبدأ سفينة الوطن بالتحرك ودون ذلك سيمر علينا قرن، ولربما ألفية اخرى، ونحن نحلم كجماهير بالاصلاح ليلا لنمارس الفساد نهارا.

احمد الصراف

توماس والمشروب والإرهاب

يقول توماس فريدمان، الصحافي الاميركي الاشهر، بأنه عندما كان صغيرا كان والده يطلب منه اكمال تناول ما في صحنه من طعام لأن هناك فقراء في الهند وغيرها ينامون جوعى!! ولكنه اصبح الآن يطلب من ابنائه تلقي العلوم الصحيحة والانكباب على الدراسة لأن هناك في الهند وغيرها من سيأخذ وظائفهم مستقبلا، ان لم يتزودوا من العلم كفايته.
وذكر في مقابلة تلفزيونية انه تعلم من زياراته العديدة للهند، ومن احداها استقى فكرة كتابة The world is Flat، وهو الكتاب الاكثر مبيعا في العالم منذ سنوات، والذي قال فيه ان العالم بفضل وسائل الاتصال والتواصل الحديثة، اصبح مسطحا وان الحواجز التي كانت تفصله قد تساقطت، واصبح العلم كذلك في متناول الجميع، وان انكباب شعوب آسيا على تلقي العلم والبروز في الصعب والمتقدم منه قد جعلهم مصدر تهديد حقيقي لوظائف مواطني الدول الغربية!! ومن هنا جاءت دعوته لحكومات الدول الغربية، ووطنه اميركا، بضرورة التركيز على دراسة الرياضيات وعلوم الكمبيوتر المتقدمة والتي اصبح للآسيويين، والهنود بشكل خاص، قصب السبق فيها.
يمكن القول بشكل عام ان كل دول مجلس التعاون تعاني من مشكلة خطيرة تتعلق بالتركيبة السكانية!! ولم ننفك جميعا، ومنذ نصف قرن، من الشكوى من هذا الوضع الخطير، ولكن لم تتبرع اية جهة رسمية او مسؤولة للتصدي بالسؤال عن سبب وجود كل هذا العدد الضخم من الموظفين والفنيين الهنود في الدول الخليجية، وسبب ذلك يعود الى ان الاجابة معروفة من جهة، ومن جهة اخرى التصدي للسؤال يتطلب اتخاذ القرار، وهذا ما لا يود احد تحمل مسؤوليته!
كان من السهل تقبل هذا الوضع وهذا الخلل في التركيبة لمصلحة غير المواطن قبل نصف قرن، او اقل، بسبب نمو الدول الخليجية السريع وحاجتها للخبرات الادارية والفنية، وانتشار الامية وقلة عدد المدارس، وعندما كان المتعلم هو الذي يعرف قراءة القرآن وتفسيره، ولكن ما هو عذرنا، في الكويت على الاقل، وبعد مائة عام تقريبا من التعليم شبه المنتظم؟
من الغريب، وبعكس العالم اجمع، انه كلما زادت مخرجات مدارسنا وجامعاتنا زادت حاجتنا للغير، ليقوم بالفني والدقيق من وظائفنا واعمالنا، وهذا عائد بشكل رئيسي لضعف المخرجات نتيجة لسوء النظام التعليمي الحكومي وعدم الاهتمام بالنوعية، طالما تضمنت المناهج ما يرضي الجماعات الدينية المسيسة والمتخلفة!
ان وجود هذا الهندي بيننا، والهندي كمثال فقط، ليس ترفا بل حاجة وابداع، فهو حاجة بسبب شبه انعدام خبراته لدينا، وابداع بسبب ما وفره نظام وطنه التعليمي له من منهج مدروس، علما بأن نسبة الامية بين اطفال الهند من سن السادسة وحتى الرابعة عشرة تزيد على 45%!
ما نود قوله هنا اننا نعيش عصر العلم ومن له الغلبة فيه سيحكم العالم في العقود المقبلة كما حكمته الآلة الغربية المدعومة بالعلم في المائتي سنة الماضية، ولكن يبدو ان مشرعينا سيكونون منشغلين في السنوات المقبلة بصور حفل خاص لموظفي مستشفى وبغطاء رأس وزيرة، والتساهل، او التجاهل، في الوقت نفسه مع اي قانون يحارب الارهاب!

• ملاحظة: مؤسف ألا يعرف كل المهللين للضوابط الهلامية الشرعية ان المتدين الضعيف القدرات والامكانات والناقص العلم والفهم ليس بالضرورة احسن ممن يخالفه في الافكار والمعتقدات، فالضعيف يسهل الهوان عليه ولو كان يحمل اسفار علوم الدين كلها على رأسه.

أحمد الصراف
[email protected]

محمد الوشيحي

«مانشيت»

هؤلاء أغضبتهم وأولئك أرضيتهم لعينيكِ، لا لعيني أحد سواكِ. انتقمت لكِ يا كويت عبر زاويتي هذه وبرنامجي الذي بثه تلفزيون الراي، أمة2008… القبلي الذي يمسح لحيته الطويلة المزيفة ويدعي حبكِ ثم ينظم الفرعية على حساب الوطن وهيبته، عرّيتُه. الشيعي المتطرف الذي ينظر بعينيه إلى خيراتك وقلبه معلق في إيران، تقوده العمائم من هناك كما يقود الراعي نعجته، كشفتُه. صبيان سراق المال، أغضبتُهم وأغضبتُ أسيادهم. وغيرهم وغيرهم… ومن الجهة الأخرى، البيضاء، أرضيت عشاقك ومحبيك فصفقوا كثيرا، وانهمرت دعوات الغداء والعشاء ممن لم أكن أعرفهم/أعرفهن.
من بين الدعوات التي لبّيتها، دعوة من إحدى الديوانيات في منطقة القرين، كان يدور بين روادها نقاش يومي حول البرنامج وحياديته والمذيع ومهنيته وما إلى ذلك. هي ديوانية تجمع القادح والمادح معا. أبرزهم كان القادح المتحمس ذاك الذي طلب مني عدم مقاطعته وراح يعدد هفواتي وغلطاتي وسقطاتي، كما سمّاها. ولما انتهى، قلت له أنت تطعن في حياديتي في وقت لم تلتزم فيه أنت بالحيادية. قال، كيف؟ قلت، لماذا لم تنتقد فلان صاحب البرنامج الذي يبث على القناة الأخرى؟ فأجاب بأنه لم يشاهده. قلت، وزميله فلان عندما فعل كذا وكذا لماذا لم تنتقده؟ قال، لم أشاهده أيضا. فقلت له: «أنت تتذكر تفاصيل عن برنامجي لا أتذكرها أنا. شكرا لك. أنت تمدحني دون أن تعرف، أو بالأحرى، دون أن ترغب». وبعد خروجي من الديوانية جاءني اتصال من أحد الجالسين فيها ليخبرني بأن ذلك القادح هو شقيق فلان (المسؤول السابق الذي سبق أن هاجمته).
مواقف كثيرة ستبقى في الذاكرة، آخرها عندما كنا نتعشى، الزميل سعود العصفور وأنا، في أحد المطاعم، فجاءنا شاب في الثلاثينات من عمره، ووقفت زوجته تنتظره على بعد أمتار، ليخبرني بأن والدته على الهاتف تريد محادثتي، فحدثتها وسمعت منها كلاما لا أريد مكافأة غيره. شكرا سيدتي… موقف آخر، هذه المرة من النائب الفاضل جمعان الحربش الذي اتصل بي وأبلغني بأنه كان في جولة انتخابية في ضاحية عبد الله السالم، وفي إحدى الديوانيات التقى صدفة الوزير السابق محمد السنعوسي وسمع منه الحضور ثناء عليّ، «ولهذا أعتقد بأنه يجب عليك يا أبا سلمان أن تتصل بالسنعوسي وتشكره على مديحه لك ودفاعه عنك ضد من هاجمك»، قال الحربش. وبالفعل اتصلت بأبي طارق وشكرته، فقال بطريقته المعهودة: لم أكن أجاملك، وإنما ذكرت الحقيقة كإعلامي له خبرة طويلة في البرامج. شكرا للكبيرين. (ذكرت هذا الموقف تحديدا لأنه جاء من شخصيتين لطالما هاجمتهما في مقالاتي).
على أن مربط الفرس الذي يجب التركيز عليه، هو أنه ليس أسهل من تجيير وسيلة الإعلام، برنامجا تلفزيونيا أو زاوية صحافية، لخدمة المصالح الشخصية. خصوصا وأن المغريات مثل الطوفان، لا يمكن مقاومته بسهولة. لكن الرجال أنواع ومستويات، والمتلقي يميّز… والنقطة الأهم، هي أن تلفزيون الراي لم يضع على مكتبي قائمة سوداء للضيوف وأخرى بيضاء، لأنه ببساطة ليست لديه مثل تلك القوائم. الأبواب كلها كانت مفتوحة أمامي. شكرا تلفزيون الراي. شكرا مدير عام التلفزيون الأستاذ يوسف الجلاهمة الذي قال: الملعب ملعبكما، أنت وسعود العصفور، لن نتدخل في أي جزئية، فقط لنتفق على أن البرنامج مخصص للانتخابات والسقف هو الدستور والقوانين… وكان ذلك. وكان أيضا النجاح الذي لم أكن أتوقعه بهذه الصورة. (كانت نسبة المشاهد الخليجي عالية جدا، كما أخبرني الزملاء في التلفزيون).
غدا بإذن الله، وفي الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت الكويت، ستنطلق أولى حلقات البرنامج الأسبوعي الجديد «مانشيت» الذي سيسلط الضوء على أهم القضايا المحلية والخليجية والعربية. لن ينحصر في السياسة فحسب، بل سيتضمن قضايا اقتصادية واجتماعية ورياضية وأمنية وغيرها من قضايا الناس. وسنحاول من خلاله مواكبة الحدث والدخول خلف الخطوط الظاهرة لمعرفة الأمور بحقيقتها.

 

سامي النصف

لماذا تخلفنا 3 عقود؟!

من الجُمل التي تصدح بها بعض قوى المعارضة وترددها بعدها الجموع دون تفكير هي السؤال المتكرر عن السبب في عدم بناء اي جامعات أو مستشفيات أو بنى أساسية رئيسية خلال 3 عقود، مما اتاح الفرصة للجيران للتفوق علينا، متناسين دور القوى نفسها الرئيسي في ذلك التخلف وحقيقة استمرار ذلك الدور حتى يومنا هذا.

ان لتخلفنا خلال تلك الحقبة اسبابا عدة منها ادعاء بعض قوى المعارضة الدائم بأن كل مشروع سرقة، وكل مسؤول متجاوز، مما جعل الحكومات المتعاقبة تقوم بإعلان طهاراتها امام الشعب عبر التوقف عن تنفيذ أي مشاريع كبرى، وقد امتد هذا الامر حتى لفترات غياب مجلس الامة، حيث ان طرح اي مشروع رئيسي في تلك الفترة سيتم التعقيب عليه من بعض قوى المعارضة بالقول «غاب القط العب يا فار» وان الحل لم يتم الا لتمرير سرقات ذلك المشروع.

سيادة نظرية حكومية كانت تضع دائما «الشيء مقابل الشيء» اي لا تحدثونا عن قضايا التنمية والتعمير والبورصة وبقية الامور الاقتصادية ما دمنا مشغولين بقضية الامن الداخلي (الثمانينيات) أو الخارجي (التسعينيات) وهو أمر استمعنا الى شيء قريب منه قبل فترة قصيرة عندما نزعت ملكيات المشاريع الكبرى في الدولة من يد اصحابها عبر الغاء عقود B.O.T، وقيل لهم انكم تربحون اقتصاديا بينما نخسر نحن سياسيا أي مرة اخرى وضع شيء (السياسة) في موقف مضاد لشيء آخر (الاقتصاد) بينما يفترض ان تمشي الامور من امن وسياسة واقتصاد بشكل متواز يدفع بعضها بعضا الى الامام.

النظرة الخاطئة لبعض التيارات السياسية السائدة (تحديدا الدينية والمحافظة) لعمليات التغيير، فإنشاء الجامعات والاسواق والمدارس والطرق والمستشفيات يعني بنظرها الانفتاح الذي سيخل بالاخلاق العامة في الدولة، لذا حاربت بشكل علني او عبر مسؤوليها القابضين على مفاصل الدولة عمليات البناء والتطور كي لا نصبح مثل تلك الدولة المنفتحة المليئة بالمخالفات الشرعية حسب رؤيتها.

في الوقت ذاته تسيدت على الجهاز التنفيذي في البلدية التي بيدها المنح والمنع وبعض الوزارات المعنية الاخرى ولمدد طويلة في السابق عقليات فاسدة مفسدة محاربة لكل مشروع ابداعي مادام لا يدخل في جيبها الخاص شيء، مستغلة عدم المحاسبة السائدة في البلد بسبب واسطات الاعضاء، فكلما رفضت مشروعا او افسدت حلما يفيد الكويت تم التمديد لها، ومازلت اطالب بإنشاء لجنة تحقيق تاريخية تبحث عن الفاعلين والجناة في قتل كل الافكار الجميلة التي تقدم بها رجال القطاع الخاص، بل بعض المسؤولين من وزراء وغيرهم وجعلها تنتهي كجثث هامدة في ادراج يغطيها الغبار.

وبودنا ان نسأل بعض المخضرمين من نواب وساسة ممن كانوا في مواقع المسؤولية في مجلس الامة او على رأس حركات سياسية مسموعة الصوت عمن منعكم من رفع الصوت آنذاك والمطالبة بإنشاء المستشفيات والجامعات والاسواق التي يتم التباكي عليها هذه الايام، فمحاضر مجلس الامة موجودة وشاهدة بأنكم لم تكتفوا بعدم المطالبة، بل كنتم انتم من يسيء الظن ويمنع قيام المشاريع الكبرى التي تنهض بحال البلد.

آخر محطة:
العزاء الحار لعائلة آل شميس الكرام بوفاة العم المرحوم عبداللطيف الشميس، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

احمد الصراف

الانترنت في عالمنا اليوم

انتشر استخدام الانترنت في العالم بشكل كبير، ولكن بقي استخدامنا لها في عالمنا، بالرغم من مزاياها العديدة، في حدود ضيقة وغالبا للتسلية ولتبادل العادي من الرسائل والصور.
تقول فتوى اصدرها رجلا دين سعوديان، ان الانترنت تحرم على المرأة لخبث طويتها، ولا يجوز ان تستخدمها الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها! (القبس 12-11-2004) ولكن هذا ليس موضوع مقالنا.
تمتاز الانترنت بأمور، منها سهولة الاستخدام، مجانية الاشتراك واتساع وعمق ما يمكن الحصول عليه من معلومات، وسرعة التواصل وسرية التعامل!! ويمكن تقدير قيمة الانترنت في حياة الانسان العصري ومدى اهميتها القصوى من خلال عرض الشراء الضخم الذي قدمته «مايكروسوفت» لمالكي «ياهو» والذي جاوز 45 مليار دولار، والذي قوبل بالرفض، علما بأن «ياهو» لا تمتلك اية عقارات ولا اسهم ولا سندات!! ولكم ان تتخيلوا القيمة السوقية لمنافستها الكبيرة «غوغل» والتي ربما تزيد على 200 مليار دولار!.
انتشار الانترنت الرهيب شجع الكثير من المحتالين على دخول فضائها الرحب حيث زادت عمليات النصب والاحتيال على مستخدمي الانترنت للشراء.
كما شجعت الانترنت اطرافا اخرى لجمع اكبر عدد من عناوين مئات ملايين المشتركين فيها حول العالم وبيعها لشركات وجهات اخرى غير شرعية، او حتى شركات ترغب في ترويج منتجاتها.
وعليه، فاننا ننصح مستخدمي الانترنت اتباع الخطوات البسيطة التالية عند الرغبة في اعادة ارسال ما يصلهم من رسائل الكترونية الى صديق او اطراف اخرى، وذلك بمحو اي معلومات من تلك الرسائل التي من الممكن ان يستفيد منها طرف آخر بصورة غير مشروعة:
1- القيام اولا بإعادة توجيه الرسالة Forward
2- اشطب عنوان، او عناوين الاطراف التي ارسلت لك الرسالة بالضغط على Delete وهكذا تصبح الرسالة نظيفة ولا تحتوي الا على النص المطلوب اعادة ارساله او ما بها من مرفقات، وبهذه الطريقة ازيلت منها اسماء وعناوين الاطراف كافة التي سبق وان تبادلت ارسال تلك الرسالة، كما يساهم الشطب في وقف عملية استغلال جهات غير مسؤولة ما سبق ان تضمنه من اسماء وعناوين!
3- عند الرغبة في ارسال، او اعادة ارسال رسالة الى اكثر من طرف لا تضع اسماء جميع الاطراف في صندوق To بل ضعها في BCC وهذا سيجعل من الصعب على مستلمي رسالتك معرفة اسماء وعناوين الاطراف الاخرى التي استلمت الرسالة نفسها منك، وفي هذا خدمة للجميع وضربة لاصحاب النفوس الضعيفة.
4- عند اعادة ارسال رسالة تأكد من انك ترسلها من خلال كلمة Forward المدونة اسفل او اعلى الرسالة نفسها وليس عن طريق خلق رسالة جديدة.
5- عند استلامك لرسالة تطلب منك اضافة اسمك لنداء انساني او عريضة سياسية، او الطلب منك اعادة ارسالها لعشرة او عشرين من معارفك لا تفعل ذلك، غالبا ما تنتهي مثل هذه القوائم ليد من يعرف كيفية اساءة استخدامها.
لا تقم باعادة ارسال رسائل التحذير التي تصلك والتي تتعلق بإنذار عن فيروسات معينة وحاول التأكد من المصدر او من حقيقة الانذار فغالبية مثل هذه الرسائل اما مفبركة او انها تسبح ضمن فضاء الايميل منذ سنوات دون فائدة او هدف . وللتأكد من حقيقة اي فيروس يمكن الرجوع لموقع http://www.snopes.com وستعرف من خلاله حقيقة ما يصلك من تحذيرات وبالتالي تضع حدا لكم كبير من الانذارت الوهمية.
7- واخيرا يرجى اعادة إرسال هذا المقال لكل من تعرف لكي نتعاون جميعا في القضاء على الجريمة من جهة، ولنبقي رسائلنا نظيفة وخالية من إمكان استغلالها من اي طرف آخر.

أحمد الصراف
[email protected]

سعيد محمد سعيد

مسيراتنا… مسيراتكم!

 

كان المسئول الأمني الكبير بوزارة الداخلية صريحا في النقاش، واضحا فيما يطرح من آراء تتعلق بالحراك السياسي في المجتمع، وخصوصا على صعيد تنظيم المسيرات والاعتصامات… لقد سنحت الفرصة لأن أفتح باب النقاش مع ذلك المسئول الذي يتمتع بحس وطني عال بشأن مدى إيجاد تصور مناسب، ووفقا للقانون يمنح الناس الحق في التعبير عن آرائهم من خلال المشاركة في المسيرات والاعتصامات، بعيدا عن التصادم العنيف والأعمال المؤسفة التي تنتهي بها بعض تلك الأنشطة.

ولا أشك في أن ذلك الرجل يدرك جيدا أن من حق الناس تنظيم المسيرات والاعتصامات والاحتجاجات التي لا تتضارب مع القوانين المنظمة، وأن هذا الحراك أصبح أمرا طبيعيا في بلد منح الحق للجمعيات السياسية لأن يكون لها دور في الحياة العامة، وعن أسباب تدخل قوات الأمن بالصورة التي ترتفع معها أصوات الناشطين السياسيين والمنظمين تحت عنوان «القمع» فإنه لم يتردد في تأكيد أن الأنشطة المرخصة ذات الأهداف السلمية لا يمكن التصدي لها بقوة، إلا في حال مخالفة القوانين! فلا يمكن السماح بإغلاق طرقات رئيسية والتأثير على مرافق حيوية؛ لأن المسيرة مرخصة فقط… وأنا أتفق معه في هذه النقطة، وقد طرحت هذا الموضوع مرارا هنا، لأن الأنشطة السلمية مطلب مهم ومستمر في البلد، ولكن العنف والعنف المضاد لا يمكن قبوله من أي طرف كان.

الملاحظة التي طرحها المسئول الأمني هي التأجيج والمعالجة غير الموضوعية التي يتبناها بعض الصحافيين، وخصوصا أولئك الذين ينقلون آراء ووقائع ليست حقيقية من أجل تأجيج الوضع وتأليب الناس، فلو كان الأمر مقتصرا على كتاب الأعمدة فهذا رأيهم، ولكن في حال تغطية حوادث أمنية فليس من اللائق بالمحررين نقل كل ما يقال من دون تمحيص وتفكير فيما يمكن أن يسببه هذا النقل (غير الصادق) للجمهور. وفي الآونة الأخيرة، وجدت شخصيا أن هناك مقارنات هي الأخرى ضارة بالأنشطة السلمية، بل وتضر أيضا بكل حركة مطلبية ذات أهداف وطنية صادقة، ومنبع هذه المقارنات طائفي مع شديد الأسف… هناك فئة صارت تجري المقارنات للمسيرات والاعتصامات تحت مسمى «السنية والشيعية»، فهذه الفئة تفترض الآتي:

– مسيراتكم تخريبية ذات أبعاد تدميرية، ومسيراتنا وطنية صادقة مخلصة، مسيراتكم تستهدف النيل من مكتسبات الوطن والترصد للإضرار برجال الأمن، حتى لو كانوا منكم وفيكم، وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة، ومسيراتنا هادئة، مرخصة ولا تنحو المنحى المدسوس، مسيراتكم تنطلق من تآمر خارجي، ومسيراتنا نابعة من انتماء وطني بحريني، مسيراتكم تهدف للنيل من القيادة ومن الرموز السياسية ومن الطائفة الأخرى،ومسيراتنا تهدف للفت نظر القيادة وايصال رسالة إلى الرموز السياسية، مسيراتكم ينظمها ويديرها ويخربها الأطفال والمراهقون حتى بوجود رموز المعارضة وعلماء الدين، ومسيراتنا يتصدرها الرجال والشخصيات الوطنية المعتبرة وتنتهي بسلام.

قد تكون قائمة المقارنات طويلة، ولكن ضررها لا يستثني أحدا في البلد، وهي واحدة من المقارنات التي لم تعد خافية على أحد، وفي كل الحالات فإن تعريض أمن الوطن والمواطن، وتصعيد المواجهة العنيفة بين مختلف التيارات، وتنفيذ السيناريوهات لن يجلب لنا سوى المزيد من العذاب… كيفما كانت مسيراتنا ومسيراتكم

احمد الصراف

الانترنت في عالمنا اليوم

انتشر استخدام الانترنت في العالم بشكل كبير، ولكن بقي استخدامنا لها في عالمنا، بالرغم من مزاياها العديدة، في حدود ضيقة وغالبا للتسلية ولتبادل العادي من الرسائل والصور.
تقول فتوى اصدرها رجلا دين سعوديان، ان الانترنت تحرم على المرأة لخبث طويتها، ولا يجوز ان تستخدمها الا بحضور محرم مدرك لعهر المرأة ومكرها! (القبس 12-11-2004) ولكن هذا ليس موضوع مقالنا.
تمتاز الانترنت بأمور، منها سهولة الاستخدام، مجانية الاشتراك واتساع وعمق ما يمكن الحصول عليه من معلومات، وسرعة التواصل وسرية التعامل!! ويمكن تقدير قيمة الانترنت في حياة الانسان العصري ومدى اهميتها القصوى من خلال عرض الشراء الضخم الذي قدمته «مايكروسوفت» لمالكي «ياهو» والذي جاوز 45 مليار دولار، والذي قوبل بالرفض، علما بأن «ياهو» لا تمتلك اية عقارات ولا اسهم ولا سندات!! ولكم ان تتخيلوا القيمة السوقية لمنافستها الكبيرة «غوغل» والتي ربما تزيد على 200 مليار دولار!.
انتشار الانترنت الرهيب شجع الكثير من المحتالين على دخول فضائها الرحب حيث زادت عمليات النصب والاحتيال على مستخدمي الانترنت للشراء.
كما شجعت الانترنت اطرافا اخرى لجمع اكبر عدد من عناوين مئات ملايين المشتركين فيها حول العالم وبيعها لشركات وجهات اخرى غير شرعية، او حتى شركات ترغب في ترويج منتجاتها.
وعليه، فاننا ننصح مستخدمي الانترنت اتباع الخطوات البسيطة التالية عند الرغبة في اعادة ارسال ما يصلهم من رسائل الكترونية الى صديق او اطراف اخرى، وذلك بمحو اي معلومات من تلك الرسائل التي من الممكن ان يستفيد منها طرف آخر بصورة غير مشروعة:
1- القيام اولا بإعادة توجيه الرسالة Forward
2- اشطب عنوان، او عناوين الاطراف التي ارسلت لك الرسالة بالضغط على Delete وهكذا تصبح الرسالة نظيفة ولا تحتوي الا على النص المطلوب اعادة ارساله او ما بها من مرفقات، وبهذه الطريقة ازيلت منها اسماء وعناوين الاطراف كافة التي سبق وان تبادلت ارسال تلك الرسالة، كما يساهم الشطب في وقف عملية استغلال جهات غير مسؤولة ما سبق ان تضمنه من اسماء وعناوين!
3- عند الرغبة في ارسال، او اعادة ارسال رسالة الى اكثر من طرف لا تضع اسماء جميع الاطراف في صندوق To بل ضعها في BCC وهذا سيجعل من الصعب على مستلمي رسالتك معرفة اسماء وعناوين الاطراف الاخرى التي استلمت الرسالة نفسها منك، وفي هذا خدمة للجميع وضربة لاصحاب النفوس الضعيفة.
4- عند اعادة ارسال رسالة تأكد من انك ترسلها من خلال كلمة Forward المدونة اسفل او اعلى الرسالة نفسها وليس عن طريق خلق رسالة جديدة.
5- عند استلامك لرسالة تطلب منك اضافة اسمك لنداء انساني او عريضة سياسية، او الطلب منك اعادة ارسالها لعشرة او عشرين من معارفك لا تفعل ذلك، غالبا ما تنتهي مثل هذه القوائم ليد من يعرف كيفية اساءة استخدامها.
لا تقم باعادة ارسال رسائل التحذير التي تصلك والتي تتعلق بإنذار عن فيروسات معينة وحاول التأكد من المصدر او من حقيقة الانذار فغالبية مثل هذه الرسائل اما مفبركة او انها تسبح ضمن فضاء الايميل منذ سنوات دون فائدة او هدف . وللتأكد من حقيقة اي فيروس يمكن الرجوع لموقع http://www.snopes.com وستعرف من خلاله حقيقة ما يصلك من تحذيرات وبالتالي تضع حدا لكم كبير من الانذارت الوهمية.
7- واخيرا يرجى اعادة إرسال هذا المقال لكل من تعرف لكي نتعاون جميعا في القضاء على الجريمة من جهة، ولنبقي رسائلنا نظيفة وخالية من إمكان استغلالها من اي طرف آخر.

أحمد الصراف
[email protected]