تخرجت سيندي من جامعة جنوب كاليفورنيا المرموقة كمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو تخصص، اضافة الى ندرته، يحتاج الى طاقات هائلة فيمن يرغب في التخصص فيه وجعله وظيفة عمر. ولهذا لا نجد حتى جامعة عربية أو اسلامية واحدة، وفي أكثر من 45 دولة في العالم، لديها مخرجات في هذه المادة العظيمة والانسانية المهمة!!
ما أن توفي والد سيندي فجأة حتى تفرغت لادارة شركته المتخصصة في توزيع مشروب «الجعة».
نجحت سيندي في عملها الجديد وتضاعفت مبيعات وأرباح الشركة بالتالي خلال فترة قصيرة بفضل أساليب عملها المميزة.
تضمن عقد زواجها من جون شرطا يعطيها الحق في الاحتفاظ بممتلكاتها خارج الحياة الزوجية، وبالتالي أتاحت لها ثروتها الشخصية، وانشغال زوجها في السياسة، فرصة التطوع دون مقابل في فرق ازالة الألغام في دول العالم المصابة بهذه الكارثة.
لسيندي وجون ابن يبلغ التاسعة عشرة يؤدي خدمته العسكرية في العراق، وآخر يدرس في الأكاديمية البحرية. أما ابنتهما الوحيدة فقد تخرجت اخيرا في الجامعة ويشغل ابنهم الأكبر وظيفة مرموقة في مؤسسة الأم التجارية المعروفة.
التقت سيندي في عام 1991، وبطريق الصدفة، بفتاة صغيرة في ملجأ للأيتام في بنغلادش، والأرجح أن تكون مسلمة. حثتها الأم تيريزا على تبني الطفلة والاهتمام بها بالرغم من أنها كانت تعاني من شق خلقي واضح في الحلق، اضافة الى مصاعب صحية أخرى. وافقت سيندي على تبني الفتاة وأحضرتها للولايات المتحدة حيث أخضعتها لأكثر من عشر عمليات جراحية، حتى شفيت تماما، وأصبحت جزءا من العائلة.
لدى سيندي وجون مؤسسة خيرية تهتم بقضايا الأطفال، كما أنها، اضافة لنشاطها المستمر في مجال ازالة الألغام الأرضية، تشارك مع جهات دولية عديدة في تقديم الماء والطعام للمناطق المنكوبة بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية، ولها دور فعال وكبير في هذا المجال.
ستبدأ سيندي قريبا حملة انسانية تسمى «عملية البسمة» تهدف لزرع الابتسامة على وجوه الأطفال المصابين بتشوهات خلقية في وجوههم، وستشمل جولتها عددا من دول العالم.
تعرضت سيندي لعمليتين جراحيتين في عمودها الفقري، وبسبب اضطرارها المستمر للسفر والتنقل بمختلف وسائل النقل وفي أكثر المناطق خطورة ووعورة في العالم، فقد لجأت للاعتماد على الأدوية المسكنة للآلام وهذا أدى بها، مع الوقت، وباعترافها، للادمان عليها. وتعتقد سيندي أن هذا الاعتراف هو جزء من عملية شفائها التام من هذا الادمان.
سيندي هي زوجة جون ماكين المرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية عن الحزب الجمهوري.
ألسنا بحاجة الى نساء مثل سيندي، أم أن تقيدنا بالضوابط الشرعية سيمنع وجودها بيننا الى الأبد؟
أحمد الصراف
[email protected]