دماء القلم تعود للحركة بعد توقف كاد أن يصيبه بالشلل الكلوي، أسعد الله أوقاتكم…
في قراءة سريعة لنتائج انتخابات البرلمان الكويتي، أدركت بأن الكويت لن تفكر مطلقا في إقامة مهرجان سينمائي بحجم «مهرجان كان»، ولن تمتلئ فنادقها بكبار اقتصاديي العالم لطرح رؤاهم وأفكارهم الجديدة، ولن ترتفع الجسور المعلقة على شواطئها. كل هذا لن يحدث. وأظن أن سيدة الشرق أم كلثوم كانت تغني بلسان برلمان 2008 الكويتي عندما رددت: «أهو دا اللي مش ممكن أبدا ولا أفكر فيه، أبدا أبدا».
برلماننا الجديد أمامه مسؤوليات جسام بجسامته ووسامته، وعلى رأسها: من الذي قتل «حنيطلة بن منشاف ولا مندري» على مشارف الكوفة قبل ألف وأربع وثمانين سنة؟ فعلا، من الذي قتله يا أولاد اللذينا؟ اعترفوا. على أي حال ستحال القضية إلى اللجنة التشريعية في البرلمان، وسنعرف حينها هل شارك الأستاذ الفاضل «القعقاع بن قرنفل» في تلك المعركة، وهل تُقبل صلاة النائب صالح عاشور خلف النائب محمد هايف أم يجب تبديل الأماكن… كلها مشتاقة لك؟
الناس يموتون لتردي الخدمات الصحية، وعلاجهم لن تجده في كتب التاريخ القديم أيها النائب المحترم يا عزيزي المواطن لقد جاء في محكم التنزيل: «لكل أجل كتاب»، هل ستكفر وتعارض كلام الله؟ (أعوذ بالله) إذاً لنعد للموضوع الأهم: من الذي قتل «حنيطلة بن منشاف ولا مندري»، وبعد الانتهاء من هذا الموضوع الذي لن ينتهي إلا بانتهائنا إن شاء الله سنلتفت لشرف الأمة الذي انتهكته عاملة فيليبينية أظهرت الجزء الأعلى من صدرها قاتلها الله… كل القضايا مبرمجة في جدول الأعمال عزيزي المواطن ما لم يطرأ طارئ، كأن يصل فريق الفسقة الفجار «ستار أكاديمي» إلى الكويت، عندها سننتفض انتفاضة العرب الأقحاح ونرمي جدول الأعمال في جدول الماء ونمتشق المايكروفونات ونوقف البلد ونهدم آلهتهم على رؤوسهم… فدع القيادة لنا أيها الشعب وتمتع بقدرتنا على استخراج المشاكل من التاريخ إلى حين وصول الحرب الطائفية على الطائرة القادمة من الشمال.
لن ترتدي الكويت فستانها الوردي وتغسل شعرها من الغبار وتسرّحه على الموضة وتثبته بـ «الجل» ما لم يعرف بعض النواب الأفاضل شخصية قاتل حنيطلة! يا أخي قيدها ضد مجهول وخلصنا. ثم إن البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر، طيب عليّ الطلاق لم يشارك أي من الكويتيين في المعركة تلك، أصلا لم تكن الكويت موجودة حينها ولديّ شهود أربعة. إنا لله وإنا إليه راجعون، يا نوابنا الأفاضل، حنيطلة قتله أحد الأنذال طعنا بالرمح في ظهره على مشارف الكوفة فتوقف كشف التوظيف في ديوان الخدمة المدنية على مشارف منطقة الشويخ مقابل مبنى جريدة الراي. فما دخل الكوفة في الشويخ أحسن الله إليكم في شهر مايو المبارك؟