اوضاعنا كالعادة معكوسة في الكويت، هناك من يقوم بشكل منتظم بانزال مرشحين لتشتيت الاصوات، وهذه حقيقة يعلمها الجميع، هل سأل من يُنزل المشتتين نفسه عما اذا كان هذا التشتيت «التاريخي» يسقط الخصم ام الحليف؟! الواقع ان اغلب عمليات تشتيت الاصوات تأتي بنتائج عكسية، حيث انها تسحب الاصوات من الموالين فينجح المعارضون بالتبعية وراجعوا نتائج انتخابات السنوات الماضية وآخرها 2006 ولاحظوا من اسقط ومن انجح هؤلاء المشتتون بنزولهم!
ارجو الا يعتقد احد للحظة ان حروب الوكالة القائمة في عدد من دول المنطقة تقوم حقيقة على معطى الايديولوجية والادعاء الكاذب بمحاربة الصهيونية والقوى الكبرى الخ، الواقع ان كل الخراب والدمار الامني والسياسي في تلك الدول هو نتاج لتدخل المال السياسي الخارجي المستفيد من ارتفاع اسعار النفط والذي يصل بالشنط المغلقة للقيادات السياسية والاعلامية، فتقوم بما عليها من ادوار دون مبالاة بخراب الاوطان، نرجو من المجلس القادم اصدار تشريعات تحد من ضرر تلك الاموال الاقليمية قبل خراب الكويت بعد ان خربت البصرة.
سألني صديق ما رأيك في نزول «زيد» و«عبيد» للانتخابات الحالية؟! قلت – وحاسبوني على ما اقول – انهم سيَسقطون ويُسقطون معهم من يدعون انهم مقاربون لهم في الفكر وسيتسببون بالتبعية في نجاح التيارات الاخرى في الدائرة في تكرار لما حدث في نفس الدائرة وتسبب في سقوط النائب الوطني الكفؤ عبدالوهاب الهارون.
اثبتت المرشحات من النساء انهن فوق التخندقات الطائفية والقبلية والعائلية، لذا فإن النتيجة المنطقية لانتخابهن تتمثل في تعزيز الروح الوطنية التي يمزقها الرجال دون رحمة كل مساء في اللقاءات الاعلامية وضمن المخيمات الانتخابية، النائبات النساء في العالم اجمع هن الاقل فسادا والاكثر انجازا لذا نعيد التذكير بمعادلة انتخاب 3 رجال وامرأة.
بعض التوجهات السياسية شعرت بضعف موقفها الانتخابي فلجأت للهجوم الاعلامي كخير وسيلة للدفاع عبر فتح النيران الاعلامية بغزارة على جبهتين، الاولى طرح معطى التكفير الخفي ضد خصومها السياسيين، والثاني الايحاء بان منافسيها الآخرين يقومون برشوة الناخبين – دون دليل بالطبع – بهدف ابعاد الناس عنهم كي لا يتهموا في سمعتهم وما الخطأ في التنافس الشريف بين كل الاطراف بدلا من تبادل التهم؟!
دعونا في مقال سابق للمشاركة الفاعلة في الاستفتاءات الالكترونية كوسيلة لمساعدة الناخبين في اختياراتهم والمرشحين في تصحيح اطروحاتهم تباعا، كالحال القائم في الدول المتقدمة، ما حدث للاسف الشديد هو محاولات مكشوفة من بعض المرشحين لتزييف النتائج بوسائل مختلفة، وكلها 3 اسابيع وسنعرف النتائج الحقيقية ونقارنها ببعض الاستفتاءات وسنرى العجب.
آخر محطة:
«اشاعات» و«تحالفات» الساعات الاخيرة التي لا يوجد وقت لتصحيحها او الرد عليها بتحالفات مضادة هي الكيماوي المزدوج الذي سيحسم نتائج الانتخابات المقبلة، ومن يقول ان هناك شيئا تغير في هذه الانتخابات؟!