اكد النائب الاسبق، السيد حسين القلاف، للصحافة يوم الاحد الماضي انه لم يتخذ بعد قرارا قاطعا بخوض الانتخابات، وانه مازال في حالة حوار مع «مجموعته»، وانه ليس بـ«لاهث» على المقعد الانتخابي، وان قراره مصيري ولا يمكن ان يقدم عليه ويخاطر بـ «تاريخه» أو «يجازف» بعمامته!!
واكد في ندوة عقدت في ديوان سالم القطان في اليوم نفسه، وكانت «القبس» حاضرة، مع خمسين آخرين تقريبا، اكد ان اغلب النواب اتوا لمجلس الامة لا يملكون شيئا واصبحوا مليونيرية!!
شكرنا وقتها السيد القلاف على موقفه وتصريحـــه وندوته، وكـــنا نود الشد على يده لعــــدم رغــــبته في «المجـــازفة بعمامته»!
ولكن السيد القلاف عاد في اليوم التالي وفاجأنا بقراره «خوض الانتخابات»!!!
ولو علمنا ان «الخوض» يعني السير او البحث في مياه غير عكرة، فبالتالي غير معروف ما ستطأه القدم او تصطدم به اليد لمن يخوض فيها، فان كل المرشحين، بمن فيهم السيد صاحب العمامة، والسيد من غير عمامة، لا يعرفون ما ستنتهي اليه الامور يوم 17 مايو، فخائضو هذه الانتخابات ما هم إلا مجموعة من المغامرين، اما بكل شيء، أو باشياء كثيرة.
ولا ادري سبب تصريح السيد القلاف بموضوع العمامة وهو الذي سبق ان غامر بها في انتخابات 2006، وخسرها، وقال يومها في مجلس «تأبيني» عقد عقب خسارته، وهو المجلس الذي تخلله البكاء والنحيب، ان نتائجها شكلت اهانة لعمامته، وان الله سيحاسب من كان السبب في ذلك!! فهل سقوط السيد القلاف في الانتخابات القادمة، ان حصل، سيشكل اهانة ثانية للعمامة؟
واذا كان الامر كذلك، وهو غير متيقن من فوزه، فلم قبل بتعريض عمته لاي محاذير؟
سيقال ان للسيد القلاف حساباته الخاصة التي دخل المعركة الانتخابية على اساسها، وان المسألة هي صراع سياسي بينه وبين قطب آخر من «جماعته»، وان حقه في خوض المعركة النيابية لا يختلف عن حق اي مواطن آخر، وكل هذا جميل وطيب وحسن ولا نختلف عليه ولكن لماذا أُقحمت العمامة في موضوع سياسي بحت يحتمل الربح والخسارة؟ ولماذا قبل المجازفة برمزية دينية في عملية خوضية؟
ان نجاح السيد القلاف في الانتخابات القادمة، وسقوط السيد الآخر، او العكس لن يكون لا في مصلحة العمامة ولا في مصلحة الوحدة الوطنية.
ومن المهم ان نشير هنا الى ان حجة المعارضين لمسألة خوض ابناء اسرة الصباح للانتخابات ان نجاحهم فيها سيكون محل شك، وفشلهم سيقرأ بشكل مختلف!! وما يسري على شيوخ الاسرة يسري على غلاة المتدينين وعلى مرتدي العمائم، ولأي مذهب انتموا!
أحمد الصراف
habibi [email protected]