كان من المفترض أن تكون لهجة هذا المقال أكثر حدة، لكن وجدنا أن للزمالة حقها علينا! دعونا أولاً نتفق على أمرين:
أولاً: لا يوجد شعب أو دولة في العالم، بما في ذلك أعظمها كبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان، أو أصغرها كالكويت والأردن والعشرات غيرهما، لا تدين بالفضل العظيم للشعب الأميركي على كل ما قدمه لها وللبشرية من سخاء العطاء غير المحدود، سواء أكان ذلك عسكرياً أم زراعياً أم صناعياً أم طبياً.. وفي مئات المجالات والميادين الحيوية الأخرى. وهفوة رئيس هنا أو خطأ مسؤول هناك لا يمكن، ويجب ألا تمحو فضل هذا الشعب على البشرية جمعاء.
ثانياً: على الرغم من عدم معرفتي الشخصية، ضمن المحيط العريض الذي أتحرك فيه، بأي ممن نسميهم بالشاذين جنسياً، أو بالمثليين، فإن نسبة كبيرة من هؤلاء لا ذنب لهم في ما هم عليه من تطرف أو «شذوذ» جنسي يجعلهم، لأسباب جينية أو غير ذلك، منجذبين لنفس جنسهم. وبالتالي يجب أن يتم التعامل مع أصحاب هذه الفئة بطريقة أكثر إنسانية ورحمة وعقلانية. علماً بأن جميع دول العالم المتحضر تعتبرهم مرضى عقليين! أما أميركا والدانمرك وجنوب افريقيا فإنها تتعامل معهم بطريقة مختلفة!
الزميل عادل القصار أورد في مقال له ان 15% من شعب الولايات المتحدة من الشواذ جنسياً (!!).. وعندما طالبناه بالمصدر، ليس فقط دفاعاً عن أميركا بل عن الحقيقة أيضاً. قال لا فض فوه: ابحث في الإنترنت! وهو هنا يشبه ذلك المضيف الذي عندما سئل عن مكان مصدر السمكة التي قدمها لضيوفه قال لهم: المحيط الأطلسي!
لم نخيب أمل الزميل القصار فينا حيث بحثنا في الإنترنت فوجدنا المواقع التالية:
www.familyresearchinst.org/FRI_AIM_TAL:htm1
www.afec.org/isssues/homosexuality/facts.hm
www.adherents.com/adh_dem.htm1
بالرجوع إليها تبين من اثنين منها ان النسبة لا تزيد كثيراً عن واحد في المائة فقط، وليس 15% كما ادعى الزميل، التي تعني ان عدد الشواذ في أميركا بحدود 44 مليونا، وهو رقم لو كان صحيحاً لكان كفيلاً بقلب كل الموازين الدينية والسياسية والاقتصادية والانتخابية في أميركا كلها!
أما الموقع الإلكتروني الثالث، الذي ربما كان الأكثر دقة وتفصيلاً، فقد وردت فيه ان النسبة بين 2% إلى 10% من واقع 7 دراسات جادة، أي بمتوسط 6%. وصف السيد القصار، في رده على انتقادنا لنسبته العجيبة والمسيئة، وصف اختلافنا معه على أنه نوع من «البغض التالف»!! ولا أدري لماذا ذهب إلى هذا المذهب.. ونحن لم نفعل شيئاً غير سؤاله عن مصدر معلوماته؟
أما ما ذكره في رده علينا بخصوص دحضنا لـ «حقائقه» من أن الشذوذ الجنسي كان سبب ضياع الإمبراطوريتين الإغريقية والرومانية، وان أميركا تسير في الاتجاه نفسه فهي «قوية وايد» ومن دون دليل لدرجة لا تتحمل حتى مطالبته بإيراد مصادر معلوماته!
نتمنى أن يكون هذا نهاية السجال بيننا، وأن نكون قد تعلمنا أن نكون أكثر دقة في ما نكتب، فهناك من يقرأ ويبحث وينتقد!
ملاحظة: ورد في مقالنا عن مدينة الصبية انها مدينة «جابر الأحمد»! وقد أبلغني أحد مسؤولي «المكتب العربي للاستشارات الهندسية»، وهي الجهة الاستشارية التي تقوم بوضع تصاميم المدينة التي تتضمن ردم المنطقة بكميات هائلة من التربة الجيدة للتغلب تماماً على «سبخ» المنطقة، ان مدينة جابر هي غير الصبية، وانها تقع على يمين طريق شمال الكويت مقابل الجهراء من جهة ومقابل جون الكويت من جهة أخرى.
كما ورد في مقال آخر ان مدينة الصبية تقع شمال غرب الكويت وقد أبلغني المهندس علي العبدالله انها تقع شمال شرق الكويت، فشكراً للاثنين، ومعذرة على الخطأ.
أحمد الصراف
habibi [email protected]