حددت وزارة التخطيط، في الدراسة المفصلة التي اعدتها لمشروع بناء مدينة الصبية (مدينة جابرالاحمد) ومشروع تطوير جزيرة بوبيان، حددت برنامجا زمنيا لتنفيذ هذا المشروع المهم والحيوي، وسيقوم «المجلس البلدي» بدوره، وفي جلسة خاصة بمناقشة دراسة وزارة التخطيط خلال الايام القليلة المقبلة. تبين من الدراسة ومن برنامج الوزارة المعنية ان مدينة الصبية ستستوعب اكثر من مائة الف نسمة خلال 25 عاما. وسيرتفع عدد سكانها الى 250 الفا بعد فترة مماثلة، كما ستخلق هذه المدينة الجديدة اكثر من 33 ألف وظيفة جديدة في القطاعين العام والخاص. ولكن كل هذا يتطلب الالتزام ببناء 1500 وحدة سكنية كل عام كحد أدنى. وشددت الدراسة على ضرورة «عدم تأخير تنفيذ المشروع تحت كل الظروف أو لأي اسباب سياسية او أخرى»! وقد حددت مقومات برنامج مشروع الصبية على اساس اتخاذ قرار البدء بوضع التصميمات التفصيلية مع نهاية مارس (!!) وبعدها بسنة يبدأ التنفيذ الفعلي للمشروع بحيث يصل أول ساكن للمنطقة مع بداية سبتمبر 1987(!!).. يرجى تكملة القراءة فليس في الأمر خطأ مطبعي او ما شابه ذلك، فهذا ما ورد في خبر رسمي نشر في صحيفة الوطن بتاريخ 25 – 1 – 1983، اي قبل اكثر من ربع قرن! ولا تزال مدينة الصبية تنتظر وصول اول القاطنين إليها، ولا تزال منذ 25 عاما الوحدات السكنية بانتظار من يبنيها والشوارع من يخططها والمدارس من يعلم فيها. اما اصحاب الـ 33 ألف وظيفة فقد انتقل الكثيرون منهم للسكن في الصليبخات.. الى الأبد، واختار ابناء البعض منهم اخذ دور آبائهم في طابور الانتظار!
نقول ذلك ونستغرب حقا في مدى تفاؤل البعض بامكان وصول اعضاء مميزين إلى مجلس الامة وحكومة قادرة وفاعلة للتعامل معهم، فلا شيء تغير منذ نصف قرن، ولا شيء سيتغير بعد نصف قرن. لا بل نحن راضون ببقاء الاوضاع على ما هي عليه، فالاحتمال الاكبر انها ستتدهور إلى الاسوأ بكثير!
ملاحظة: الزميل عادل القصار، الكريم في نسبة المئوية، ذكر في مقال الاربعاء ان نسبة الشواذ جنسيا في بعض ولايات أميركا اكثر من 51%. عاد في اليوم التالي وصحح الخطأ المطبعي واكد ان نسبة الشواذ جنسيا في «اميركا» تصل الى 15% وان هذه النسبة لا تعد اتهاما خطيرا بحق مجتمع تلك الدولة، بل نسبة 51% هي الاتهام الخطير!
لا ندري مدى ضرورة ايراد النسبة ان لم تكن تشكل اتهاما خطيرا، ولا ندري من أين استقى الكاتب معلوماته، ولكن نود القول، بناء على تلك النسب، ان 90 ألف عسكري ومدني اميركي من اصل 600 ألف، شاركوا في تحرير وطننا من الاحتلال العراقي كانوا من الشواذ جنسيا! فكيف قبلنا بذلك في حينه؟ كما يمكن تطبيق الامر ذاته على الطواقم الطبية وغيرها العاملة في مستشفيات اميركا التي يرتادها المرضى من الكويت والتي يصل عدد العاملين في بعضها الى 15 ألفا، وهذا يعني ان عدد الشواذ جنسيا من اطباء وممرضي اي منها لا يقل عن الالفين!
ألم يحن الوقت لان نحترم أنفسنا، عن طريق احترامنا للآخرين، وخاصة ان كانوا افضل منا.. بكثير؟
أحمد الصراف