الكويت تتسرب من بين أصابعنا. حيثما فتحت عينيك لهب… عن ماذا تكتب؟ قضية مغنية تشتعل، قضية الخمسين ديناراً تلتهب، قضية إزالة الدواوين تحترق، قضية الرياضة تتفحم، صندوق المعسرين، غلاء الأسعار، وغيرها من القضايا التي تتربع بغرور على «الفرن الكويتي» ذي العشر عيون… في البلد هذا كل القضايا ساخنة. حتى الثلج يفوح ويلسع.
في البلد هذا، تحجّبت القوانين وتابت واعتزلت الناس، فصعدت الفوضى العارية على المسرح. كل مسؤول الآن يتصرف بما يمليه عليه جيبه، إلا ما ندر… في وزارة الإعلام، وفي قطاع التلفزيون تحديدا، وهو قطاع يمتلكه مناصفة شخصان برازيليان يجيدان تبادل الكرات، هات وخذ: الوكيل المساعد خالد النصر الله والمدير المخرج المصور اللاعب الفنان علي الريس. في هذا القطاع، وبموافقة البرازيلي الأكبر خالد النصر الله، قام علي الريس بتعيين أحد أتباعه مديرا رغم عدم حصوله على شهادة الثانوية، مخالفا بذلك شروط القارات الست. وبالطبع احتج المتضررون من هذا الظلم فتقدم أحدهم بشكوى للمحكمة، على اعتبار أننا في دولة قانون، فحكمت المحكمة باسم صاحب السمو أمير البلاد ببطلان قرار تعيين المدير، فتعالت ضحكات البرازيليين هاهاها. ولم ينفذا حكم المحكمة إلى يومنا هذا… هاهاها.
وقديما قيل «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، وهي مقولة صحيحة. هذا المدير المخالف تم تعيينه مديرا للإنتاج، والإنتاج تعني الفلوس، ولا بد من وجود «واحد من الشلة» يسهل التفاهم والتنسيق معه، كي لا يتضرر النصر الله والريس من غلاء الأسعار وينضما للمطالبين بعلاوة الخمسين ديناراً… و«إذا غابت القوانين العب يا الريّس».
وفي وزارة أخرى، في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، أوقف عميد كلية الدراسات التكنولوجية قرارات الابتعاث والتعيين منذ أكثر من ستة أشهر، خوفا من الدخول في مشاكل مع أحد مما قد يؤثر على قرار التجديد له. المضحك أكثر أن الأموال المخصصة لكليته ستتحول إلى كلية أخرى إن لم يستفد منها هو. وهو لن يستفيد بالطبع، المستفيد هو الناس، والشاعر يقول: «ايش عليّ أنا من الناس، وايش على الناس مني»… وكلنا للعميد والعميد للأخوان المسلمين.
***
الآنسة غلا، ابنتي ذات السبعة أعوام، جاءتني بكتاب الرياضيات وفيه سؤال لم تعرف إجابته. السؤال يقول: معك (200) ريال (كتبت هكذا)، ماذا يمكنك أن تشتري بها؟ فكتبت أنا: نصرفهم تومان إيراني، فالهواء شرقي هذه الأيام… اهتفوا معي وأنتم ترفعون أياديكم اليمنى بالضيف القادم من الشمال الشرقي: أهلا وسهلا شرفونا أحبابنا. الدلة يا ولد.