الكويت تتسرب من بين أصابعنا. حيثما فتحت عينيك لهب… عن ماذا تكتب؟ قضية مغنية تشتعل، قضية الخمسين ديناراً تلتهب، قضية إزالة الدواوين تحترق، قضية الرياضة تتفحم، صندوق المعسرين، غلاء الأسعار، وغيرها من القضايا التي تتربع بغرور على «الفرن الكويتي» ذي العشر عيون… في البلد هذا كل القضايا ساخنة. حتى الثلج يفوح ويلسع.
في البلد هذا، تحجّبت القوانين وتابت واعتزلت الناس، فصعدت الفوضى العارية على المسرح. كل مسؤول الآن يتصرف بما يمليه عليه جيبه، إلا ما ندر… في وزارة الإعلام، وفي قطاع التلفزيون تحديدا، وهو قطاع يمتلكه مناصفة شخصان برازيليان يجيدان تبادل الكرات، هات وخذ: الوكيل المساعد خالد النصر الله والمدير المخرج المصور اللاعب الفنان علي الريس. في هذا القطاع، وبموافقة البرازيلي الأكبر خالد النصر الله، قام علي الريس بتعيين أحد أتباعه مديرا رغم عدم حصوله على شهادة الثانوية، مخالفا بذلك شروط القارات الست. وبالطبع احتج المتضررون من هذا الظلم فتقدم أحدهم بشكوى للمحكمة، على اعتبار أننا في دولة قانون، فحكمت المحكمة باسم صاحب السمو أمير البلاد ببطلان قرار تعيين المدير، فتعالت ضحكات البرازيليين هاهاها. ولم ينفذا حكم المحكمة إلى يومنا هذا… هاهاها. متابعة قراءة دولةٌ… فرن
اليوم: 11 مارس، 2008
الدواوين وتغيير الثقافات السائدة
قانون إزالة الدواوين المخالفة يجب ألا يقارن أو يرتبط بالشاليهات أو القسائم الصناعية في الشويخ وخارجها التي هي شبيهة بتأجير الأراضي العامة لإقامة المزارع والجواخير والاسطبلات ومناحل النحل… الخ، وجميعها قائمة بعقود قانونية مع الدولة، ومعروف ان مستخدمي الشاليهات يدفعون خمسة اضعاف ما يدفعه الآخرون للكهرباء، كما تؤجر لهم الاراضي العامة للدولة بأسعار تعادل عشرات اضعاف ما يدفعه الباقون رغم ان جميع تلك الاراضي تستغل للترفيه في العطل ولا قيمة استراتيجية لها، وجميع المستخدمين هم كويتيون في النهاية.
ومع ذلك أرى انه لا مانع على الإطلاق من فسخ عقود الشاليهات والمزارع والاسطبلات والجواخير والمناحل سواء بسواء وأن يتم توزيع جميع تلك الأراضي على الشركات العامة لخلق منتجعات تؤجر للجميع، ولا علاقة لذلك القرار، إن تم، بقرار إزالة الدواوين الصائب، يتبقى حقيقة ان الشويخ الصناعية تقدم لنا كمواطنين خدمات لا غنى عنها بأسعار معقولة، وأي رفع لإيجاراتها سينعكس في النهاية سلبا على المستخدمين ويزيد من فداحة موجة الغلاء القائمة.
وهل لنا أن نتصور للحظة ما الذي سيحدث فيها لو تم إقرار قانون تأجير الأراضي العامة للدولة لإقامة المزيد من الدواوين عليها؟ في اليوم التالي لذلك القرار لن تبقى قطعة ارض في الكويت لن تقام عليها مبان كيربي لتأجيرها، ومن سيثبت ان تلك المباني هي لدواوين او لغير ذلك؟!
وفي تطبيق قانون إزالة الدواوين فوائد عدة اولها اعادة هيبة القانون بعد طول انتظار، وسنلحظ بعد ذلك جرعة موجبة لثقافة حب العمل والارتقاء بالمهني الكويتي، كما ستقل تبعا لتقليل الدواوين عمليات التأزم السياسي والتخندقات العائلية والطائفية والقبلية التي تعتبر الدواوين احد مراكز تأجيجها.
وقد خُلقت الدواوين تاريخيّا لأزمان غابرة غير ازماننا التي يفترض ان تستغل فيها الثواني والدقائق لتطوير الذات وزيادة الدخل وتنشئة الاولاد، لقد كانت هناك اوقات فراغ طويلة لدى رجال البحر والبر في الكويت القديمة في ظل وجود منازل صغيرة تستغل خلالها الزوجات خروج الازواج للدواوين لتنظيف البيوت والطبخ وتربية الابناء، ان في ازالة الدواوين فوائد جمة للكويت والكويتيين، كما ان السماح بزراعة الارتدادات خير الف مرة من انشاء المباني التي يساء استغلالها.
آخر محطة:
من المؤسف ان زيارة الدواوين قد شغلت الراحل الكبير د.أحمد الربعي عن كتابة عدة مؤلفات تروي سيرة حياته وآراءه ومواقفه تجاه القضايا العامة، ونأمل من ام قتيبة ومن الأبناء والأصدقاء الحرص على ان نرى في القريب العاجل اصدارات وكتبا تبقي ذكرى الربعي العطرة حية في الأذهان بعد ان توقفت مقالاته.
لربات البيوت فقط
أحمد الصراف
تقدمت شركة مايكروسوفت بعرض لشراء «ياهو» بمبلغ 45 مليار دولار، وهو مبلغ يزيد على اجمالي الدخل السنوي من البترول لقطر والبحرين مجتمعتين، ويقترب كثيرا من دخل الكويت!!
ولكن، وبالرغم من اعتقاد الكثيرين ان العرض اكثر من مغر فان «ياهو» رفضته ولم تتقدم حتى بطلب مبلغ اكبر، فاذا كانت القيمة الفعلية لياهو بحدود 50 مليارا، فهذا يعني ان قيمة منافستها الاكبر «غوغل»، تزيد على 150 مليار دولار، ويعني ايضا ان قيمة مايكروسوفت ربما تكون بحدود 500 مليار (!!).
الغريب في الامر ان «ياهو وغوغل»، وعددا آخر من الشركات الاصغر حجما في مجالهما، لا تمتلك عقارات او مصانع او اسهم وسندات ولا تتاجر بسلع ملموسة بالمعنى الحقيقي وليس لها اي انشطة زراعية او نقل او ما شابه ذلك، فكل ما تمتلكه هو عقول مؤسسيها والعاملين فيها وقدرتهم على الاستفادة من الاعلان على الانترنت وتوفير وسائل اتصال وبحث سهلة عن مئات مليارات المواد العلمية والطبية والتجارية وغيرها الكثير الكثير، من خلال الضغط على بضعة ارقام على لوحة كمبيوتر، وهذا جعلها اليوم اكبر مصدر للمعلومات، واسرع وسيلة اتصال وتواصل عرفتها البشرية في تاريخها، من حيث اتساع ما هو متوافر في ذاكرتها الافتراضية وفي فضائها العنكبوتي من مواد، والكم الهائل من الرسائل الالكترونية التي تمر عبر انظمتها في كل ثانية حول العالم اجمع، فعصر المعلومات الذي نعيش فيه اصبح طوع بنان من يستخدم طرق البحث والاتصال السريعة التي تقوم هذه الشركات بتوفيرها!!.
الحديث عن هاتين الشركتين طويل، وسنتناوله في مقالات قادمة بتفصيل اكثر. ولكن اليوم سنتطرق للكيفية التي يحاول فيها البعض من جماعتنا اساءة استخدام الانترنت، بوعي او دون وعي، لتحقيق غير المجزي من الربح.
فقد قامت جهة غير معروفة، وربما غير مسجلة رسميا، بنشر اعلان موجه لـ «ربات البيوت فقط»، طلبت فيه الاتصال بها ان كان لديهن طبخات او اصناف حلويات مميزة يرغبن في بيعها عن طريق الانترنت!! وورد في الاعلان ان تلك الجهة على استعداد لتصوير المنتج مجانا، وعرضه على شبكة الانترنت ومن ثم تلقي طلبات الزبائن والاتصال بصاحبة الاكلة المختارة لتحضيرها ومن ثم استلام الطلب وايصاله للزبون وتحويل قيمة الطبق للحساب المصرفي الخاص بربة البيت!!
من الواضح ان محدودية السوق وما تتطلبه العملية من خدمة لوجستية معقدة ومرهقة فان ما سيتحقق منها من فائدة مادية في نهاية الامر لاصحاب الفكرة لن يكون كبيرا او مجديا، هذا مع الافتراض ان المشروع سليم، وهو ليس كذلك، فقد قمت بالاتصال بالشخص المسؤول وبينت له ان شراء وبيع مواد غذائية يحتاج الى ترخيص تجاري وصحي وعمالة خالية من الامراض، وهذا ما لا يمكن التأكد منه في بيت كل ربة بيت تشارك في المشروع، كما ان العملية قد ينتج عنها تسمم طرف ما نتيجة سوء التحضير او التخزين فمن الذي سيتحمل مسؤولية ذلك، ومن الذي يتحمل مسؤولية عدم موافقة المشتري على الطبخة، وكيف تعالج المرتجعات؟ الى آخر ذلك من الاسئلة التي لم يستطع المسؤول الاجابة عنها وقال انه سيخبر اصحاب المشروع ليتم الاتصال بي.
بعد انتظار طال لايام قررت كتابة هذا المقال ووضع الامر بتصرف الجهات المختصة في وزارتي الصحة والتجارة، ولنطلب من الجميع توخي الحذر في التعامل مع مثل هذه الاعلانات الغريبة!