كثير من أفراد الشعب الكويتي مدمنون بالفطرة على أمور ضارة وسالبة دون ان ينتبهوا، ومن ذلك إدمان البعض منا على الأخبار السيئة والنظرة السالبة والمقالات الرخيصة المدغدغة، فلا يسعد صباحه ولا يهنأ يومه حتى يتأكد هذا البعض عبر ما يقرؤه ويسمعه في الدواوين من ان البلد خاربة وان مستقبلنا – والعياذ بالله – «كحلي في كحلي» وكأننا بلد فقر ومجاعات لا بلد رفاه وحريات.
وأدمن بعض الرجال الكويتيين «الدواوين»، ففي الوقت الذي يشغل فيه غير الكويتي وقته في المساء بالعمل المثمر المدر للموارد المالية أو بتطوير ذاته وقدراته أو حتى البقاء مع عائلته ومتابعة أولاده نجد ان كثيرا من الكويتيين يضيع تلك الأوقات الثمينة بالجلوس في دواوين الهرج الذي لا ينفع، وبودنا ولأجل الكويت ألا يكتفى بإزالة الدواوين المخالفة بل ان تمتد الإزالة لكثير من الدواوين المصرحة وخاصة المشرعة أبوابها أغلب الليل لتجرع المخدرات أو لتلقي التعليمات عبر «اللاب توبات» من متطرفي الخارج.
ورغم انه لا «رهبنة» في الإسلام كما ان بعض الأديان الأخرى تفرض على من تريد التبتل والتفرغ للدين من النساء ألا تتزوج، إلا ان بعض النساء الكويتيات المتزوجات وغير المتزوجات أصبحن مدمنات كذلك فالبعض منهن تقضي جل أوقاتها في دروس الدين التي يفترض انها تعرفها جميعا فالحلال بيّن والحرام بيّن ولا وقت لديها بداهة للبيت والأولاد رغم ان رسول الأمة ( صلى الله عليه وسلم ) قد رفض مسلك من يصوم الدهر ويزهد في الدنيا، وبالطبع هناك مدمنات أخريات من الكويتيات لا يستطعن ترك الصديقات أو مفارقة المطاعم والأسواق، وكله في النهاية إدمان في إدمان.
ويدمن بعض الشباب وحتى الشابات عملية «السكن» في السيارات واللف بها طوال اليوم بدلا من استخدامها كوسيلة نقل من مكان الى آخر، فيتسبب هذا الفعل أو الإدمان في زحمة الشوارع ووفرة الحوادث وتعريض أرواح الأبرياء الآخرين للخطر، وكم بودنا لو خلقنا نظام كاميرات مراقبة دائمة للوصول «لمدمني الشوارع» وعلاجهم.
وأدمنت أسر كويتية حتى النخاع ظاهرة الخدم فلا عيش في الداخل أو حتى أثناء السفر دونهم في حين نجد ان أثرياء الدول المتقدمة يعمدون في «الويك اند» واثناء اجازاتهم السنوية لقطع الأخشاب بأيديهم في منتزهاتهم والطبخ والقيام بأمور البيت كنوع من التغيير وللحفاظ على الصحة العامة التي تتحسن بالنشاط البدني وتضار بالبقاء دون حراك، واذكر انني سألت أحد الأصدقاء، واسمه حمد، لماذا لا تغير جهة سفرك؟ فأجابني لقد جربت إلا أنني لم أجد هناك «كامل شوماخر» ويعني سائقه وخادمه الخاص الذي يقضي كل حوائجه في ذلك البلد الذي يزوره كل عام، ولله في خلقه شؤون!
آخر محطة:
1 – ويدمن كثير من الكويتيين رغم البدانة وتفشي أمراض السكر والقلب والضغط أكل العيش (الرز) ويعتقدون أنه لا عيش دونه.
2 – يطالب البعض برد جنسية سليمان بوغيث ولا يخبرنا إن كان حيا بعد ان اختفت أخباره، وما نعتقده من تخلص أصحابه من ذوي الأنياب السامة منه.
3 – ويطالب البعض بإبقاء الدواوين المخالفة ولا يقول ما الذي سيحدث لمن دمرت الجرافات ديوانه ومنشأته وأحقية ان نصبح الدولة «الفوضوية» الوحيدة في العالم التي تبيح الاستيلاء على الأراضي العامة للدولة.