كما أن هناك نجوم غناء وتمثيل فإن هناك أيضا نجوم دعوة إسلامية!
لأسباب خاصة، هي أعلم بها، تمنع إدارة التحرير بين الفترة والأخرى نشر أحد مقالاتنا. لا اعتراض لنا على ذلك، ولا حرج في الموضوع.. فعدد زياراتنا ورئاسة التحرير للنيابة في السنوات الماضية كاف لجعلنا والجريدة أكثر حذرا فيما نكتب، واكثر تقبلا لقضية المنع. ولكن مرارة منع نشر مقال تعلق موضوعه بالداعية عمرو خالد، لا تزال ساكنة في الحلق والنفس على الرغم من مرور سنوات أربع أو خمس على القصة.
انتقدنا في ذلك المقال الطريقة التي كان، ولا يزال، يتبعها هذا الرجل في خطبه وأحاديثه. فتلك اللزوجة في الحديث والطراوة في الوصف والجرأة في اختراع الغريب من القصص عن أحداث يوم القيامة وغيرها من الأمور الغيبية بينت لنا من أول خطاب سمعناه له، أن الرجل تاجر كلام يتخذ من الحديث في الدين سلعة يبيعها على السذج، وخاصة النساء والفتيات المراهقات اللاتي تمتلئ أعينهن بالدموع كلما سمعن خطبه وأحاديثه، لاهتمامهن من جانب بملبسه وشكله وطريقة حديثه، وعدم ادراكهن حقيقة او مدى صحة ما يرد على لسانه من كلام، ومن جهة اخرى لجهل غالبيتهن بما يقول وعدم قدرتهن على التفريق بين الحقيقة والخيال في كلامه المؤلف والآني الصادر عن خيال جامح!
لم يتأخر الوقت كثيرا لتظهر صحة موقفنا من تجار الدين هؤلاء، فقد ورد في «القبس» (2/25)، نقلا عن وكالات الأنباء ملخص للتقرير الصحفي الذي نشرته مجلة فوربس الاميركية الرصينة عن ثروات عدد من «نجوم الدعوة» المسلمين هؤلاء، والذي تبين منه ان النجم الساطع عمرو خالد أكثرهم غنى، بدخل سنوي يزيد على 2،5 مليون دولار. كما جاء بعده في الثراء الداعية الكويتي طارق سويدان صاحب المشاريع التجارية المتعددة والبرامج التلفزيونية والخطب الدينية الاكثر تعددا.
عندما تضع «فوربس» عنوان مقالها: «أعلى دعاة الدين الإسلامي دخلا خلال 2007» بجانب صورهم على الغلاف الخارجي لطبعتها العربية، وبموافقة هؤلاء، فهذا يعني بصريح العبارة ان عمل هؤلاء الدعاة ليس لله ولا للحصول على مرضاته ونيل أقصى الثواب وأعلى الأجر الأخروي، ولا علاقة لعملهم بالصلاح ونيل رضا الرحمن والنجاح في إبلاغ الرسالة الصالحة والصادقة، بل المسألة برمتها لا تعدو ان تكون تربحا على حساب البسطاء وتلاعبا على الألفاظ ليقين هؤلاء الدعاة والنجوم الشباب ان الغالبية المستمعة لهم والمدمنة على برامجهم لا تفهم ما يقولون، وان فهموا فإنهم لا يعرفون كيف يفرقون بين الغث وعكسه. وبالتالي فهي تجارة في تجارة فمن يبع الأمل يجد دائما من يشتري منه. ولكن على من نقرأ مزاميرنا يا ترى؟
وبهذه المناسبة انشأ دعاة إصلاح آخرون موقعا الكترونيا باسم: «قرآن فلاش»، وقاموا بتنزيل كامل القرآن على الموقع لمن يريد الاطلاع عليه.
ووصف هؤلاء أنفسهم بمجموعة من الشباب المتطوع، ولكنهم لم يمانعوا في قبول اي تبرع مالي. كما جعلوا من ذلك الموقع «القرآني» مصدر دخل مباشر لهم عن طريق استغلاله للدعاية لخصومات شركات طيران ولتقديم دروس تحسين اللغة الانكليزية «الكافرة»، كما ان المشرفين عليه بإمكانهم مساعدة من يرغب في الحصول على الـ«غرين كارد»، الذي يمكن عن طريقه السفر والعمل في بلاد الشيطان الأكبر (أميركا)!!
أحمد الصراف