القت الشرطة الدانمركية فجر يوم 2/12 القبض على خلية ارهابية مكونة من ثلاثة مسلمين قبل قيامهم بمحاولة قتل كورت ويستر غارد احد رسامي الرسومات الكاريكاتيرية المسيئة لنبي الاسلام، والتي دار حولها جدل كبير عند نشرها في سبتمبر 2005. وعند سؤال ويستر غارد عن تعليقه على الحادث قال إنه، وقد قارب الثمانين من العمر، ليس قلقا على حياته، وان الخوف لديه تحول الى غضب ورفض للارهاب! وقامت صحيفته في اليوم التالي بنشر بعض تلك الرسوم المسيئة مرة اخرى. كما جارتها صحف دانمركية منافسة اخرى ونشرت بعض الرسومات في تحد واضح للقتلة واظهار لنواياها في الدفاع عن حرية الصحافة، ورفضها للتهديد والارهاب.
ربما لا يشك البعض في نوايا الرجال الثلاثة المتهمين، وغير المدانين حتى الآن، في حبهم لنبي الاسلام وغيرتهم على صورته ورفضهم بالتالي الاساءة له. ولكن هل كان الاسلام سيصبح اكثر قوة لو نجحت محاولة هؤلاء؟ وهل فشلهم في تحقيق هدفهم قد قرب الاسلام كدين لبقية شعوب الارض؟ وما هي الصورة التي بدأت تترسخ اكثر واكثر في اذهان العالم عن المسلمين وفي اي دولة كانوا؟
لا نعرف الكثير عن هوية المتهمين، وقد يكونون من مسلمي الدانمرك او من غيرها، ولكن المرجح انهم انطلقوا في محاولتهم تلك من شعورهم بأن الاسلام قد اسيء له، وكان من الضروري بالتالي رد الاعتبار اليه، وعليه قام هؤلاء باختيار اكثر الوسائل دموية وكلفة واقلها فاعلية وسذاجة، وربما سهولة في الوقت نفسه، في الرد على من اساء للنبي، لان الوسائل الاخرى اكثر صعوبة حقا.
فالاسلام لا يمكن ان يرتفع شأنه بأعين الغير الا بحسن افعال المنتمين إليه وبكفاحهم وعملهم للتخفيف من معاناة الانسانية وبأعمالهم الطبية وبمنجزاتهم في ميادين المعرفة والطب، فطبيب واحد خير من الف ارهابي، وارهابي مسلم واحد كفيل بمحو عمل الف طبيب مسلم!
لا شك ان التخطيط اخذ من هؤلاء الكثير من المال والجهد والوقت، وبالرغم من ذلك فشلوا في تحقيق هدفهم، واعيد نشر الرسومات مرة اخرى، ووضع هؤلاء قيد الاعتقال وقد يقضون سنوات عمرهم خلف القضبان، وسيكون لذلك اوخم العواقب، ليس على اسرهم واهاليهم فقط بل وعلى عموم المسملين في الغرب أيضاً، وعلى نظرة الدول الغربية لفكرة منح اللجوء السياسي للمضطهدين من عالمنا، وبالذات العربي والمسلم منه!
ولو بحثنا عن الجهة الوحيدة التي استفادت من مجرد قيام هؤلاء بمحاولة قتل رسامي الكاريكاتير، لما وجدنا غير اعداء الاسلام والمسلمين. ولو نجح هؤلاء في محاولتهم وبحثنا عن الجهة التي كانت ستستفيد من ذلك، لما وجدنا غير اعداء الاسلام والمسلمين. فإلى متى نكون اداة اساءة لانفسنا واوطاننا ومعتقداتنا؟
ملاحظة: يقول الكاتب اللبناني مروان نجار انه كسب اعداءه بعرق جبينه!!
وأقول أنا إنني كسبت اعدائي بجدارة. فكلما نظرت الى القائمة التي تضم اسماءهم، وهي قائمة افتراضية بطبيعة الحال، شعرت بالفخر والاعتزاز!
أحمد الصراف