كنت على وشك رثاء الابتسامة التي اعتذرت عن المشاركة في مهرجانات واحتفالات الكويت بسبب المجرم عماد مغنية، فأمسكتُ قلما مداده حبر العين وعنونت المقالة: «قفوا… لوداعها»، لولا أن النائب الوسيم وليد الطبطبائي قفز أمامي قفزة ضفدعية ، بأوامر من أعمامه، وراح يحذف البحر بالحجر، معتقدا بأنه سيدمي جبهة البحر.
تلميذ ابن لادن والزرقاوي يتحدث عن الوطنية! يا لسخرية الأقدار والأزمنة والأمكنة. التلميذ الصغير أخذ يخربش ويزايد بأن «صمت الشعبي حتى الآن حول تأبين مغنية، ليس له تفسير سوى أنه يشارك المؤبنين موقفهم الشاذ». يقول ذلك وهو يعلم بأن التأبين أقيم مساء السبت، أي أثناء تواجد ثلاثة نواب من الشعبي خارج البلاد (مسلم البراك كان في مكة، أما الحبيني والخليفة ففي مملكة الأردن. طبعا بخلاف النائبين موضوع القضية)، وبعد وصول البراك مباشرة اجتمع مع زملائه وأصدروا بيانهم الرافض للتأبين في يوم الاثنين. وأمس الأربعاء، وضع «الشعبي» نقطة في نهاية الجملة المختصرة: «التكتل الشعبي يفصل النائبين عبد الصمد ولاري». فما المطلوب أكثر من ذلك يا «وائل كفوري الخليج» في هذا الجو الأحمر الرومانسي؟
المضحك أن وائل كفوري الخليج كان قد صرح بعد التأبين مباشرة تصريحا مهادنا براية بيضاء قائلا: «نستغرب موقف النائبين الفاضلين عدنان ولاري المعروفين بمواقفهما الوطنية». لكن يبدو أن تصريحه هذا لم يعجب «العمام»، فــــ «شخطوه شخطة» من النوع الفاخر، جعلته يقفز ويصعّد إلى أن اتهم التكتل الشعبي بأكمله. الأمر الذي أعاد لنا الابتسامة بعدما خشينا نسيان ملامحها. وإن كانت ابتسامة شفقة.
وائل كفوري أضحكنا، أما «عاشق الجدران» النائب مبارك الخرينج فقد أبهرنا، عندما ابتعد، وبشجاعة يحسده عليها الفرسان، عن جداره الذي كان يمشي بجواره وهاجم التكتل الشعبي بشراسة… ولا أدري ما الذي منعه من الاكتفاء بانتقاد حماقة النائبين المؤبنين كما فعل بقية النواب؟
يا عزيزي يا مبارك، حفظ الله جدرانك من كل سوء، لن يفيدك من غشك وأشار عليك بخيانة الجدار والابتعاد عن دفئه والخروج إلى الخط السريع. خذ مني هذه النصيحة مجانا بمناسبة هلا فبراير: لا تضطرني لكشف بعض التفاصيل. عد إلى جدارك يا مبارك وسر بجانبه قبل أن ألصقك فيه… «يدك والحار».
***
للتوضيح بخصوص لقائي المنشور أمس في جريدة الرؤية، وإجابة على التساؤلات التي تكدست في هاتفي وبريدي الالكتروني، وعن اعتقاد البعض بأن رأيي الوارد في اللقاء بخصوص علاقتي مع «التكتل الشعبي» جاء نتيجة للموقف المخزي لعدنان عبد الصمد وأحمد لاري في قضية تأبين النافق عماد مغنية، أوضح بأن اللقاء هذا أجري معي قبل نحو ثلاثة أسابيع، أي قبل نفوق المجرم بفترة طويلة… ثم إن التكتل الشعبي، وللمرة المليون بعد الخمسين، هو تكتل نواب، فقط.