بحماسة، كتب أحدهم لي (بعد التصرف): «تخيل بأنني وجدت ابنتي ذات الأعوام العشرة ترقص الباليه في صالة المنزل، فعنّفتها وضربتها فأخبرتني بأن أستاذة الألعاب هي التي درّبتها على ذلك. لاحظ الفسق والفجور وزرع ثقافة الغرب في الأطفال. على العموم، أنا لم أسكت، بل قلبت عالي المدرسة واطيها. أرجوك أخ محمد، اكتب للوزيرة بأن الشعب الكويتي محافظ ولا يقبل مثل هذا الانحلال». فكتبت ردا على رسالته: «لا حول ولا قوة إلا بالله. بالفعل، هذا انحلال، وسأكتب للوزيرة بأن تأمر الناظرات بأن يحترمن عاداتنا وتقاليدنا، ويوقفن تدريب البنات على الباليه، ويدربنهن على «العرضة»: يا شيخنا يا ابن صباح، اضرب بنا عرض البحر»… كتبت له ذلك، وأنا أمسح العرق و«أتحمّد» الله على السلامة، لأنه لم يعرف بأن ابنتي ذات التسعة أعوام عضو في فريق الرقص في المدرسة. ثم أمسكت بهاتفي وأرسلت رسالة إلى أحد الأصدقاء: «هانت، لم يبقَ سوى مئة وخمسة وسبعين سنة كي نتخلص من الغباء ونغسل المكان من بعده. وبشّر عمرو خالد ومفسري الأحلام وأشباههم بأن مستقبلهم باهر، فالغباء لا يزال يتمتع بلياقة بدنية عالية في الكويت. وبعض الرؤوس تحتاج إلى أحذية، أيضا». متابعة قراءة رؤوس… بلا أحذية
اليوم: 19 فبراير، 2008
أحبّوها أو اتركوها
عماد مغنية ليس مرجعا دينيا يجب على المسلمين تأبينه، كما انه ليس كويتيا بل لبناني قتل وأبّنه الأتباع هناك، لذا لا يوجد مبرر واحد على الإطلاق يفسر عملية العزاء التي أقيمت لأجله في بلدنا والتي قسمت للأسف المجتمع الكويتي، ولن يزايد أحد في هذا السياق على موقف وكيل المرجعيات الدينية السيد محمد المهري الذي لم يؤبنه وقال انه ينتظر الرأي الرسمي للدولة لاتخاذ قراره.
ولدي معرفة وصداقة مع الكابتن عيد العازمي تمتد لربع قرن، أعلم من خلالها مدى صدقه في القول واعلم معها ان بويوسف هو من كان صلة الوصل بين الطاقم والخاطفين وله الفضل الحقيقي في إنقاذ «الجابرية» من التحطم والغرق أمام شواطئ بيروت عندما اعتقد الخاطفون – الأذكياء – أن بإمكان الطائرة ان تطفو على الماء وتسير كالباخرة بعد رؤيتهم نشرات السلامة، الكابتن عيد والمضيف المخضرم يسري يؤكدان بما لا يقبل الشك ان الخاطف هو مغنية والاثنان شاهدا عدل ولا مصلحة لهما في اتهام الأبرياء.
وبكل صراحة ودون مجاملة خوفنا الكبير ليس من مجلس العزاء ذاته بل من «احتمالية» ان يكون قد تم بأوامر «خارجية» لا تستهدف الخير لمجتمعنا، بل تروم تقسيمه واستخدامه بعد ذلك في حروب الوكالة التي تشنها بعض الدول ضد أميركا ومن ثم ارتعابنا من تكرار الدمار القائم في العراق ولبنان وفلسطين على معطى الحرب على تخوم الدول الأخرى، يقول مثل انجليزي عن الوطن (love it or leave it) ونقول لجميع الكويتيين أحبوا الكويت أو اتركوها حتى لا تخربوها.
سبق لنبيل العوضي ان قال ان في الكويت شواطئ عراة وان الفتيات في الكويت يتركن أجسادهن للرجال لرسم «الوشم» على عوراتهن في الأسواق! وقد أصبح ما كتبه وعلقنا عليه في حينه الخبر الأكثر انتشارا على موقع «العربية» الشهير وقد تبعته تعليقات شاتمة وشامتة في الكويت آنذاك، عاد نبيل العوضي لتكرار دعاواه الزائفة الضارة بالكويت هذه الأيام عبر الادعاء بأن هناك من الكويتيين من يسمح بدخول الرجال لمخادع بناتهم، يتبقى إما أن الكاتب كذاب أشر ومعروف ان الكذب من الكبائر ومن علامات النفاق أو انه يروي ما يسمع، ومعروف حكم الدين بمن يقوم بذلك ولا مانع لديه من الإضرار بوطنه الكويت، مرة أخرى أحبوا الكويت أو اتركوها، فلم يعد يحتمل الوطن من يأكل من خيره ويضره.
ولا نفهم على الإطلاق بيان جمعية الإصلاح (حول التعليم المشترك) والتي كنا نرتجي منها الحكمة والتعقل والتي نعلم ان الأغلبية المطلقة من قياداتها والمنضوين تحتها – من رجال ونساء – هم من خريجي «التعليم المشترك» في الكويت وخارجها ولم تضار أخلاقهم بشيء، كما نعلم ان المخافر وطوال 3 عقود من التعليم المشترك لم تسجل حالة تعد لا أخلاقية «واحدة» بين الطلبة بينما شهد مأذونو الزواج عقد آلاف الزيجات اللاحقة بين الطالبات والطلبة.
آخر محطة:
كلنا خطاءون وخير الخطائين التوابون، لذا نرجو ممن وردت أسماؤهم في عزاء الإرهابي عماد مغنية ومن جمعية الإصلاح ومن الزميل نبيل العوضي ان يتقدموا باعتذارات مستحقة معلنة للكويت ومواطنيها حتى تقفل وتنتهي القضايا المدمرة التي أثاروها علما أن عدم الاعتذار يعني الإصرار على الإضرار بوطنهم الكويت الذي لا يستحق منهم ذلك.