أجرى جاسم عباس، الزميل في «القبس»، لقاء طريفا مع السيد عبدالله الهندي، حفيد احمد الهندي، اول مطهر شعبي اعترفت به ادارة مستشفى الارسالية الاميركية في اوائل القرن الماضي.
وتضمن اللقاء الكثير من الامور الطريفة والغريبة، وربما كان اكثرها اثارة لاستغرابي ان دعيج العون، جاسم معرفي، عبدالحسين الخباز، فهد الموسى، محمد النشمي، عبدالحسين زاهد، عبداللطيف العمر، عبداللطيف الفلاح، خالد المسعود، عبدالعزيز الدوسري، عبدالعزيز البالول، معجب الدوسري، عبدالله البالول، سعود الخرجي، محمود الناصر، سليمان البناي، محمد تقي، ملا عيسى المطر، ملا راشد السيف، حيدر بن نخي، محمود بهبهاني، جاسم العبدالله، محمد الصباغة، عبدالوهاب هاشم البدر، ابراهيم اليوسف، وصاحب اللقاء عبدالله الهندي، كانوا وغيرهم الكثير من طلاب «المدرسة الوطنية الجعفرية»، التي تأسست في عام 1938 بالقرب من نقعة معرفي على ساحل البحر! فكيف اجتمع كل هذا الخليط من شباب ثلاثينات القرن الماضي، الذين بلغ البعض منهم بعدها ارفع المناصب واكثرها اهمية في مدرسة جعفرية؟ ويقول السيد الهندي انه درس في تلك المدرسة ومن ثم عمل امينا لمخزنها، واصبح مدرسا فيها، ولقد حدث ذلك، وهذا كلامنا، على الرغم من ان اتجاه المدرسة المذهبي كان يختلف، ولا يخالف، مذهبه ومذهب غالبية من وردت اسماؤهم في الفقرة اعلاه، والذين كانوا من مشارب وخلفيات متنوعة ومن جميع مناطق الكويت واسرها، والذين لم تمنع خلفيات آبائهم المذهبية واختلافاتهم العرقية من إلحاق ابنائهم بتلك المدرسة، ليس فقط لما اشتهرت به تحت ادارة المربي سيد محمد حسن الموسوي، من حزم وحب للنظام، ولا للمستوى العالي لمخرجاتها، مقارنة بكتاتيب تلك الايام، حيث كان يدرس في المدرسة الجعفرية منهج اللغة الانكليزية والرياضيات وعلوما اخرى، بل لان مجتمع ذلك الوقت كان اكثر صفاء وصدقا مع نفسه، ولم تصله بعد لعنة التعصب المذهبي والعنصري التي أشاعها الغرباء، والبعض منا بين افراد الوطن الواحد.
نكتب هذه الواقعة التاريخية ونتمنى، وليس لنا غير ذلك، ان تعود الانفس الى بعض ما كانت عليه من صدق وصفاء، فما يجري على الساحة من تناحر وبغض مذهبي واختلاف ديني وتعصب عرقي احمق سوف لن نجني منه غير الخراب، الذي سيطال الجميع من دون استثناء، وما يجري في العراق ولبنان وتشاد وكينيا، درس اكثر من واضح لمن في رأسه عقل! فهل نتعظ؟
أشك في ذلك!
أحمد الصراف