فجأة، اكتشف أهل البحرين أن هناك كوكبة من المواطنين الأبطال الذين:
– لا يخشون في الله لومة لائم.
– يقدمون أرواحهم وأولادهم لأجل الوطن.
– لن يسكتوا أبدا عما يفعله المفسدون وسيفتحون صدورهم وجباههم في حربهم معهم.
– لن يهدأ لهم بال وهناك من يسيء إلى أمن الوطن واستقراره.
– ينامون ويصحون على الأمانة والخوف من الله، وسيواصلون جهودهم لنيل الثواب بقول كلمة حق في وجه سلطان جائر.
– لن يسمحوا للطائفيين والتكفيريين بأن يفرقوا بين أبناء الوطن الواحد، وسيذيقوهم سوء العذاب.
– مصلحة البلد وأهل البلد فوق أية مصلحة شخصية، لذلك فهم ينادون بالإصلاح الحقيقي الذي يحافظ على استقرار البلاد.
– لا ينفكون من القسم والحلف: والله سنفعل… والله سنقول… والله لن تغمض لنا عين… والله العظيم، لن نترك شرذمة تعبث بأمن البلد، وسيلاحقون المحرضين في جحورهم جحرا جحرا.
– لن يهنأ لهم عيش وهم يشاهدون ويسمعون ويرون أهل البدع يحدثون في الدين ما يحدثون بأباطيلهم وضلالاتهم.
– أرواحنا رخيصة في سبيل الوطن، ولن يمر الصفويون إلا على أجسادنا إن استطاعوا.
ولربما صاغوا من البطولات ما عجز عنه عنترة العبسي وسيف بن ذي يزن وأبوفراس الحمداني، بل هم أشد غلظة وقوة من «آرنولد»، واذا شاهدهم «سعدون» يهرب خوفا… لكنهم، مع شديد الأسف، مختبئون! لا أحد يعرفهم…
هؤلاء الأبطال الذين نتشرف بهم لكي يحموا البلاد والعباد ويخلصونا من كل الشرور بنخوتهم العربية الأصيلة وروح الإقدام التي يتمتعون بها يجددون فينا الحياة والأمل… هؤلاء يا إخواني (أبطال الكيبورد) كما يطلقون على بعضهم بعضا… في المنتديات الإلكترونية تجدهم يسطرون الملاحم في الدفاع عن الوطن وعن الإنجازات وعن المكتسبات، ويفاخرون بأن كانت لهم الريادة في التصدي للمخربين والمجرمين والطائفيين والمفسدين، بل هم الأقدر على تقديم الاستشارة الحكيمة للدولة، لكنهم مع شديد الأسف… أقول مع شديد الأسف، لديهم من الكبرياء والغرور ما يحرمنا منهم، ومن طلعتهم البهية.
خسارة والله… كان بودنا أن نعرف أسماءهم – إن لم نتمكن من معرفة شخوصهم وصورهم – لكي ننقشها بحروف من ذهب في حياتنا، فالبلد في أمس الحاجة إلى مثل هؤلاء المواطنين النبلاء الشرفاء لمواصلة مسيرة الديمقراطية والتنمية والنهضة، لكنهم لا يرجون إلا الثواب والفضل من الله سبحانه وتعالى، فهم حين يهاجمون خلق الله بأسمائهم الصريحة وينالون من كرامتهم وشرفهم، إنما هم بذلك يتقربون إلى الله عز وجل، وإن سنحت لهم الفرصة لأن يهاجموا أبناء الشيعة والسنة، فهم بذلك يحاربون الفتن وأهل البدع والضلال، ويعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم ما قاموا بواجبهم الديني والاجتماعي على أكمل وجه، لذلك، هم سيواصلون النهج ولن يخشوا في الله لومة لائم كما يقولون.
هؤلاء الأبطال، في عز الشباب… أعمارهم تتراوح بين 18 و30 عاما تقريبا، لكنهم كلهم أصحاب دين وأخلاق ومثل عليا، كلهم، كلهم بلا استثناء، استقوها من الدين الحنيف، ويعملون امتثالا لأوامر الله عز وجل، وينامون ليلهم في طمأنينة إلى أنهم يقدمون الخير، حتى أن يدهم اليسرى لا تعلم ما قدمت يدهم اليمنى…
أيها الأبطال الأشراف… شقوا طريق الدعوة والإرشاد ومحاربة الضلال والفساد والظلم… ودافعوا عن الدين… دافعوا عن الصحابة وأمهات المؤمنين… ولا تتركوا شريرا واحدا في هذه البلاد… واحملوا السيوف والرماح من الصنع المحلي…
لكن لا أدري، هل تستوعب جحوركم المظلمة الصغيرة المجهولة، كل هذا العتاد والسلاح للاستمرار في حربكم ضد الباطل؟!