يتباكى الأصدقاء على اختفاء الفقع (الكمأ باللغة العربية) من أراضي الكويت، بينما يتباكى محدثكم على اختفاء الجمال بين صبايا الكويت… لدينا فائض من القبح و «الجكر» منتشر بين النساء والصبايا بكميات جاهزة للتصدير للدول الشقيقة والصديقة وإغراق أسواقها، اللهم زد وبارك. هذا الفائض أدى إلى تضخم في أعداد المنقبات غير المتدينات، جزاهن الله خير الجزاء على جميلهن الذي لن ينساه الشباب بعدما أضحى الحجاب غير كافٍ لمعالجة تدهور الأوضاع، عليّ الطلاق لم يعد الحجاب يكفي، ولا بد من النقاب وبسرعة، اليوم قبل الغد. متابعة قراءة حملة عن حملة… تفرق
اليوم: 17 يناير، 2008
سمك له وجوه الرجال!
في البدء الشكر الجزيل للاخوين الفاضلين علي اشكناني وماهر الايوب من منضوي الادارة العامة للجوازات والجنسية على حسن الاداء ورحابة الصدر في تعاملهما مع المراجعين، وقد ابتدع الاخ ماهر الايوب روزنامة جميلة لعام 2008 يمكن للمراجع ان يعرف من خلالها الوقت المناسب لاستبدال الجواز، وقد علمت من ابو عبدالله ان جواز السفر يكلف الدولة 25 دينارا ويدفع المواطن 3 دنانير للحصول عليه، الا ان البعض ما ان يغضب على زوجته واولاده حتى يقوم بتمزيق جوازاتهم ويدفع المال العام ثمن ذلك الغضب.
اتى في الحديث النبوي الشريف الحث على طلب العلم حتى من الصين، مما يعني ان العرب كانوا يرتحلون الى تلك الديار البعيدة عندما لم تكن هناك طائرات او جوازات سفر او عملات عالمية كالدولار او شيكات سياحية او حتى لغة كالانجليزية يستخدمها الجميع للتفاهم بينهم كالحال هذه الايام، وقد اطلعت قبل مدة على كتاب لتاجر خليجي يسمى سليمان كتبه عن ذكريات ترحاله للهند والصين وغيرهما من البلدان في القرن الثاني الهجري، اي التاسع الميلادي.
يقول ذلك التاجر انهم كانوا يتزودون بالمياه من شط العرب، الا ان السفن تغادر لتلك البلدان البعيدة من ميناء يدعى «سيراف» على الشاطئ الشرقي للخليج ثم يتوقفو في مسقط في عمان ثم يعبرون عن طريق «الدردور» الى جزيرة سرنديب (سيلان) وبعد ذلك للهند ثم اخيرا لميناء «خانفوا» الصيني الذي يعتقد انه ميناء «كوانزوا» الحالي القريب من هونغ كونغ.
ويقول التاجر سليمان ان البضاعة تبقى في بيت المال في «خانفوا» تحت رعاية وال عربي مسلم يعينه امبراطور الصين حتى تجتمع البضائع القادمة من السفن الاخرى المحملة من الهند والمنطقة العربية، فتعرض جميع تلك البضائع على التجار الصينيين القادمين من جميع المناطق بعد فترة تأخير وانتظار تمتد الى 6 اشهر (الارجح ان ذلك الوالي تدريب بلدية الكويت ومعتاد على «راجعنا الشهر الياي»).
ومما اتى في الكتاب القيم الذي حققه د.سيف المريخي واصدره مركز زايد للتراث والتاريخ ان الدولة الاموية كانت اول من تبادل السفراء مع الصين، كما عززت تلك العلاقات الديبلوماسية ابان حكم ابوجعفر المنصور اوائل الدولة العباسية، ويروي التاجر سليمان ان اول جوازات سفر استخدمت في الصين، حيث كان الولاة يصدرون اوراقا للمسافرين تتضمن اسماءهم واعمارهم واسماء واعمار من معهم (جواز سفر جماعي) وتتضمن الاوراق توصية من امبراطور الصين بتسهيل سفرهم.
ويطنب الرحالة التاجر في وصف عادات شعوب الدول التي مر بها من الخليج الى الصين، ويرى ان هناك اتفاقا آنذاك على ان اعظم ممالك الارض هي مملكة العرب (الدولة العباسية) تليها مملكة الصين ثم مملكة الروم واخيرا مملكة الهند (لا ذكر للولايات المتحدة)، وقد وصف التاجر في كتابه الطريف والظريف فواكه تلك البلدان وحيواناتها واديانها وعاداتها الغريبة كحرق الزوجات في الهند بعد موت ازواجهن، ومما قاله ان ملك الصين لا يقبل اي شكوى شفهية بل يجب ان تكون مكتوبة بشكل مفصل واسلوب جميل، ويضيف التاجر ان جميع اهل الصين يعرفون القراءة والكتابة.
ويظهر ان سليمان التاجر كان يصيبه دوار بحر اثناء الرحلة فيبقى في «الخن» طوال الوقت ليقص عليه البحارة بعد ذلك ما يدعون انهم رأوه، فبعد شرحه الدقيق لاحوال البر نجد ان الامر يختلف عن شرحه لاحوال البحر، فيتحدث عن اسماك لا يمكن ان تكون حقيقية منها سمك له وجه انسان اسمه سمك «الميج» وسمك آخر يقفز من البحر الى جوز الهند فيشرب ماءه ويأكل ثمره ويرجع للبحر، وسمكة ثالثة اسمها «الطوال» ما ان تصطادها حتى تجد داخلها سمكة وداخل السمكة سمكة (هكذا)، ولم يذكر ما اذا كانت السمكة الاخيرة تجدها محشوة بالثوم والبصل والطماط وجاهزة للشواء ام لا، واخيرا سمكة عظيمة تنفخ الماء فيكون كالمنارة (الحوت بالقطع) وان اصحاب السفن كانوا آنذاك يقرعون الناقوس طوال الليل والنهار كي يرعبوها فتبقى بعيدا عن السفن كي لا تغرقها، ولك ان تتصور حالة السمع لدى المسافرين عند الوصول (عمك اصمخ).
أعداء الشعب… أعداء الحكومة قطعا!
يخطئ من يظن أنه لا «أعداء» في الداخل للحكومة والشعب على حد سواء في هذا البلد! يخطئ كثيرا من يحمل هذا الاعتقاد، لأنه بذلك سيقع ذات يوم من شاهق، وسيرتطم بأقسى حقيقة باعتباره واحدا من مئات المخدوعين والمغرر بهم!
في بلادنا، لفيف غريب من الأعداء الذين يتفننون في توجيه قذائف التدمير للمجتمع لتصيب أضرارها الفتاكة الناس أولا، ثم يأتي دور إصابة الحكومة بعدهم مباشرة… وقد وضعت تصنيفا في هذا المكان ذات يوم، لأولئك الأعداء، ومنهم كتّاب في الصحافة ومسئولون كبار وصغار، ومشايخ وعلماء دين من الطائفتين، وبينهم أيضا نواب وناشطون في مختلف الاتجاهات.
المهم، أن الطامة الكبرى، هي أن أولئك الأعداء الذين يكيدون الكيد لأهل البلد، يخطئون – من حيث يحتسبون أو لا يحتسبون – في تقدير الأمور من باب الظهور بمظهر الموالي العظيم الذي يفني نفسه وأهله وماله من أجل البلد، وهو لا يعدو كونه مجرد باحث عن مصالح ومناصب ومال وجاه… وهذا التقدير الخاطئ مؤداه أنهم يهينون الحكومة في كثير من الأطروحات التي يقدمونها على أنها (كشف عظيم) لا تعلم عنه الحكومة ومسئوليها وكأنهم نيام!
لقد أخطأ الكثير من أولئك «الأعداء للبلد وللحكومة» حينما ملأوا الصحف، وظهروا في التلفزيون مرات ومرات، وتحدثوا في الإذاعة مرات ومرات عن انتعاش اقتصاد البلد وارتفاع معدلات النمو الاستثماري، وتنفيذ المشروعات الجبارة وتقديم التسهيلات كافة للمستثمرين، ومضوا على هذا المنوال طيلة سنوات! والناس، وأولهم المستثمرون، كانوا يعلمون بأن هناك «خللا» يدمر اقتصاد البلد يبدأ بالعقبات والعراقيل، وينتهي «بتطفيش» المستثمر، وأولئك الأعداء «طايحين مديح وهمي كاذب»، كشفته مبادرة سمو ولي العهد التي استجاب لها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء، والمرتبطة بتعطيل تنفيذ خطط الإصلاح الاقتصادي.
وللحكومة نقول، هم أولئك الكتّاب والنواب وبعض وجهاء وخبراء تحدثوا وأثنوا وامتدحوا النجاح المبهر في تنفيذ المشروعات الاقتصادية، واستخدموا الكذبة سنين طويلة حتى انكشفت! هم أنفسهم يا حكومة، الذين يحرضونك ضد الشعب وضد مطالب الناس، وضد رغبة المواطن البحريني في العيش عزيزا في بلاده كونه مواطنا من الدرجة الأولى.
هم ذاتهم الذين يحرضون الحكومة اليوم على المواطن طبقا لانتمائه المذهبي، فإن كان هواهم يتطلب الضرب في الشيعة فعلوا! وإن كان هواهم الضرب في السنة فعلوا أيضا! هم ذاتهم الذين ينعم عليهم بعض المسئولين بالهبات والأعطيات والسيارات والأراضي والشيكات والسفرات وركلات الجزاء ضد غيرهم من المواطنين.
في قرارة نفسي، أريد من الحكومة، وأنا مواطن من رعاياها، أن تتبع المقولة الرائعة : «صديقك من صدقك»! لأنهم – يا حكومتنا – لا يحبونك ولا «يطيقونك»، ويكذبون وسيكذبون عليك في أعمدتهم التي تهاجم «الوفاق» و»حق» كما تهاجم «العدالة والتنمية» و»الأصالة» بحق وبغير وجه حق! وتهاجم كل بحريني «مصدق نفسه» ويتحدث بكل حرية منتقدا تارة ومتذمرا تارة أخرى، ويعتبرونه إرهابيا مدمرا للأوطان…
اليوم يمتدحون «التجنيس العشوائي» وغدا ستغضبين عليهم… اليوم، ينكرون «التمييز والطائفية» وغدا ستكتشفين زيفهم وكذبهم… يا حكومة، هم لا يحبون إلا (خزنتش المليانة)… تأكدي أنهم منافقون علاماتهم ثلاث شهيرة: إذا حدثوا كذبوا، وإذا ائتمنوا خانوا، وإذا وعدوا أخلفوا!
يا حكومة… «شوتيهم شوته قوية، وستربحين»!