التهريب أنواع وأكثره انتشارا نقل سلعة أو بضاعة ما من منطقة جمركية، أو دولة، الى منطقة جمركية أو دولة أخرى من دون دفع الرسوم الجمركية.
وهناك تهريب البشر، وأيضا من دولة فقيرة عموما الى دولة تتوافر فيها فرص العمل، ومن دون الحصول على اذن الدخول أو العمل.
كما أن تهريب المواد الممنوعة، بجمرك أو بخلاف ذلك، كالأسلحة بأنواعها والمخدرات والحيوانات المعرضة للانقراض، أو النادرة والمتوحشة، أمر تمنعه جميع دول العالم تقريبا. وكلما طالت حدود الدولة وزادت ضرائبها، وكان مستوى المعيشة فيها مرتفعا، كان التهريب لها أكثر اغراء.
وهنا تحضرني قصة ذلك اللبناني الذي أوقفته الجمارك السورية، قبل سنوات طويلة، عند محاولته دخول البلاد على دراجة هوائية وذلك للاشتباه بنيته تهريب شيء ما داخل أكياس القماش التي كانت معلقة على جانبي دراجته. وعندما طلب منه المفتش الجمركي تفريغها تبين أنها كانت تحتوي على رمل! سمح له بالمرور بعد مصادرة الرمل وبعثرته في الشارع.
بعد أسبوع أعاد اللبناني الكرة وعند تفتيشه لم يعثر معه على أي شيء يثير الشبهة غير أكياس الرمل على جانبي دراجته. سمح له بالعبور بعد أن دس المفتش يده داخل الأكياس وتبين له خلوها من أي شيء غير الرمل.
وعندما عاود الكرة للمرة الثالثة أوقف لساعات في المركز لحين الانتهاء من فحص نوعية الرمل والتأكد من عدم احتوائه على مواد محظورة، وسمح له بعدها بالدخول بعد أن تبين أن الأمر ليس غير رمل ناعم عادي. ولكن في المرة الرابعة وضع رهن الاعتقال وصودر الرمل منه بمحضر رسمي وأرسل للفحص في مختبر حكومي للتأكد من تركيبته. وبعد ساعات طوال أطلق سراحه بعد التأكد من خلو الرمل من أي أمر أو شيء محظور.
ولكن عندما حاول الدخول للمرة الخامسة قام رئيس المفتشين، الضخم الجثة، بادخاله الى غرفته وطلب منه، تحت التهديد، افشاء الحقيقة من وراء محاولته نقل كل تلك الرمال الى داخل البلد، فقال الرجل انه يستغل انشغال المفتشين بالرمل لابعاد الشبهة عن الدراجة الهوائية التي كان يستعملها حيث أنه مهرب دراجات!
أما أغرب قصص التهريب فقد حدثت في الكويت قبل أيام عندما قام صديق بدعوتي وزوجتي لحضور حفل في أحد الفنادق بمناسبة سعيدة.
بسبب ارتباطنا في تلك الليلة بمناسبة أخرى فقد تأخرنا في الذهاب الى الحفل، ولتجنب الجلوس على طاولة لا نعرف منها أحدا، قمنا بالاتصال بصديق ليقوم بحجز مكان لنا معه. لم يصدق ذلك الصديق سماع صوتي وقال لي انه يتمنى علي القيام باحضار كمية من الثلج معي حيث أن ادارة الفندق اعتذرت، ولأسباب خاصة بها، عن توفير الثلج، وبأي شكل من الأشكال، ولأي كمية، على جميع الطاولات. وقال انهم بحاجة لبعض الثلج.
وهكذا قمت مساء ذلك اليوم بتهريب كيس بلاستيك يحتوي على ما وزنه خمسة كيلو غرامات من الثلج لداخل صالة الفندق!! وربما كانت تلك أغرب عملية تهريب في تاريخ الكويت الحديث.
***
ملاحظة: عن ‘القبس’، اعلنت وزارة الشؤون عن استحداث وحدة قانونية جديدة لتولي مهام مراقبة وتنظيم اعمال الجمعيات الخيرية!! ومن هذه الزاوية نطمئن كل مسؤولي المائة والخمسين جمعية خيرية غير القانونية ان مصير هذا القرار لن يختلف كثيرا عما سبقه من قرارات تنظيمية، حيث سينتهي في سلة مهملات مهملة، ولن يكون اكثر من زوبعة في ‘قوطي تنك’!
أحمد الصراف